حذرت دراسة طبية نشرتها مجلة الكلية الأمريكية للقلب من أن العجز الجنسي الذي يعاني منه الرجال قد يرتبط بمشكلات واعتلالات في الأوعية الدموية في أجزاء أخرى من الجسم.
وأوضح الأطباء في عيادات سانت باول بمانيسوتا الأمريكية أن عدم القدرة على تحقيق انتصاب كامل للعضو الذكري يمثل إشارة تحذيرية على وجود أمراض في مناطق أخرى من الجسم وليس بالضرورة أن تكون من عوامل الخطر المتورطة في أمراض القلب.
وتشير الدراسة، حسب صحيفة الخليج، إلى أن الرجل الذي يعاني من العجز الجنسي، قد يكون مصابا بمرض مبكر في الأوعية الدموية التي تغذي أجزاء الجسم الأخرى.
ويرى العلماء أن هذه الاكتشافات تشير إلى أن الخلل عند الرجال المصابين بالعجز الجنسي يظهر في العضلات التي تحيط بالأوعية الدموية وليس في بطانتها الداخلية، لذا يوصون بضرورة البحث في المشكلات الجنسية لأنها ترتبط بوجود مشكلات وعائية عند الرجال.
ومن جانب آخر، جاء في دراسة أجريت مؤخرا أن أسباب الضعف الجنسي لدى معظم الرجال تنحصر في أسباب عضوية وأخرى نفسية..
وأهم الأسباب العضوية هي انتشار مرض السكري وأمراض تآكل الأعصاب واختلال مستوى الهرمونات الذكرية والعمليات الجراحية في منطقة المستقيم والبروستاتا وإصابة الحبل الشوكي والكسور في منطقة الحوض وأمراض الفشل الكلوي والكبدي وأيضا الأدوية المضادة للاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
وأما الأسباب النفسية فهي العادات الشخصية السيئة مثل الإفراط في شرب الكحول والتدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم والقلق الزائد من عدم القدرة على ممارسة الجنس والتوتر النفسي وكثرة المشاكل في العلاقة الزوجية.
ومن جانب آخر يتعرض الرجال الذين يفشلون في حل مشاكلهم الجنسية إلى الكثير من العلل الجسدية، وهي غالبا ما تزداد تعقيدا بمرور الزمن نتيجة استمرار ترديهم في الفشل الجنسي. ويترك الفشل الجنسي آثارا وخيمة على كافة أجهزة الجسم منها الجهاز العصبي والعضلات والصحة النفسية واضطرابات عديدة..
حيث يترك الفشل الجنسي أثرا مقبضا على الجهاز العصبي وذلك بإثارته لإنتاج بعض المواد الكيميائية. فالجهاز العصبي الذي يعمل بصورة مستقلة، يقوم بوظائفه على أسس من التنافر الفيزيولوجي. فهناك مجموعة من الأنسجة العصبية تثير النشاط داخل أعضاء متعددة في الجسم في حين تقوم مجموعة أخرى مضادة بالعمل كمانع أو كابح وتدعم الأبحاث الطبية والمخبرية الواسعة، الاستنتاج القائل بأن السلوك العاطفي خاضع لفعل مواد كيميائية منشطة أو كابحة تحصل داخل الغدة الكظرية.
الصداع هو أحد الأعراض المألوفة المرتبطة بالفشل الجنسي، وهو ينجم عن الانفعال داخل الجمجمة الذي يحدث تشنج الأوعية الدموية في المخ، أو تمدد الأوردة في فروة الرأس وأغشية المخ الخارجية الأخرى. والإرهاق الدائم هو أيضا أحد الأعراض التي تنتج عن كبت الرغبات الجنسية وكثيرا ما يكون اضطراب الغدة الكظرية سببا للإرهاق أيضا.
وتشنج عضلات الحنجرة مع ما يرافقه من صعوبة البلع هو أيضا أحد الأعراض فتقلص عضلات المريء تسبب إعاقة عملية البلع التي يمكن ربطها بالاضطراب الجنسي. كما يمكن ربط زيادة السكر في الدم بالقلق الجنسي وهنالك الكثير من الأدلة التي تثبت القول بأن المؤثرات النفسانية تلعب دورا في عملية تحويل الجسم للمواد الكربوهيدراتية كالسكر والنشا.
واضطرابات القلب العصبية تعزى في بعض الأحيان إلى الفشل الجنسي ويمكن أن يكون خفقان القلب المتزايد وكذلك عدم انتظام دقاته نتيجة صدمة عاطفية شديدة تعود في أصلها إلى كبت جنسي.
وكثيرا ما يشعر الرجال المضطربون جنسيا بضيق في التنفس على نحو يشبه الإحساس بالانقباض الشديد في جوار الحجاب الحاجز.
وقد تثير التعاسة الجنسية تشنجات شديدة في الأمعاء الغليظة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى نوع من التهابات الغشاء المخاطي للقولون، هذا بالإضافة إلى أن هناك أسبابا عديدة من الأمراض الجلدية إلى فشل المرء في حياته الجنسية.
ولا يقتصر تأثير الصراع العاطفي على النشاط الفيزيولوجي للعضو الخاضع لإدارة الجهاز العصبي بل قد يكون كذلك عامل إثارة لعلل وأمراض كتلك التي تدعى بمرض العشاق التي كثيرا ما تحدث نقصا ملحوظا في الوزن وإرهاقا شديدا ونقصا ملحوظا في كمية السكر في الدم وانخفاضا في درجة الحرارة وعجزا في تمثيل الجسم الأساسي وضعفا خفيفا أو شديدا.
فالانفعال العاطفي والفشل الجنسي يؤثران على الرجل ذهنيا وجسديا، وقد يؤثر العامل العاطفي على الدورة الدموية، وذلك بإحداث بعض التغييرات في الأجهزة العصبية والغدد الصماء والحركة والأوعية الدموية في القلب، وفي مجاري التنفس والأمعاء والأعضاء التناسلية والمجاري البولية وفي البشرة. ويمكن للكميات الزائدة من المواد السامة المفرزة نتيجة حاجات الشخص الفاشل جنسيا، أن تنتقل إلى أية منطقة من الجسم، والتسبب بعلل متعددة.
والجدير ذكره فيما يتعلق بالاضطرابات الجنسية، فمن الواضح أن الضعف الجنسي عند الذكور هو (هاجس) قديم في تاريخ البشرية.. وهناك عشرات من الطرق المتنوعة التي فكر فيها الإنسان وابتكرها لتحسن أدائه الجنسي وتأكيد قوته.. ومنها تناول أعشاب خاصة أو طعام معين أو القيام بأشكال من الطقوس والرقصات واستعمال جلود بعض الحيوانات أو أجزاء منها، وغير ذلك كثير وغريب..
ولا بد من التأكيد على أهمية العوامل النفسية في نشوء الاضطرابات الجنسية عند الذكور وعند الإناث.. والإحصائيات القديمة تبين أن 90 بالمائة من صعوبات الانتصاب سببها نفسي، والدراسات الحديثة تؤكد أن نسبتها حوالي 50 ـ 65 بالمائة.
والأسباب النفسية عديدة.. ومنها المشكلات الزوجية والعائلية، القلق والاكتئاب، العقد الجنسية، الخوف من الفشل والشعور بالذنب، ضعف الثقة بالنفس، التجارب الجنسية الخاطئة، وغير ذلك. ويعتمد العلاج الجنسي على تبديد المخاوف وتعديلها، وتصحيح المعلومات الخاطئة حول الأمور الجنسية، وعلى إزالة الحساسية السلبية المرتبطة بالأداء الجنسي، وعلى عدد من التدريبات المشتركة مع الشريك الزوجي بهدف إعادة الثقة والأمان بينهما، وإعادة الاستجابة الطبيعية.
ويستفاد في الطب الجنسي النفسي من أساليب أخرى.. ومنها بعض الأدوية. التي يمكن الاستفادة منه في النواحي النفسية إذا استعمل بشكل مؤقت حيث يساهم (تحسن الأداء) في تعديل نظرة المريض عن نفسه، وفي تشجيعه على التخلص من عقده وقلقه وغير ذلك._(البوابة)