إنصاف المرأة في العمل.. يحتاج للكثير!!

تاريخ النشر: 26 فبراير 2005 - 07:53 GMT

أظهرت دراسة أن الرجال يهيمنون على معظم الوظائف المهمة في الحياة العامة ببريطانيا بينما تحتل النساء مناصب أقل في الوظائف القيادية.  

 

وذكرت لجنة الفرص المتساوية وهي منظمة لمحاربة التمييز بين الرجال والنساء انه بعد 30 عاما من إقرار قانون مكافحة التمييز على أساس الجنس لا تزال بريطانيا أبعد ما تكون عن المساواة بين الجنسين وان هناك حاجة لبذل مزيد من الجهد للقضاء على الحواجز التي تمنع النساء من تولي أهم الأدوار في المجتمع.  

 

وفي المقابل اليابان أنصفت المرأة، حيث قالت دراسة جدلية نفذتها هيئة استشارية لمصلحة وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أن الشركات التي تستخدم عدداً كبيراً من النساء تحقق أرباحاً عالية.  

 

وتوصلت هذه الدراسة إلى أن تعيين موظفات لفترة طويلة بوظيفة دائمة يحقق للشركات أرباحاً أعلى من الشركات التي تعتمد على العاملات في وظائف مؤقتة.  

 

والسر في ذلك، حسب الدراسة، ليس أن زيادة عدد الموظفات على عدد الموظفين يضمن الربح بل إيجاد بيئة عمل تتيح للمرأة العمل بشكل متكافئ ومساو لما يتمتع به زملاؤها الرجال.  

 

ورقمياً فإن ارتفاع عدد النساء العاملات بمعدل عشرة بالمائة يعطي ربحاً إضافياً بمقدار اثنين بالألف للشركة حسب الدراسة التي أجريت على 26 ألف شركة يقدر رأسمال كل واحدة منها ب30 مليون ين أو أكثر وتستخدم 50 عاملاً على الأقل.  

 

هذا ومن جانب آخر، وحول أهمية عمل المرأة بشكل عام، أظهرت آخر دراسات علم النفس أن عمل المرأة يؤثر في تركيبة شخصيتها ويزداد لديها الذكاء الاجتماعي مما يجعلها تتغلب على صراع تعداد الأدوار بين عملها وبيتها ولكنها تكون أكثر سعادة وأقل عرضة لأمراض الاكتئاب من المرأة التي لا تعمل وتشعر دائما بالملل وفقدان الأمان العائلي‏..‏  

 

وكانت هذه الحقيقة محور الدراسة التي حملت عنوان ديناميكية شخصية المرأة العاملة وقامت بإعدادها الدكتورة هنا إبراهيم أبو شهبة أستاذة علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر‏.‏  

 

وقد استهدفت الدراسة عمل مقارنة لعدد من السيدات العاملات باختلاف أعمارهن ومهنهن سواء بالحكومية أو القطاع الخاص وبين غيرهن اللائي لا يعملن، وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج المهمة منها‏:‏  

 

تمتع السيدات العاملات بنفس راضية وواثقة أكثر من السيدات غير العاملات‏، وبل أكثر سعادة وقوة من غير العاملات اللائى اتسمن بالضعف ومعاناتهم من اليأس والحزن وأيضا من أهم دوافع السيدات العاملات للعمل هو تأكيد لذواتهن وإشباع حاجاتهن للمكانة الاجتماعية مما يجعلهن أكثر ثقة واعتمادا على النفس في تحمل مسؤولية المنزل‏.‏  

 

وأيضا أشارت النتائج أن المرأة العاملة أشبعت حاجتها للأمن النفسي والأمن المادي بخروجها للعمل‏، بينما المرأة غير العاملة تحاول تحقيق الأمن النفسي بالإنجاب أو إرهاق زوجها ماديا حتى تقلل من فرص التفكير في زواج ثان‏.  

 

وأيضا رغم معاناة المرأة العاملة من صراع تعدد الأدوار وصراع الوقت إلا أنها استطاعت التغلب على هذه المشكلة لأنها تعودت على الاعتماد على النفس وتنظيم أوقاتها‏،‏ ذلك لان مشاعر الذنب لتغيبها عن أولادها جعلها تضاعف من مجهودها لتعويضهم المزيد من الرعاية حتى لو على حساب نفسها‏، بعكس المرأة غير العاملة التي تجعل مصدر قلقها هو فقدان الزوج مما يجعلها تقع فريسة للاكتئاب والقلق مما يؤثر على حياتها الزوجية بل ويأخذ من وقت تربية أولادها أيضا._(البوابة)