إن اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية موضوع شائك وتختلف إجابته من شخص لآخر، فمن ناحية الدين يُحرم على الرجل النظر إلى النساء الأجنبيات عنه والتدقيق في ملامحهن، لكن يحق له أن ينظر بدقة في عروس مرشحة له إن كان مقبلًا على الزواج، عندئذ يلتزم بضوابط دينية معينة حتى ينهي الرؤية الشرعية بشكل لا يتعد حدود الدين ولا الأدب، هذا بالضبط موضوعنا اليوم.
اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية
عندما تعلم الفتاة أن خاطبًا أتاها، وأخذ موعدًا لكي تراه ويراها فإنها تتساءل بداخلها كيف ينظر الرجل للمرأة عندما يقرر الزواج منها، وتلك الخطوة تحديدًا أقرها الشرع، حيث يفضل أن يذهب الشاب لبيت الفتاة ورؤيتها بمعرفة أهلها وبحضورهم للتأكد من إن كانت تناسبه أو لا بدلًا من تتبعها في الطرقات ومحاولة رؤيتها دون علم أهلها، وهو أمر غير مقبول في ديننا الحنيف، ولا في مجتمعنا الشرقي.
وأهم المعلومات التي تجيب عن سؤالها هذا أن الرجل عندما يذهب لرؤية الفتاة بشكل شرعي في منزل والدها فإنه يركز على التالي:
1- الوجه والكفين
لأننا مسلمون فإن الوجه والكفين هو ما أمرنا الله بكشفه على الغرباء وأثناء سيرنا في الشارع كفتيات، لهذا فإن الرجل عندما تقبل عليه الفتاة المرشحة له للزواج في الغالب يدقق في ملامح وجهها، ليحدد إن كان جمالها مقبولًا لديه أم لا، وهو يستغل وقت الرؤية الشرعية في تبادل الحديث معها والتدقيق في هيئتها الخارجية.
وكون الوجه اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية فهو حسب نصيحة رسولنا الكريم أمرًا ضروريًا، فعندما أتاه المغيرة بن شعبة يقول له أن هناك امرأة يريد خطبتها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: "اذهب فانظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما"، وقيل أن معنى يؤدم "يوفق بينكما".
أما بخصوص الكفين فيُنظر إليهما ليعرف الرجل هل الفتاة قوامها معتدل أم نحيف أم ممتلء، وهو أمر يسمح به الشرع أيضًا لأن الشاب يحق له اختيار ذات القد الذي يميل إليه حتى يعف نفسه بها فيما بعد.
2- الملابس
في العادة يميل الرجل إلى الفتاة التي ترتدي الملابس المتناسقة، حتى أنه إن لاحظ أن ملابسها مثلًا غير مقبولة دينيًا، ولكن الفتاة نالت رضاه فإن أول ما يبادر به في الحديث معها هل هي مستعدة أن تغير نوعية ثيابها أم لا بعد الزواج، وهذا دليل على أن الملابس ليست أمرًا هامًا في معايير الاختيار طالما كانت متناسقة لأن الرجل فيما بعد يطلب من زوجته أن ترتدي نوعية الملابس التي يراها مناسبة لها، ولا تجعلها محط اهتمام من الرجال الآخرين.
3- طلاقة الحديث
ما سبق كان عبارة عن الهيئة الخارجية التي تعتبر اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية أولًا، لكن عندما يحدث قبول بينهما من أول نظرة فإنه يبدأ في معرفة جوانب شخصيتها كي يحدد هل تناسبه أكثر أم لا، وأهم ما يظهر له تلك الجزئية هي طريقتها في الحديث.
فبعض الرجال يفضلون الفتاة الخجولة التي لا تنظر إليه بتحدي أثناء الجلسة، ولكنها في ذات الوقت تحدثه بشكل جذاب يعبر عن ثقافتها ورقتها، كما أنه يسألها في كثير من الأمور العامة والخاصة بالحياة الأسرية ومن واقع آرائها يظهر له إن كانت ستكون شريكة مناسبة له أم تختلف طباعهمها وهذا يعني مزيد من المشاكل فيما بعد.
4- الابتسامة
أمر آخر يركز عليه الرجل، فصدق أو لا تصدق فأن الرجال جميعًا يتفقون على أن المرأة البشوشة مريحة للنفس أكثر من صاحبة الوجه العابس، كما أن الابتسامة الرقيقة التي تظهر في وقتها يشير إلى أن الرجل نال إعجاب الفتاة، أما التي تظل دائمة العبوس ولا ترد إلا على مضض فهذا يعني أنها ربما تميل لآخر، أو أن هذا الشخص مرفوض بالنسبة لها.
5- الأخلاق
دائمًا ما يحاول الرجل أن يختبر الفتاة أثناء جلوسها معه في الرؤية الشرعية، وهو ما تفعله الفتاة أيضًا بالمناسبة، لذلك تجد أن اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية بعد كل ما سبق هو مبادئها الراسخة التي تؤمن بها، ونظرتها للحياة، فبعض الفتيات يكن متحفظات، والبعض الآخر يتعاملن بتحرر لا يقبله معظم الرجال الشرقيين.
ثم أنه يراعي أثناء وقت الرؤية الشرعية التأكد من أنها فتاة صالحة في المقام الأول، لأنه لا يختار زوجة له فقط، بل يختار حبيبة سوف يأنس لها قلبه، وأم لأطفاله، وابنة لأهله، لذلك يرغب في الحصول على فتاة طيبة هادئة الطباع، ومتفهمة في ذات الوقت.
ضوابط الرؤية الشرعية
هناك كثير من الحدود التي وضعها الدين في شأن الرؤية الشرعية بين طرفين لا يعرف أحدهما الآخر ويرغب في التأكد من أن الآخر يناسبه قبل الدخول في علاقة جدية ومقدسة مثل الزواج، وتلك الضوابط تكمّل موضوعنا عن اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية، وتلك الضوابط كالآتي:
- يفضل ألا يخلو الشاب بالفتاة، وألا يُغلق باب عليهما، وإن حدث وجلسا بمفردهما يجب أن يكون ذلك في مكان على مرأى ومسمع من الأهل.
- على الفتاة ألا ترتدي ملابس تخالف تعاليم دينها لتنال رضا الشاب، فلا تلبس ملابس شفافة، ولا عارية، ولا تحدد معالم جسدها بشكل فج.
- كما أن الرجل يلتزم بحدود النظر، فلا يدقق في ملامح الفتاة بشكل تظهر فيه شهوته واضحة للعين، وهذا وحده قادرًا على جعل الفتاة تشعر بالخوف والنفور منه.
- بالإضافة إلى التحدث بشكل لا يجعل الفتاة تشعر بالإحراج والخجل.
- أما عن حيرة الفتاة في معرفة ماذا يقول الشاب للفتاة عند أول لحظة يتقدم لها فالشخص الراقي يتحدث باتزان، وفي مواضيع هامة تخص حياته مع شريكته.
علامات القبول أثناء الرؤية الشرعية
أما عن كيفية تخمين أحد الطرفين مدى إعجاب الآخر به أثناء جلسة الرؤية الشرعية بعد معرفة اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية، فهناك مؤشرات توضح بما لا شك فيه معدل القبول بينهما وهل يوجد نفور أم لا، مثل:
- الابتسام المتبادل بينهما بين الحين والآخر أثناء جلستهما معًا.
- ارتفاع حاجبي الرجل فور وقوع عينيه على الفتاة، فهذا يعني أنه ابهرته بجمالها وطلتها الرقيقة.
- بالإضافة إلى التحدث في كثير من المواضيع دون توقف دليل على رغبته في معرفتها أكثر، وهذا يشير إلى إعجابه بها.
- كما أن تورد خدي الفتاة خجلًا مع ابتسامتها الرقيقة تعني أنها موافقة بشكل مبدئي على الخاطب.
- أما الشاب فعندما يلامس أذنيه كثيرًا، أو يضع أحد قدميه فوق الأخرى فهذا يعني أنه أُعجب بالفتاة، وأن شخصيتها أبهرته ويحاول الحصول على إعجابها بشخصه أيضًا.
آداب الرفض بعد النظرة الشرعية
أحيانا عندما يلاحظ أحد الطرفين افتقار الآخر لأهم الصفات التي يبحث عنها في شريك حياته المستقبلي، خاصةً بعد معرفة اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية فإنه يبادر برفض الإقتران به بطبيعة الحال، لكن هذا الرفض له آدابه التي أمرنا بها الدين والعرف، وهي كالآتي:
- لابد من توصيل الرفض للشخص الآخر في كلمات رقيقة توضح بأن العيب ليس فيه، لكن القلوب لم تتآلف.
- كما يفضل ألا يتم الرفض بشكل علني.
- وأهم شيء ألا يتباطئ الطرف الرفض في إعلام الآخر بقراره، لأن الأنتظار شيء مريع بالمناسبة، وبعض الشباب يخرجون من بيت الفتاة دون نية إعلامهم ثم يتفاجئون بأنه خطب أخرى وهذا الأمر يجرح الفتاة بشدة ويجعلها غير واثقة في نفسها فيما بعد.
عندما حدثناكم اليوم عن اكثر شي يركز عليه الرجل في النظرة الشرعية راعينا عرض أهم الضوابط والنقاط التي يجب توفرها أثناء لقاء الرؤية الشرعية، وفي نهاية الأمر لا يعد القبول المبدئي كافيًا، بل على الطرفين السعي لمعرفة طبيعة الشخص الآخر قبل عقد القران حتى لا تواجههما مشاكل كبيرة بعد الزواج.
