يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين بأن لصقات أو علكة النيكوتين تسبب السرطان، ولكن وفقا لدراسة حديثة يمكن لهذه اللصقات أن تساعد في الاقلاع عن التدخين.
في دراسة شملت على أكثر 1,100 شخص مدخن، متوسطي العمر سجلوا في برنامج للتخلص من عادة التدخين. وجدت الدراسة بأن هناك اعتقادات خاطئة لا تزال تحيط بالتدخين، حيث اعتقدت 72بالمائة من النساء بأن النيكوتين هو المسبب الرئيسي للسرطان مقارنة مع 60 بالمائة من الرجال. كما أن العديد من النساء اعتقدن بأن السجائر الخفيفة أقل ضرراً من السجائر العادية مقارنة مع 63 بالمائة من الرجال.
وكانت النساء على الأرجح الأكثر قلقاً من تأثير التدخين الضار مقارنة مع الرجال بنسبة 75% مقابل 64%. حيث كن أكثر قلقاً الإصابة بالسمنة إذا اقلعن من التدخين، بالإضافة إلى خوفهن من عدم قدرتهن على مواجهة حالات التوتر دون سيجارة.
وللإجابة عن هذه الأخطاء الشائعة جاءت هذه الدراسة لتوضح بأن النيكوتين مادة خطيرة، ولكنه ليس المسبب الرئيسي للسرطان، حيث يساعد النيكوتين المدخن على الإدمان على التبغ فقط، بينما تحتوي السيجارة على 4,000 مادة كيماوية أغلبها مواد مسرطنة. وتضيف الدراسة بأن النيكوتين يعتبر أكثر مادة كيماوية معروفة تسبب الإدمان، أكثر من الهيروين أو الكوكائين.
وتنصح الدكتورة ديان ستوفير، مدير الخدمة الرئوية في مركز سلون كيتيرنج للسرطانِ في مدينة نيويورك الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين بأن يقللوا كميات النيكوتين، تقول ستوفير" يشكل النيكوتين عامل خطر، حيث يقوم بتضييق الشرايين الدموية، ويروج لتشكيل الجلطات، التي يمكن أن تسبب النوبات القلبية ومشاكل القلب الوعائية الرئيسية. إن النيكوتين جسر للإدمان على التدخين، وجسر للتوقف عن التدخين أيضاً، ويجب التخلي عنه بعد الإقلاع عن التدخين."
تضيف ستوفير "على الرغم من كل الأدلة الحالية حول التأثيرات السيئة للتدخين، لا يزال من الضرورة كتابتها بخط عريض وتكرارها على مسامع العديد من الناس المدخنين وغيرهم. فعلى الأغلب عندما تخبر المدخن حول أخطار التدخين، سيقول، أعرف أنه خطر، ولكن لم أعرف أنه يقوم بكذا. وبالإعداد المناسب، والإدارة الطبية الجيدة، وتعديل السلوك، واستعمال لصقات وعلكة النيكوتين يمكن للأشخاص الذين يريدون حقاً التخلص من عادة التدخين أن ينجحوا دون المرور بأعراض انسحاب النيكوتين من الجسم."
وقد تمكنت 59% من النساء في الدراسة من التخلي عن عادة التدخين مقارنة مع 55% من الرجال. وكان السبب الرئيسي لذلك النجاح هو القدرة على أبعاد المدخنين عن النيكوتين الناجم من التبغ، واستبداله ببدائل النيكوتين مثل لصقات، وعلكة، وأدوات استنشاق النيكوتين.
كما شملت الدراسة على معلومات جديدة حول سرطان الرئة، حيث تبين أن نسبة نجاة النساء من هذا السرطان أكثر من الرجال. وكان باحثون من كلية طب جبل سيناء في مدينة نيويورك قد قاموا بمراجعة حالات 19,000 مريض بسرطان الرئة ووجدوا بأن النساء كانت عندهن نسب نجاة أفضل جداً من الرجال عندما تلقوا العلاج. ويبدو أن سرطان الرئة يكون أكثر عدوانية عند الرجال من النساء.
وأخيرا نحن لا ننصح المدخنين بالتوقف عن التدخين، بل بالتوقف عن استهلاك النيكوتين.
