الــمشــــكــلــة:
عندما تنعدم السيطرة على مرض السكري ، يسبب ارتفاع مستوى السكر المزمن تلفا في الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين . في المراحل المبكرة من اعتلال الشبكية الناتج عن السكري ، قد ينزف السائل من الأوعية الدموية مما قد يسبب تضخم الشبكية وغبش في البصر ، وهي حالة تسمى استسقاء مركز البصر. عندما يصل الوضع مرحلة متقدمة من اعتلال الشبكية ، تنمو على سطح الشبكية أوعية دموية غير طبيعية ، وهذه الأوعية غير الطبيعية لا تغذي الشبكية بالدم بصورة طبيعية وهي ، علاوة على ذلك ، قد تشــد الشبكية مع مرور الوقت وتسبب انفصالها .
يشكل اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري السبب الرئيسي لحدوث حالات جديدة من العمى يبلغ عددها 8000 حالة كل سنة . هذا الاعتلال هو أشد خطر على البصريواجهه مرضى السكري . حوالي نصف الأشخاص المصابين بمرض السكري يصابون في نهاية المطاف بنوع أو آخر من اعتلال الشبكية ، وتصيب عادة كلتا العينين . وقد لا تظهر أعراض مبكرة لهذا الاعتلال . إلا أنه في الحالات المتقدمة قد تظهر بعض النقط السوداء المتحركة أمام العين ، أو غباش في البصر ، أو ألم في العين ، أو فقدان البصر بالتدريج .
يقول الخبراء إنه يحتمل ازدياد نسبة حدوث اعتلال الشبكية ، لأن عدد الناس الذين يصابون بمرض السكري آخذ في الازدياد . يبلغ عدد المصابين بمرض السكري (في الولايات المتحدة) حوالي 16 مليون شخص ، الكثيرون منهم لا يعرفون أنهم مصابون . تدل دراسة حديثة قام بها المعهد الوطني الصحي على الأمريكيين من أصل مكسيكي البالغين من العمر أربعين سنة أو يزيد أن 23 في المئة ممن لا يعرفون أنهم مصابون بالسكري مصابون أيضا بمرحلة مبكرة أو متوسطة من اعتلال الشبكية .
عوامـل الـخـطـر:
أكبر عامل خطر للإصابة باعتلال الشبكية هو خروج مرض السكري عن السيطرة . بالإمكان عادة السيطرة على اعتلال الشبكية بواسطة مجموعة من الإجراءات هي السيطرة على السكري سيطرة تامة ، ونظام غذائي مناسب مع تمارين رياضية مناسبة ، واكتشاف الاعتلال في وقت مبكر . يجب على الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري قبل بلوغ سن الثلاثين عاما أن يبدؤوا ، بعد مرور خمس سنوات على الإصابة ، بفحص عيونهم بواسطة توسيع البؤبؤ مرة كل سنة . كما يجب على مرضى السكري الآخرين إجراء فحص عيون مرة كل سنة . تبيّن دراسة حديثة نشرتها مجلة طب العيون أن أكثر من ثلث الأمريكيين المصابين بمرض السكري لا يمتثلون للتوصية التي توجب عليهم فحص عيونهم بواسطة توسيع البؤبؤ مرة في السنة ، الأمر الذي يعرضهم لخطر الإصابة بفقدان البصر .
الــعــلاج
بالإمكان معالجة بعض حالات اعتلال الشبكية الناتج عن السكري بواسطة الليزر ، فتسلط أشعة الليزر على الشبكية لتقليص أو إغلاق الثقوب التي ينزف خلالها السائل من الأوعية الدموية غير الطبيعية . ولكن ذلك لا يستعيد البصر الذي يكون قد فقد ، وهو ما يبرز أهمية اكتشاف الاعتلال في وقت مبكر . يوصي الأخصائيون ، في بعض الحالات المتقدمة من اعتلال الشبكية ، بعملية استئصال الرطوبة الزجاجية يقوم خلالها الجراح بإزالة الرطوية الزجاجية (مادة هلامية) من العين ويستبدلها بمحلول صاف شفاف .
تقول سيدة تدعى جوزيفين غرانت ، إحدى عاملات الكافتيريا في جيثرزبيرغ ، إنها كانت مصابة بمرض السكري مدة عدة سنوات ، وأنها قبل سبع سنين فقدت جزء كبيرا من بصرها بسبب اعتلال الشبكية . وهي الآن لا ترى بعينها اليمنى وترى قليلا بعينها اليسرى. قال الدكتور ملكي ، الجراح الذي أجرى العمليات الجراحية للسيدة غرانت ، إنها للأسف سعت للحصول على العلاج بعد أن بلغ المرض مرحلة متقدمة معها . ويقول هذا الجراح إنه إذا إجريت العملية الجراحية بالليزر في الوقت المناسب ، أمكن إيقاف المرض أو تعويقه . ويضيف قائلا إن مئات من مرضى السكري يراجعونه بانتظام ، بعضهم مرة كل أربعة أو خمسة شهور ، لمتابعة حالات اعتلال الشبكية عن كثب . إذا كان المرض في حدوده الدنيا ، تكون مراجعة المريض للطبيب أقل . يقول الدكتور ملكي إنه يوجد بعض المرضي يسمون " النادي الذهبي " لأنهم مصابون بالسكري منذ عشرين سنة ولم يحدث المرض أي تأثير على عيونهم . إذن بالإمكان المحافظة على البصر .