أعلنت إحدى شركات الأدوية البريطانية فاعلية أحد منتجاتها لعلاج مدمني الكوكايين مما جعلها تعكف على تطوير هذا اللقاح.
وقالت هيئة الإذاعة الأسترالية، حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن اللقاح الذي أنتجته الشركة ساهم بشفاء نصف عدد المرضى الذين شاركوا في التجارب الإكلينيكية التي أجريت على هذا الدواء من إدمانهم على تلك المادة المخدرة.
ونقلت الهيئة عن المدير التنفيذي للشركة دايفد اوكسليد قوله أن فترة العلاج التي استمرت ستة اشهر أثبتت فاعلية اللقاح الجديد في علاج حالات الإدمان في حال استخدم بطريقة منتظمة.
وأكد اوكسليد أن اللقاح الجديد والذي أطلق عليه اسم (شينوفا) يقوم بحجب النشوة التي يشعر بها المتعاطون لهذه المادة المخدرة بدلا من محاربة الإدمان بحد ذاته مما يسهل التخلص منه.
وأوضح أن عدم الشعور بالنشوة والسعادة يساعد في تخفيف الحاجة الملحة للتعاطي إلى درجة تمكنها من التلاشي مع الوقت. وقال أن المنتج يعمل من خلال وصل الكوكايين بجزيئات البروتين بالجسم والتي تحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة باستطاعتها تحديد الكوكايين والحد من تأثيره على الجسم.
ويقوم اللقاح الجديد بإيقاف تسرب الكوكايين إلى المخ عبر الدم وهي العملية التي تسبب الشعور بالإثارة. وكانت النتائج التي تم التوصل إليها عبر التجارب فائقة حيث اثبت المنتج قدرته على إبعاد المدمنين عن المادة المخدرة خلال ستة اشهر.
هذا ومن جانب آخر وحول أضرار الكوكايين تحديدا، فقد وجد علماء أن تعاطي الكوكايين بشكل متكرر يقتل نفس الخلايا في الدماغ التي تثير الشعور بـ"النشوة" الذي يلاقيه المتعاطون. ويلحق المخدر الضرر بخلايا أساسية في مركز اللذة في الدماغ.
وفي أول مرة يتعاطى فيها المرء الكوكايين، فإن المخدر يعيق عملية إرسال الدوبامين راجعة إلى خلاياها الأصلية بعدما يكون قد أثار إحساسا باللذة. ومن ثم تتراكم المادة الكيماوية في نقطة الالتقاء بين الخلايا، مما يرسل إشارات لذة مرارا وتكرارا، وهو ما يحدث بالتالي الشعور "بالنشوة" لدى المتعاطين بالكوكايين.
ويقول الباحثون، إنه يمكن للآثار الطويلة الأمد لتعاطي الكوكايين أن تفسر أيضا الدافع المتدني للمتعاطين به، والعواطف المتأججة لديهم والصعوبات التي يواجهونها في الإقلاع عن المخدر. وتموت خلايا الدوبامين خلال حياة الإنسان، والضرر الفادح اللاحق بها هو إحدى العلامات المميزة لفقدان السيطرة على الحركة الذي ينطوي عليه مرض الباركينسونز.
هذا وقال الباحثون أن الكوكايين يمكن أن يمزق القلب بأن يسبب أضرارا لا ترى في العادة إلا عند كبار السن ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وحث الباحثون الأطباء والعاملون بغرف الطوارئ على تقصي هذه الحالة التي تعرف باسم تمزق الشريان الأورطي عندما يصل إليهم مريض شاب يعاني آلاما في الصدر.
وقالت الدكتورة بريسيلا هسيو طبيبة القلب في مستشفى سان فرانسيسكو العام التي أشرفت على الدراسة، بالنسبة لحالة تمزق الشريان الأورطي التي لم تعالج يمكن أن يرتفع معدل الوفاة إلى 25 في المائة خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى، وبعد 48 ساعة يرتفع معدل الوفاة إلى حوالي 50 في المائة.
وقال فريق الباحثين الذين عملوا مع هسيو في تقرير ثم نشره في دورية جمعية القلب الأميركية أنهم لاحظوا زيادة في أعداد المرضى الشبان الذين يصلون إلى غرفة الطوارئ وهم يعانون آلاما في الصدر. أضافت هسيو قائلة "معظم المرضى جاءوا إلى المستشفى وهم يعانون من آلام في الصدر عقب تعاطيهم مخدرات وظهرت على أحدهم الأعراض أثناء تدخينه الكوكايين.
وقد يؤدي هذا إلى تمزق أنسجة الشريان الأورطي مما يؤدي إلى تسرب الدم إليه وإحداث المزيد من التمزق، وقد يمنع هذا تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية في الجسم.
وقالت هسيو، لا بد من أخذ تمزق الشريان الأورطي في الاعتبار عند وصول شبان إلى غرفة الطوارئ وهم يعانون آلاما مبرحة في الصدر خاصة إذا كانوا تعرضوا لعوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين، وهذا مهم للغاية للحصول على تشخيص سريع_(البوابة)