نجح الأطباء في زرع أنسجة من العين في المختبر ومن ثم نقلها إلى المرضى .
من شأن العمليات الرائدة هذه أن تعطي الأمل للعديد من المرضى الذين يعانون من أضرار في قرنية العين .
ففي الدراسة التي أجريت في جامعة كاليفورنيا، كان المرضى الأربعة عشـرالذين شاركوا فيها يعانون من خلل شديد في الرؤية، ولكن حالة عشـرة منهم تحسنت بشكل كبير بعد زرع الأنسجة المختبرية.
وقد استخدم الأطباء أحدث أساليب التقنية البيولوجية لزرع خلايا القرنية في المختبر باستخدام خلايا تبرع بها المريض نفسه - اذا كانت عينه الأخرى سليمة - أو أحد أقربائه .
يذكر أن اسلوبا مماثلا يستخدم لزرع الجلد في حالات الحروق الشديدة.
والخلايا التي استخدمت في انتاج الأنسجة الجديدة توجد في الطبقة الداخلية لغشاء القرنية، وهو الغشاء الشفاف الذي يحمي العين من الأضرار .
وبنمو هذه الخلايا، تستبدل بها خلايا الطبقة الخارجية التالفة .
لكن بعض الأضرار التي تصيب العين كتلك التي تسببها الحروق، اضافة إلى بعض الأمراض النادرة والأورام، قد تؤدي إلى تلف خلايا الطبقة الداخلية للقرنية، مما يعني ان العين لن تتمكن من اصلاح نفسها بنفسها.
وبمرور الزمن، يؤدي تجمع هذه الأضرار إلى فقدان المريض لحاسة البصر .
في حالات كهذه، كان العلاج الذي يستخدم هو زرع الطبقة الخارجية من القرنية التي تستأصل من متبرع. لكن هذا الأسلوب ليس كاف في كل الحالات، حيث أن النسيج المزروع يفتقر إلى الطبقة الداخلية المنتجة للخلايا .
أما الأسلوب الجديد الذي تم ابتكاره في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا ديفيس، فيتلخص في استئصال عدد قليل من الخلايا الداخلية تحت التخدير الموضعي .
تحول هذه الخلايا إلى طبقات لايتجاوز سمكها سـمك الخلية الواحدة في المختبر، وتزرع على أغشية معقمة تعمل كإطار تنمو عليها حتى تكوّن طبقة سميكة تسمح بزراعتها في عين المريض .
وتنمو هذه الخلايا في عين المريض إلى خلايا قرنية بالغة مما يسمح للمريض باستعادة حاسة البصر