أعراض وسواس الموت وأسباب مرض الخوف من الموت

تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2022 - 03:35 GMT
أعراض وسواس الموت

هل لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنك تمضغ طعاماً تعلم أنه مسموم، أو تصافح شخصاً وأنت متأكد أنه سوف يقتلك، هذا تماماً ما قد يحدث لو سيطرت عليك أعراض وسواس الموت، تُصاب بهلع ورعب من الأشخاص والأشياء والأصوات وحتى الخيالات، هنا حيث يتحول الخوف من شعور إلى مرض ومن فائدة إلى لعنة، وبما أنك هنا تقرأ هذه السطور فيمكن لي أن أخمن سبب وجودك فربما أنت مصاب بوسواس الموت أو لديك شك في ذلك، وربما تعرف من هو مصاب به وتسعى لمد يد العون والمساعدة له، وفي كلا الحالتين أرغب في أن أخبرك أنه بعد انتهائك من قراءة الفقرات التالية سوف تكون مدرك ومتفهم لأسباب وسواس الموت، كما سوف تعرف أعراض الوسواس من الموت وطرق علاجه، ونرجو أن يكون ما سوف نذكره نافعاً لكم في حياتكم.

هل الخوف من الموت مرض أم أنه أمر طبيعي ؟

قبل أن نتطرق في الحديث عن أعراض وسواس الموت يجب أن نتحدث عن الخوف الذي هو أقل درجات الوسواس، وكما نعرف جميعاً أن الموت هو حقيقة لا يمكن لي ولا لك أن ننكر وجودها أو نفر منها، والدليل في قوله تعالى ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وفي قوله أيضاً ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)، فمهما طال علينا الأمد لا بد للموت أن يحدث، أما عن الخوف من الموت فهو أمر طبيعي وشعور لا بد من وجوده، ولكن عندما يفقدنا الخوف من الموت قدرتنا على الحياة فهنا يتحول الأمر من خوف إلى وسواس ومن أمر طبيعي إلى علة ومرض.

ما هو وسواس الموت ؟

وسواس الموت أو كما هو معروف طبياً باضطراب الثانتو فوبيا هو الخوف المفرط والقلق الغير مبرر من مواجهة الموت، وهو واحد من الأمراض النفسية التي لديها القدرة على تحويل الحياة إلى جحيم، حيث يتسبب ذلك المرض في تأثير نفسي وآخر نفسجسمي، وبمعنى أوضح فإن ذلك المرض له تأثير على أعضاء الجسم مثله مثل أي مرض عضوي، ولكن الفرق بينه وبين تأثير المرض العضوي أن المرض العضوي تتضح أسبابه في الفحص الطبي والتحاليل وغيرها، أما هذه النوعية من الأمراض النفسية فلا يتضح سببها في الفحوصات الطبية العضوية مهما اختلفت تقنية إجرائها.

أسباب وسواس الموت

هناك عدة أسباب تقود الأفراد إلى أن يصبحوا أثرى لوسواس الموت، وهذه الأسباب هي:

١- الشعور بالوحدة

طبيعة الحياة تكمن في الجماعة، مهما اختلفت في عددها وصفتها، فالطبيعي أن يُولد كلاً منا في أسرة صغيرة أو عائلة كبيرة يستمد منهم الأمان، ثم يكبر قليلاً فينتقل من أمان العائلة إلى أمان الرفاق داخل المؤسسات التعليمية والتربوية، ثم يكبر أكثر فتقذفه الدنيا من صديق إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى، وهذا هو الطبيعي ولكن ثمة من يُولد ولم يحالفه الحظ في وجود عائلة أو جماعة رفاق، وهناك غيره من كان يمتلك العائلة والرفاق ولكن فقدهم أو هجرهم وخاض معركته في الحياة وحيداً، وهؤلاء هم بمثابة فريسة سهلة بالنسبة لوسواس الموت، وذلك لأنهم لم يروا من الحياة إلا كل ما هو قاسي ومرهق، تلك القسوة والارهاق من شأنها أن تؤكد لهم أنهم وحوش بشرية وإما أن يكونوا هم الصيادين أو يكونوا هم الصيد، ومن هنا يبدأ معهم وسواس الموت في فرض سيطرته الكاملة.

٢- كثرة حدوث تدهور صحي

نعرف جميعاً أننا لا شيء بدون صحتنا وعافيتنا، فيجد كلاً منا نفسه يبتعد عن كل ما يلحق الضرر بصحته، ولكن ماذا لو كان الحرص غير مجدي! وأصابه من المرض ما أصابه حتى كادت حياته أن تنتهي ثم نجى من الموت، ثم تدهورت صحته مرة أخرى ونجى، ثم أخرى وأخرى ونجى، هؤلاء الذين حرموا قليلاً من نعمة الصحة يتحولون بمرور الوقت إلى أثرى لوسواس الموت، فهم يدركون جيداً أنه قد يأتي في أي وقت وربما لا ينجون منه هذه المرة، ذلك الأمر الذي يفقدهم القدرة على الحياة، ويشغلهم بالقدرة على النجاة من الموت.

٣- انتصار الموت على أحد المقربين

خلقنا جميعاً بعقل حكيم وقلب رحيم، ولكلاً منا الخيار في تحكيم قلبه أو عقله بشتى الأمور، وعندما نحب نجد أننا نحرص على من نحبه ونرغب في أن نأتي له بالدنيا بأكملها حتى يرضى ويفرح، ولكن ثمة أشياء لا يمكن لنا تقديمها لمن نحب مهما كانت رغبتنا في ذلك كالصحة والعمر مثلاً، وفي حضرة الموت يقف كلاً منا عاجزاً مكتوف الأيدي رافضاً موت موت من يحبه، تلك الحالة من العجز وقلة الحيلة تقودنا دون أن ندري إلى وسواس الموت، فيصبح كلاً منا حريص على حياته أشد الحرص بعد أن أدرك جيداً أنه إذا جاء لن يمنعه أحد.

٤- التواجد في بيئة على قدر كبير من الخطورة

التواجد في بيئة على قدر كبير من الخطورة

تخيل عزيزي القارئ أنك الأن وسط بلدة تتعرض لقصف وعدوان دائم فكيف ستكون حياتك ؟ يمكن لي أن أخمن الجواب الذي خطر ببالك الأن، أنت سوف تحرص جيداً على أن تبتعد عن كل مكان يمكن أن تصاب به أو تتأذى، وهذا خوف طبيعي، ولكن دون دراية منك سوف يتحول ذلك الخوف إلى وسواس، فتجد نفسك ما زلت تخشى الموت حتى وإن ابتعدت عن خطره بعد أن استقرت الأوضاع داخل بلدتك أو بعد أن تهجرها.

٥- شدة التعلق بالحياة

لكلاً منا حياته التي يحبها وعمله الذي يرضاه، وأسرته التي يرعاها أو ترعاه، وهذا أمر طبيعي والحب هنا ليس مرضاً ولا أذى، ولكن عندما نتمسك بكل تلك الأشياء بشكل مفرط فإن الحب هنا يتحول إلى مرض أو داعم لمرض، فحب الحياة المفرط قد يقذفك إلى القاع لو فقدت جزءاً منها ترغبه بشدة ولم تتدارك الأمر وتتعافى، وقد يدفعك ذلك الحب المفرط إلى أن تخشى الموت فتصاب بوسواسه فتتحول حياتك كلها إلى جحيم بعد أن تبدأ أعراض وسواس الخوف من الموت في السيطرة عليك.

٦- التقدم في السن

هنا حيث يشفق الأفراد على أنفسهم بعد أن أخذ الموت من أحبابهم ما قد أخذ فلم يبقى لهم إلا القليل، ونجد كلاً منهم يعتني بنفسه عناية مفرطة أو يهمل نفسه بشكل مفرط، والحقيقة أن كلاً من العناية والإهمال المفرط بهم هم من مؤشرات الإصابة بوسواس الموت عند تقدم السن، حيث أن الإفراط في العناية هو خوف من الموت أما الإهمال فهو خوف وصل إلى مرحلة اليأس.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بوسواس الموت

الفئات السابق ذكرها هم الأكثر عرضة للإصابة بوسواس الموت، وذلك حسب الدراسات والاحصائيات، ولكن هناك بعض الفئات تحكمها ظروف خاصة تجعلهم معرضين للإصابة بوسواس الموت، وهذه الفئات هي:

  • الجنود والمحاربين الذين يتواجدون في ساحات القتال والأماكن الخطرة بشكل متكرر.
  • الأطباء المختصين بالحوادث وقسم العناية المركزة، وذلك بحكم رؤيتهم للموت والموتى بشكل متكرر.
  • العاملين في المشرحة أو المقابر ودفن الموتى.
  • الأشخاص اللذين نشأتهم داخل عائلات بها صراعات مثل الثأر.

أعراض وسواس الموت الجسدية والنفسية

كما سبق وذكرنا أن أعراض وسواس الموت نفسية وعضوية أيضاً، وهي متفاوتة التأثير حسب شدة الوسواس، وهذه الأعراض هي:

الأعراض الجسدية

١- الشعور بدوخة ودوار بشكل دائم

الدوخة والدوار هم أول ما يجب الحديث عنه عند ذكر أعراض الوسواس القهري الموت، ذلك حيث يحدث كلاهما بشكل متكرر نتيجة لارتفاع ضغط الجسم وتشتت العقل والإفرازات التي يفرزها الجسم بشكل مضطرب نتيجة الخوف المفرط من حدوث الموت.

٢- القيئ والغثيان

يعد كلاً من القيئ والغثيان أمر معتاد بالنسبة للمصابين بوسواس الموت، وذلك نتيجة حالة القلق والضغط والخوف المستمر، حيث تؤثر كل تلك المشاعر والأفكار المضطربة على القولون العصبي بشكل يجعله يحفز المعدة على القيئ، ويمكن الجزم أن القيئ والغثيان المستمر هم أبشع أعراض وسواس الموت.

٣- ارتفاع حرارة الجسم وكثرة العرق

ارتفاع حرارة الجسم وكثرة العرق لا يحدثان لأسباب عضوية فقط ولكن يمكن أن يكونوا ضمن أعراض وسواس الموت، حيث يعاني المصابون من الحمى وكثرة العرق حتى لو كانت درجة الحرارة حولهم منخفضة.

٤- اضطراب نشاط القلب

هنا حيث يؤدي الخوف من الموت إلى التسبب في الموت، ذلك حيث يسبب مرض وسواس الموت تأثير على القلب نتيجة الخوف المفرط والقلق الدائم، وذلك بشكل يجعل ضربات القلب غير منتظمة، كما قد يتسبب في توقف نشاط عضلة القلب والموت، وبذلك يعد ذلك الأمر من أخطر أعراض وسواس الموت.

٥- صعوبة التنفس

تعد صعوبة التنفس واحدة من أهم أعراض وسواس الموت والهلع، حيث يجد المصابين أنفسهم يتنفسون بصعوبة كبيرة، وقد يلجأ بعضهم إلى استعمال أجهزة التنفس بعد أن يعجز عن تلبية احتياجاته من الأكسجين.

الأعراض النفسية

ما سبق كان ما يخص الأعراض العضوية أما الأعراض النفسية التي تحدث نتيجة الإصابة بوسواس الموت هي:

١- صعوبة القدرة على التركيز

يفقد المصابون بوسواس الموت القدرة على التركيز، نتيجة تشتت عقلهم في المحاولات الكثيرة والمتعددة للهرب من الموت، وتعد صعوبة القدرة على التركيز هي واحدة من أهون أعراض وسواس الموت.

٢- الخوف من الأماكن الضيقة أو المرتفعة

الخوف من الأماكن الضيقة أو المرتفعة

الخوف من الأماكن الضيقة أو المرتفعة هما ثاني أعراض وسواس الموت ونوبات الهلع، حيث أنه بحكم مرضهم يتخيل لهم أنه ثمة تعثر سوف يحدث لهم يجعلهم يسقطون من أى مكان مرتفع ثم يموتون، كما يجعلهم المرض يخافون من التواجد داخل الأماكن الضيقة خوفاً من فقدان القدرة على التنفس أو الفرار حال حدث أى طارئ يشكل خطر على حياتهم.

٣- التخيلات الوهمية فيما يخص كافة الحواس

تعد التخيلات الوهمية أسوء أعراض وسواس الموت، حيث يسبب لهم المرض خلل في المستقبلات الحسية بشكل مرعب ومزعج للغاية، وتكمن تلك التخيلات الوهمية في:

  • رؤية المصابين بالمرض للموتى الذين كانوا مقربين منهم.
  • سماع أصوات مزعجة أو أصوات مخيفة لا وجود لها في الواقع.
  • شم روائح كريهة في كل مكان بشكل يجعلهم يتوقفون عن الاستنشاق والتنفس.
  • سماع أصوات لأشخاص تهددهم بالقتل أو الأذى.
  • رؤية خيالات مخيفة وخصوصاً في أوقات ما قبل النوم.

٤- الأرق واضطرابات النوم

يفقد المصابون بوسواس الموت القدرة على النوم بشكل طبيعي ظناً منهم أنهم قد لا يستيقظون مرة أخرى، أو بسبب تخيلهم أن كارثة مل سوف تحدث بعد نومهم ولن يستطيعوا الفرار منها، وعلى العكس تماماً ينام بعضهم لفترات كبيرة للغاية سعياً لراحة جسده وخوفاً من التعب، أو خوفاً من ملاقاة العالم الذي يحتوي على ما قد يتسبب في موته.

٥- نوبات البكاء المتكررة

تحدث نوبات البكاء المتكررة لهؤلاء المصابون بوسواس الموت، وذلك نتيجة الضغط الزائد على عقلهم والشعور المفرط بالخوف، والجهد الضخم الذي يبذلونه للنجاة من الموت يومياً.

هل يمكن الشفاء من وسواس الموت ؟

وسواس الموت هو واحد من الاضطرابات النفسية التي تتميز بكونها سهلة في التعامل معها عند رغبة المريض في التعافي منها، والأمر هنا يتم من خلال جلسات تعمل على تهيئة المريض ليكون قادراً على التعامل مع الأمر بنفسه والتحرر من سجن وسواس الموت.

 علاج مرض الخوف من الموت

يتطلب الأمر هنا اللجوء إلى معالج نفسي مختص بتلك الاضطرابات، والذي بدوره يعمل على تصحيح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند المريض، وذلك باتباع الخطوات التالية :

١- بث مفهوم الأمل والتفاؤل

هؤلاء الذين حرموا من الجماعة وبدأوا يخشون التواجد بينها يحتاجون إلى فهم معاني الأمل والتفاؤل، الذين من شأنهم أن يغيروا نظرة المرضى حول العالم المحيط بهم، فتتبدل نظرة الخوف والقلق وتتحول إلى نظرة حب وطمأنينة، وذلك بعد أن يساعدهم المعالج في التعرف على جماعة من الرفاق، تلك الجماعة التي تمثل للمريض مفهوم جديد عن العالم وتجعل مفهوم الإيذاء والوحشية يندثر.

٢- التأكيد على أن الموت حقيقة لا مفر منها

لا يدرك مرضى وسواس الموت أن الموت لا مفر منه مهما أخذوا حذرهم من شتى الأمور، ولذلك يعد قيام المعالج بالتأكيد على أن الموت حقيقة لا مفر منها هو أمر من شأنه أن يساعد المرضى في التعافي من ذلك الاضطراب.

٣- علاج أثر الصدمة

هؤلاء الذين أصيبوا بوسواس الموت نتيجة فقدان عزيز بسبب الموت لا يحتاجون إلا علاج لأثر تلك الصدمة، وذلك من خلال عدة جلسات يعمل المعالج بها على تهيئة المريض للتعامل مع الحياة مرة أخرى وقبول رحيل ذلك العزيز منها.

٤- علاج التخيلات الوهمية

التخيلات الوهمية هي واحدة من الأعراض المتقدمة لمرض وسواس الموت، لذلك يعد نجاح المعالج في التخلص منها بمثابة نجاح في التخلص من المرض بشكل كامل، ويمكن علاج تلك التخيلات الوهمية من خلال توجيه المريض لتسجيل ما يحدث في منزله أو مكان عمله بواسطة كاميرا أو أي جهاز يلتقط البث صوت وصورة، وعندما يشاهد المريض ذلك التسجيل سيدرك أن ما حدث كان مجرد تخيلات وهمية والدليل أنها غير موجودة في تسجيل الفيديو الخاص بها، وهنا سوف ينتهى المرض بعد أن تزول أكبر أعراضه.

٥- توجيه المريض إلى الانغماس في نشاط يومي ضخم

نعرف جميعاً أن فراغ الإنسان هو جحيمه أو نعيمه والأمر يتوقف هنا على نشاط العقل في ذلك الفراغ، وبالنسبة لمرضى وسواس الموت فإن الفراغ لهم جحيم ومنشط للمرض، لذلك يعد انغماسهم في نشاط يشغل معظم وقتهم هو أمر من شأنه أن يعالج مرضهم، وذلك بعد أن يقضي على عدة أعراض مثل القلق والأرق ونوبات البكاء.

رسالة لمرضى وسواس الموت

رسالة لمرضى وسواس الموت

أعلم جيداً أن ما تمرون به ليس بسهل وأعلم أيضاً أنكم لم تختاروا أن تصبحوا أسرى لوسواس الموت، ولكن يا رفاق الشفاء ليس مستحيل والحياة ليست سيئة كما تظنون، ربما كانت قاسية معكم قليلاً ولكن تأكدوا أنها لن تظل كذلك طويلاً، الأمر فقط يتطلب الشجاعة والأمل والقليل من الصبر، أما الموت فما هو إلا نهاية الطريق لنا جميعاً فدعونا نسير في الحياة مطمئنين بلا خوف ولا قلق، ودعونا نستقبل ما هو قادم بشجاعة كالرجال في ساحة القتال، فما هو مكتوب لنا سوف يلحقنا مهما حاولنا الهرب، لذلك توقفوا عن الهرب وقفوا مبتسمين في وجه الحياة عل الموت يخجل من بسمتكم ويرحل.

 

وإلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر أعراض وسواس الموت، وذلك بعد أن ذكرنا لكم تعريفه وأسبابه، بالإضافة إلى أعراضه النفسية والجسدية، كما ذكرنا لكم طرق علاجه، ونرجو أن يكون ما ذكرناه مفيداً لكم، ونسأل الله تعالى أن يشفي كل مريض ويحفظنا من ما لا طاقة لنا به.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن