أمل جديد للمدخنين

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تمكن فريق من الباحثين الأمريكيين من تحديد خلايا الدماغ المسؤولة عن إدمان النيكوتين ويعد هذا الاكتشاف حدثا هاما للمدخنين الذين يحاولون عبثا الإقلاع عن هذه العادة السيئة. 

 

وتعمل هذه الخلايا بواسطة مركب يسمى actylcholine حيث يحمل هذا المركب الإشارات بين خلايا الأعصاب ولدية أكثر من وظيفة في الجسم، وقد تم تحديد العديد من لواقط هذا الهرمون ويتبع لكل منها أجزاء صغيرة كل منها مكلف بوظيفة معينة وتبين أن حوالي 12 من هذه اللواقط تعمل بواسطة النيكوتين. 

 

من خلال إجراء المزيد من الأبحاث على فئران المختبر تمكن العلماء من السيطرة على احد اللواقط وإيقاف عمله بحيث توفق جسم الفأر عن طلب النيكوتين. يضيف الأطباء هنا انه بالمزيد من الأبحاث سيصبح بالإمكان تنحية هذا الجين بحيث يتوقف الجسم عن الاستجابة للنيكوتين. 

 

ولكن على المدى القريب من الممكن مساعدة المدخنين الذين يعجزون عن الإقلاع عن هذه العادة بإعطائهم بعض المواد التي تحد من عمل هذه اللواقط بحيث يتوقف الجسم عن طلب النيكوتين والذين حاولوا الإقلاع عن هذا الإدمان دون جدوى. 

 

هذا ومن جانب آخر، فقد كشفت دراسة أمريكية صادرة عن جامعة شيكاغو أن بدائل النيكوتين التي تستخدم للتخلص من عادة التدخين تكون اقل فعالية عند النساء منها عند الرجال.  

 

تشير الدراسة التي نشرت في مجلة Journal of Consulting and Clinical Psychology أن استخدام بدائل النيكوتين NRT تكون فعالة للرجال والنساء في ترك التدخين على المدى القصير ولكن يبدو انه اقل فعالية في ترك النساء بعيدا عن الدخان على المدى الطويل.  

 

تشير الدراسة أن 75% من النساء المدخنات يرغبن بترك التدخين ولكن نسب النجاح في ترك التدخين عند النساء متواضعة للغاية فوفقا للدراسة فان 10% فقط من النساء اللواتي يتركن التدخين ينجحن في البقاء بعيدا عن التدخين بعد انقضاء عام على ترك التدخين.  

 

وتعود صعوبة ترك التدخين بالنسبة للنساء إلى ارتباطهن عاطفيا بهذه العادة أكثر من الرجال ، فالنساء يجدن صعوبة في التخلي عن التدخين لأنهن غير قادرات على ترك العادة وليس لإدمانهن على النيكوتين. فالسيجارة بالنسبة للمرأة عادة ممتعة بحيث تزيد من قدرتهن على الاندماج اجتماعيا كما يخفف التدخين من التوتر ومن المزاج السلبي الذي قد تشعر به المرأة.  

 

لهذه الأسباب تكون النساء أكثر تعلقا بالتدخين مما يعني حاجتهن إلى علاج نفسي مرافق لبدائل التدخين لمساعدتهن على التخلص من هذه العادة.  

 

هذا وتختلف الأسباب التي المؤدية إلى إدمان الشخص عادة التدخين حيث كشفت دراسة أمريكية أن الأشخاص الذين يبدءون التدخين تكون أسبابهم مختلفة عن بعضهم حول سبب التعلق بهذه العادة.  

 

في تقرير نشر في مجلة للاستشارات النفسية في الولايات المتحدة الأمريكية تناولت مجموعة من الباحثين الأسباب النفسية الكامنة وراء قيام البشر بالتدخين كما تطرقت الدراسة إلى ذكر طريقة جديدة لقياس مدة الإدمان على التدخين.  

 

تم التوصل لهذه النتائج عن طريق إجراء استطلاع موسع لقياس مدى الإدمان على التدخين و باستخدام هذه الاستطلاع تم التوصل إلى أن هناك دوافع مختلفة تدعو الإنسان إلى الإدمان على التدخين.  

 

كانت المعايير في السابق تعتمد على قياس مدى الإدمان الحسي أو الفيزيائي بينما جاء الاستطلاع الحالي ليركز على جميع النواحي بالتساوي و ذلك من خلال 68 سؤال يغطي ثلاث عشرة ناحية من نواحي الحياة.  

 

يتضمن الاستطلاع الارتباط العاطفي بالسيجارة, التدخين من اجل تخفيف الضغط أو القلق, التدخين كردة فعل عفوية لتدخين الأشخاص المحيطين, أو التدخين اللاشعوري أو ما يسمى بالتدخين الأوتوماتيكي.  

 

يضيف العلماء المشرفين على الدراسة أن هناك الكثير من الأمور الغامضة في موضوع الإدمان على التدخين إلا أن هذه الطريقة تسهم في إلقاء بعض الضوء لفهم سبب إدمان الناس على التدخين مما سيوفر طرق علاج مختلفة لكل شخص بحسب سبب إدمانه على التدخين.  

 

كذلك ستساعد هذه الدراسة في مساعدة الأشخاص الذين يتركون التدخين على عدم العودة على ممارسة هذه العادة و ذلك عن طريق التحكم بمسببات هذه العادة ومعرفة ما هي الأسباب التي تدفع كل شخص على التدخين.  

 

ومن الجدير بالذكر هو ما وجده باحثون بأن المدخنين يظنون خطأ أن التدخين يساعدهم على التخلص من التوتر، والحقيقة هي أن التدخين يحفز الشعور بالإرهاق حسب ما قاله الممارسون أمام مؤتمر الجمعية البريطانية للصحة النفسية في ستروك أون ترينت.  

 

حيث قام الباحثون من مستشفى هيلينجدون في لندن بمتابعة حالات 550 مدخن في برنامج للإقلاع استمر لمدة سبعة أسابيع. وقد تلقى المدخنون مجموعة من بدائل النيكوتين بالإضافة إلى جلسات النصح الجماعية.  

 

ثم تمت متابعة المدخنين لمدة أربعة أسابيع بعد انتهاء البرنامج لمعرفة إذا ما كانوا قد نجحوا بالفعل في الإقلاع عن التدخين.  

 

الدكتورة كرستينا كريسانثوبولو، التي قادت فريق البحث قالت، "لقد وجدنا أن المدخنين الذين اعتادوا التدخين كوسيلة لمواجهة التوتر لم ينجحوا في الإقلاع عن التدخين كالمدخنين الآخرين"._(البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن