يصبح الأصدقاء جزءاً منا لأننا نشاركهم بمشاعرنا، وهمومنا، واهتماماتنا، وإسرارنا. ولكننا نكبر وننضج ونغير أفكارنا، فتهليلنا فرحاً بالحركات المتهورة أثناء السواقة، أو تناولنا السكاكر داخل الصف، أو تذوقنا طعم السيجارة للمرة الأولى، كلها أصبحت أمورا من الماضي قد لا تلاءم شخصيتنا الآن.
وعلى الرغم من انه أمر صعب للغاية أن نتخلى عن أصدقاء المراهقة، إلا أن هذه تبقى من سنن الحياة.
ففجأة يتغير صديقك المفضل، ويصبح أكثر تحكماً، وفضولية، ومزاجية. وغالباً ما يختفي عندما تريده وعندها تظن بأنه الوقت الملائم لتنهي علاقتك به "تحلقلوو" بالعربي.
يمكنك أن تبدأ بسياسية الابتعاد المؤقت، أعطيه الفرصة والوقت ليشعر بعدم وجودك وانزعاجك، قد يكون منزعجاً منك هو الآخر.
أخبره مثلاً بأنك سوف تذهب إلى النادي الرياضي كل يوم بعد الظهر، حتى لا يظن بأنك بائس لهذه الدرجة، وبأنك في المنزل تشاهد المسلسل الذي لا ينتهي "الجريء والجميلة". أما إذا شعرت بأن علاقتكما تتحمل الصراحة، فيمكنك عندها أن تتكلم بصراحة وتخبره بأنك تشعر بالضيق منه وانك تود ربما إنهاء صداقتكما.
أما إذا كنت متأكداً جداً بأنك لا تريد لهذا الصداقة أن تستمر وبأنك قد "شربت مقالب كفاية"، فيمكنك أن تكمل القراءة:
توقف عن قول "حاضر، أنا قادم"، كلما طلب منك الحضور لترافقه إلى مكان ما، قل مثلاً "لا استطيع عندي موعد مع شخص أخر"، وبالفعل ابدأ بالبحث عن شخص أخر منذ الآن.
لا تدعه يحرجك بإعطائه موعداً لاحقاً، اخبره بأنك ستكون مشغولاً ولن تستطيع أن تعطيه موعداً أخر.
قم بتحضير إجابات إذا ما حاول أن يعرف لماذا تبعده عنك، اخبره مثلاُ، "لم اعد اشعر بالحماسة كالسابق، اعتقد بأن تلك الأيام لن تعود، لماذا لا نحاول أن تغيير الروتين ونتعرف على أصدقاء جدد." أو "بصراحة وجهة نظرك لبعض الأمور تختلف عن ما أراه، نحن لم نعد نتفق على شيء."
نصيحة لا تبدأ بذكر صفاته السيئة، فقد تجرح مشاعره أو أسوء من ذلك قد تجرح نفسك بيده. وتذكر بأن لا تذكر هذه الصفات أمام الأصدقاء الآخرين فهذا سيجعلك تبدو "كالمرأة المطلقة". انهي الموضوع بقولك "أتمنى لك حياة سعيدة وأصدقاء جدد أكثر تفهماً."
والمهم من ذلك كله أن لا نغش أصدقاءنا أو أنفسنا، ونحترم كرامتنا وكرامتهم، وطيبتنا وطيبتهم التي نستحق أن نعامل بها.