يعتبر سرطان الثدي أحد الوجوه المخيفة، والمتعددة للسرطان والذي يحيق بالنساء كافة من أي عمر وأي لون. وبسبب الموقع الحساس الذي يهاجمه، تخاف العديد من النساء أن يتحدثن عنه أو حتى التفكير به. ولكننا نقول لهن بأن الفحص الذاتي يساهم في النجاة بنسبة مرتفعة، كذلك الفحص السريري الذي يمكن من خلاله اكتشاف خلايا السرطان مبكرا جدا.
هذا وتتابع جمعية السرطان الأمريكية (أي سي أس) حملتها الموسعة للتوعية بشأن الفحص المبكر لسرطان الثدي، كما تنصح بعدم إهمال فحص الثدي الإشعاعي المعروف باسم "ماموغراف" للعثور على أي اثر لسرطان الثدي بدلاً من الاعتماد فقط على فحص الثدي الذاتي.
وتجيب ديبي ساسلو، دكتوراه، مديرة مركز الصدر وأمراض السرطان في جمعية السرطان الأمريكية، عن أكثر الأسئلة شيوعا عن هذا المرض وكيفية إجراء الفحص الذاتي:
1. متى يجب على السيدة أن تبدأ بالفحص الدوري المنتظم للثدي؟
يجب أن تحصل النساء على فحص الماموغرام سنويا من عمر 40 وتستمر بذلك طالما هي تشعر بالصحة الجيدة. ويجب أن يكون فحص الثدي السريري جزءا من الفحص المنتظم، للنساء من سن عشرين إلى ثلاثين عاما كل ثلاثة سنوات، وسنويا للنساء الأكبر من 40 عاما. وعلى النساء في أي مرحلة عمرية القيام بفحص الثدي المنتظم الذاتي في المنزل، والإبلاغ عن أي تغيرات في شكل الثدي للطبيب المختص.
2. من في خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
تميل النساء اللواتي يملكن تاريخ طبي عائلي من الإصابة بسرطان الثدي للإصابة بالسرطان في أي مرحلة، أكثر من غيرهن. ويجب أن يتحدثن للطبيب بهذا الخصوص، والحصول على فحوصات منتظمة ومكثفة.
3. لماذا تقلل الجمعية من الفحص الذاتي للثدي؟
تود الجمعية أن تركز على أهمية فحوصات الماموغرام والفحص الذاتي للثدي. لأن البحوث أثبتت بأن الفحص الذاتي يقدم القليل من المساعدة بالنسبة للسيدات الأكبر في العمر، وعلى الرغم من انه يقدم التوعية إلا أنه غير كاف. يجب على السيدة أن تقوم بالفحص السريري والفحص الذاتي دون أن تترك أحدهما على حساب الأخر. بالطبع لا احد يريد أن يقلل من أهمية الفحص الذاتي للثدي، الذي تمكن حتى الآن من إنقاذ العديد من السيدات في المراحل العمرية المتوسطة، ولكننا نؤكد أنه بالنسبة للسيدات اللواتي تخطين سن الأربعين لا يعتبر الفحص الذاتي كافياً. ويجب أن تثق السيدات بأن جهاز الماموغراف يمكنه أن يكتشف خلايا السرطان مبكرا جداً حوالي عدة سنوات أبكر من الفحص الذاتي.
4. هل استعمال الماموغراف فعال في إنقاذ الإصابة المحتملة؟
هذا واثبتت الدراسات بان الفحص السريري تمكن من إنقاذ 50% من الحالات التي كان من الممكن أن تموت نتيجة الإصابة بهذا المرض.
5. ما أخطار ومنافع الماموغراف؟
بالطبع لا يعتبر الماموغراف كاملا. فمن الممكن أن يخطئ بنسبة 15% إلى 20% في تشخيص الإصابة بالسرطان. كما أنه لا يمنع الوفاة، فحتى لو تقم اكتشاف الإصابة قد لا يتم إنقاذ السيدة في الوقت المناسب. قد يخطئ الجهاز في تشخيص الإصابة، الأمر الذي يعني إجراء فحص ثان ِ وثالث. أو قد ينمو السرطان ببطء، فحتى لو اكتشف مبكرا فقد لا يشكل اكتشافه اختلافا كبيرا.
على كل حال، وجدت الدراسات بأن نسبة السيدات اللواتي شفين بعد الاكتشاف المبكر كانت مرتفعة, حيث ترجح كفة منافع الفحص السريري مقارنة مع سلبياتها أو مخاطرها.
6. كم عدد النساء اللواتي حصلن على الفحص السريري؟
حصل حوالي ثلاثة أرباع من كل النساء على فحص الماموغراف. ولازالت الإعداد تتزايد بسبب انتشار التوعية، لكن هناك بعض الفئات من المجتمع لا تزال فيها النسبة منخفضة. خصوصا في المناطق الريفية البعيدة جداً، حيث التعليم منخفض، والسكان فقراء واقل تثقيفا عن الأمور الصحية.
7. هل توفر الحكومات فرص إجراء فحص الماموغراف؟
نعم توفر معظم الدول برامج خاصة مخفضة التكاليف أو مجانية في مراكز الدولة لتشجيع النساء الأقل حظا على الحصول على الفحص.
8. ما هو الفحص الذاتي؟
يمكن للسيدة مراجعة الطبيب المختص، أو أحدى مراكز سرطان الثدي في المستشفيات، والاستفسار عن الطريقة الصحيحة. ويجب على كل سيدة أن تعرف جسدها جيدا، وبالتالي تتمكن من تحديد الأعراض غير الطبيعية التي تظهر على صدرها، مثلا خروج مادة من الحلمة، وهي من الأعراض النادرة، كذلك ملاحظة وجود تكتلات في الثدي.