وفقا لدراسة جديدة، وجد الباحثون، بأن حالات اضطرابات الغضب مثل الغضب على الطرقات المكتظة، والعنف المنزلي، اصبحت اكثر شيوعا هذه الايام.
وفي الواقع، يعتبر هذه الاضطراب مرضا نفسيا، يعرف اضطراب الغضب المتقطع (آي إي دي)، وهو يؤثر على 7.3 بالمائة من البالغين في امريكا – اي بحدود 16 مليون شخصِ – خلال حياتهم. كما وجد الباحثون انه خلال سنة محددة، تم تسجيل حالات اضطراب الغضب بين 8.6 مليون بالغ تقريبا.
ويهيئ هذا الاضطراب المصابين إلى الاصابة بالأمراض العقلية الأخرى، مثل الكآبة، والقلق، والادمان.
تظهر نتائج الدراسة، التي يقوم بتمويلها المعهد الوطني للصحة العقلية، في عدد يونيو/حزيران من مجلة " Archives of General Psychiatry ".
ويقول مؤلف الدراسة رونالد كيسلر، أستاذ سياسة الرعاية الصحية في كلية هارفارد الطبية، "يعاني الكثير من الاشخاص في أمريكا من اضطراب الغضب المتقطع الذي يمتاز بنوبات متفجّرة من الغضب لا يستطيعون سيطرة عليها، وسببها عدم القدرة على السيطرة على حياتهم، الامر الذي يسبب العنف الجسدي، أو تخريب الممتلكات."
ووفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية، الطبعة الرابعة، يعاني الاشخاص المصابين بالاضطرابات من انفعالات غاضبة خارجة عن السّيطرة عند ثورة الغضب، يتبعها حاجة إلى الإغاثة أثناء الإنفجار الغاضب، وبعد ذلك الاحساس بالندم لنتائج غضبهم.
وبنى كيسلر وزملائه نتائجهم على تحليل بيانات 9,282 شخص بالغ شاركوا في الاستبيان الوطني الذي جرى من 2001 إلى 2003. وقال كيسلر،"وجدنا بأن اضطراب الغضب يرتبط بشكل مباشر بالمشاكل النفسية والعقلية والكآبة والتوتر."
حيث تم تشخيص إثنان وثمانون بالمائة من أولئك المصابين باضطراب الغضب المتفجّر المتقطع للاصابة بالكآبة، والقلق، والإفراط في تناول المخدّرات أو الكحول.
والرغم من أن أعراض الاضطراب تظهر بشكل واضح، إلا أن القليل من الاشخاص يتلقون علاجا لها.
يقول كيسلر، " لا يعتقد المصابون بأنهم مصابون باي حالة مرضية، بل يعتقدون بأن الاخرين يعانون من المشاكل."
ومثل اي حالة مرضية، يتوفر علاج فعال لحالات اضطراب الغضب المتفجر المتقطع، وتشمل العلاج النفسي- السلوكي، بالاضافة الى تناول ادوية مضادة للكآبة، مثل مثبتات المزاج.
ويوضح كيسلر بأن هذه الاضطرابات يمكن أن تظهر خلال مرحلة الطفولة، وفي هذه الحالة، يمكن مزج تقنيات متعددة لعلاج هذه الحالة مبكرا، وتشمل التحدث مع الطفل، ادراجه في برنامج العلاج النفسي –السلوكي، بالاضافة الى تناول الادوية المقترحة.
يقول الدكتور رينيه اولفيرا، أستاذ مساعد لطبّ الأمراض العقلية في مركز تكساس للعلوم الصحية بجامعة سان انطونيو، " في أغلب الأحيان يكون السلوك العدائي مؤشر لجذب الإنتباه النفسي". واضاف، "بينما اضطراب الغضب المتفجر المتقطع هو عبارة عن خلل في المزاج، وفقر في السيطرة على الغضب."
ويقول اوليفرا، "تبدأ اعراض الحالة بالظهور خلال فترة الطفولة والشباب، ولكن يجب ان تنظر في البيئة المحيطة لمعرفة الاسباب."
اما بالنسبة للبالغين، فنامل أن يلحظوا المشكلة بأنفسهم، خصوصا وانهم في هذه المرحلة لا يملكون العديد من الاستراتيجيات وبالتالي يستعملون ردود فعل محددة. لذلك يكون الغضب اسرعها واسهلها بالنسبة لهم. ويمكن تدريبهم على الاستراتيجيات الاخرى لمعالجة الامور في المنزل أو عن طريق برامج السيطرة مع الغضب.