ازدياد مرض الزهري ليس مقصوراً على لاتصال الجنسي غير الآمن

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2005 - 09:19 GMT

يقول الباحثون البريطانيون بأن الدورة الطبيعية لمرضِ الزهري قد تكون السبب في زيادة نسبة الإصابة الموسمية

 

اقترح باحثون بريطانيون بأن السبب وراء انتشار وباء مرض الزهري بين الرجال الشاذين جنسياً في الولايات المتحدة الأمريكية هو نتيجة التطور الطبيعي للمرض، وليس كما كان معتقداً بأنه نتيجة رداءة الواقي الجنسي المطاطي أو الاتصال الجنسي غير الآمن.

 

وطبقاً لدراستهم، التي صدرت في عدد مجلة الطبيعة، أظهرت الإحصائيات التي شملت 68 مدينة أمريكية بأن نسبة الإصابة بمرض الزهري ترتفع وتنخفض استناداً لدورات منتظمة. ويتوقع الباحثون بأن المرض يخف عندما يطور الأشخاص المصابون به مناعة مؤقتة ضده. ثم يظهر من جديد بعد سنوات قليلة عندما يظهر أشخاص اقل مناعة.

 

"وبلا شك ستساهم هذه النتائج بمساعدة مسئولي الصحة العامة على فهم أسباب تفشي السفلس أو الزهري  على شكل وباء". ويعقب نيكولاس غراسلي، مؤلف مشارك في الدراسة، وباحث في الامبيريل كوليج في لندن. " من الضروري فهم نتائج الدراسة بعناية، بما أن المرض لا يعكس تغييرات دائماً في السلوك أو البيئة."

 

ولقد بلغ عدد حالات الإصابة بمرض الزهري في الولايات المتحدة إلى 7, 100 عام 2003، الزيادة السنوية الثالثة على التوالي. وبينما يمكن علاج مرض الزهري بسهولة عن طريق الأدوية، إلا أن المسئولون قلقون من أن يسهل الزهري انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز".

 

يضيف غراسلي" ألهمت ظاهرة غير عادية الباحثين لإجراء هذه الدراسة: فلم ترتفع نسبة الإصابة بالسيلان  بنفس نسبة مرض الزهري. مما فاجئ الباحثين، خصوصاً بأن تلك الدراسات اقترحت بأن الرجال الأمريكيين الشاذين جنسياً  -- المعرضين لكلا المرضين – تخلو عن ممارسات الجنس الأكثر أماناً لان الأدوية جعلت مرض الايدز اقل خطورة.

 

كما قام الباحثون بتحليل إحصائيات لمرضي السيلان والزهري من 68 مدينة أمريكية وركزا على السنوات من 1960 إلى 1993، لأنها السنوات التي شهدت الثورة الجنسية وحركةَ تحرير الشواذ جنسياً، والتي يعتقد بأنهما السبب المحتمل في انتشار وباء مرض الزهري.

 

وتبين بأن معدلات الإصابة بمرض الزهري اتبعت انماطاً منتظماً في العديد من المدن، بحيث ارتفعت كل 10 سنوات. بينما لم يتبع مرض السيلان  أي نمط منتظم.

 

لماذا ؟ يعتقد الباحثون بأن بعض الأشخاص يطورون مناعة ضد مرض الزهري، على الأقل لفترة معينة، بعد أن يصابوا بالمرض. ومع الوقت، لا يجد المرض جسداً ضعيفاً لينتقل إليه. (وعلى الرغم من أن بعض مواقع الصحة العامة الالكترونية تزعم انه لا يوجد  مثل هذا الشيء كمناعة مرض زهري،إلا أن الباحثين أشاروا في دراسة عام 2003 بأن هذه المناعة موجودة فعلاً.)

 

ومع ذلك لا توجد مناعة ضد السيلان، وعلى أية حال، لا يمكِن أن تتكرر الإصابة بها.

 

وتقترح الدراسة بأن يقوم مسئولو الصحة العامة بالقضاء على مرض الزهري أثناء دورته المنخفضة. وفي الحقيقة، فقد انخفضت نسبة الإصابة به في فترة التسعينيات إلى درجة أن مراكز مكافحة ومنع الأمراضِ الأمريكية تمنت القضاء عملياً عليه في منتصف هذا العقد. وعلى أية حال، لقد ارتفعت هذه النسبة بين الرجال الشاذين جنسياً والمخنثين خلال السنوات الماضية، رامية بخطط الحكومة عرض الحائط.

 

ويضيف غرسلي "  إن هذه النتائج تختلف عن نتائج مرض الايدز. فالمصابون بمرض الزهري، يمكن أن يعالجوا ولكن المصابين بمرض الايدز لا يستطيعون العلاج أو الإصابة به مرة أخرى."

 

وأضاف "على أية حال، فالشخص  المصاب بمرض الزهري أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز وعلى الأرجح عدوى شريكه أيضا."

 

فيما لخص الدكتور مايكل هوربرغ ، مدير مشروع خطة كايسر بيرمانتين للصحة، بقوله، "النتائج لا تغير حقيقة أن أفضل طريق لتفادي مرض الزهري هي اتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل استعمال الواقي الجنسي."

وأضاف "لا يزال هناك وباء ضمن جماعة الشاذين جنسياً، حتى لو كانت هذه الأرقام تتبع اتجاهات طبيعية للمناعة، ستنخفض معدلات العدوى بالتأكيد على ممارسة الجنس بطريقة أكثر أماناً."