احتفالات الخصوبة في فبراير/شباط

تاريخ النشر: 30 يناير 2006 - 06:28 GMT

يعود تاريخ ربط منتصف فبراير/شباط  بالحب والخصوبة إلى زمن بعيد. ففي تقويم مدينة أثينا القديمة، كانت الفترة بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط تمثل شهراً كان يسمى Gamelion، وكان مكرساً للزواج والارتباط وأعتبر ضمنياً وعلانياً بشهر الخصوبة.

 

وفي روما القديمة، أحتفل الرومان في 15 فبراير/شباط ، بعيد إله الخصوبة، وكانوا يضحون بالعنز الصغيرة على المذبح، ثم يمسكون بجلد العنز ويركضون في الشوارع، وبهذا الاحتفال تتزين النساء وتنزلن إلى الشوارع ليتمكن من لمس الجلد الملطخ بالدم، اعتقاداً منهن أنه يمنحن الخصوبة والقدرة على إنجاب الأطفال دون ألم.

 

ووفقاً للموسوعة الكاثوليكية (1908)، اعتبر 14 فبراير/ شباط تاريخ للاحتفال وتذكر تضحية القديس فالانتاين، ولكن في نفس الوقت امتزجت الروايات حول 3 شخصيات غامضة، الأول كاهن في روما استشهد ودفن في الطريق في فيا فلامينا. والثاني، أسقف استشهد ودفن في ذات المكان.والأخير كاهن، مات شهيداً أيضاً في شمال أفريقيا. ولم يذكر أي صلة بين الحب والزواج وبين اسم فالانتاين في التواريخ القديمة، واعتبرته الكنيسة أسطورة وهمية.

 

أما بداية الاحتفال بالفالانتاين فكانت عام 496، حيث أعلنه البابا غيلاسيوي، ويعتقد أنه فعل ذلك ليشجع المسيحيين على الزواج، واستوحى فكرته من احتفال الخصوبة عند الرومان واليونان.

 

وفي القرن التاسع عشر، قام البابا جريجوري السادس عشر بإعادة أحياء الذكرى عن طريق تقديم آثار تدل على وجود قديس يدعى فالانتاين، وكان الهدف مجدداً التشجيع على الزواج. ولكن عام 1969، تم إلغاء هذا الاحتفال من التقويم المسيحي، لأنهم لم يعثروا على دليل كاف على القصة التي ارتبطت بالقديس فالانتاين الذي اعتبر مجهولا.ً

 

ولكن الأسطورة استمرت بين الشباب والمقبلين على الزواج من خلال كتابات الروائي الإنجليزي المشهور جيفري شوسر الذي ذكرها في القرن الرابع عشر، والتي شجعت على الزواج بين العاشقين. واستمرت الأسطورة حديث للقصائد الغرامية التي وجدت فيها وتراً حساساً تعزفه لتقرب الأحبة من بعضهم وتشجعهم على إعلان حبهم. وهكذا أصبح الشباب يتبادلون قصائد إعلان الغرام والاشتياق في هذا اليوم، وهكذا ظهرت بطاقات فالانتاين أو ببساطة "بطاقات إعلان الحب".

 

انتقلت هذه البطاقات بالصدفة بين المستوطنين البريطانيين المتجهين إلى الولايات المتحدة "الأرض الجديدة"، وكانت عبارة عن أوراق منقوشة ومزخرفة مع بعض السطور من قصائد الحب الإنجليزية المشهورة، وفي الولايات المتحدة، استوحت ايستر هاولاند، ابنة صاحب متجر كبير للكتب والأدوات المكتبية في ماساشوستس من هذه البطاقات الإنجليزية القديمة، وطورت عليها وبفضلها أصبحت مشهورة مرة أخرى بين الشباب. واليوم توجد جائزة باسم ايستر لأفضل تصميم لبطاقة عيد الحب. ومثل أي شيء يلقى رواجاً، قام المروجون بتطوير عادة تبادل البطاقات وأصبحت ترافقها علبة من الشوكولا، أو الهدايا التي ترمز إلى الحب، والتي تبدأ من وردة حمراء وتنتهي بقلب ألماسي.

 

ولقد تعرض عيد الحب للعديد من الانتقادات التي اتهمته بأنه عيد ديني، أو عيد يشجع على الانحلال، أو عيد يخص الأزواج ويستبعد العازبين وهكذا، تبنت كل مجموعة رأي مع أو ضد هذا الاحتفال، ويبقى أن نقول بأن هدف عيد الحب ، كان منذ الأزل ولا يزال نشر الحب والمودة، والتشجيع على الارتباط والزواج لذلك فهو لا يتعارض مع مبدأ الديانات التي تشجع على الزواج، بل يقدمها بطريقة ودية وأكثر شاعرية.

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن