تبدأ العديد من الزيجات بالرومانسية والحب، لكنها تفقده على المدى البعيد، وفي محاولة لتجديد ذلك الحب قد ينجرف احد الطرفان في مغامرة عاطفية بعيدا عن الزواج. وعلى العموم فإن الدخول في علاقة ثانية ليس بهذه السهولة بل يبدأ تدريجيا ويتصاعد ويطال حياة شخص أخر، قد لا يكون سعيدا بإقصائه عن العلاقة عندما يكتشف الزوجان بأنهما تعثرا وبأن البحث عن الحب المفقود لا يكون بالخيانة.
وتعتبر الخيانة من أقسى العقوبات التي قد تدخل في صميم العلاقات الحميمة، وباعتقادي فأن العلاقة التي يتخللها سيناريو من الخيانة من أي طرف كان، يجب أن تتوقف لفترة من الزمن، حتى تهدئ النفوس، ويستعيد الطرفان توازن العلاقة بينهما، ثم تبدأ النقاشات حول استمرارية هذه العلاقة، بالرغم من أنني لا أشجع استمرارها. لأن الشخص القادر على العيش بوجهين مختلفين قادر على تكرار هذه التجربة. تقول الدكتورة هولي هاين في كتابها حول الخيانة والتعامل معها، بأن إدراك وفهم أسباب الزوج الخائن، يمكن أن يساهم في علاج وإنقاذ العلاقة، فدعنا نرى كيف يتم ذلك من خلال نقض بعض الحقائق حول الخيانة.
1. في كل علاقة هناك الضحية والخائن.
بالطبع لا، لا يمكن تعريف العلاقة بهذه الطريقة. فالخيانة ليست شيئا عاديا يحدث للمتزوجين بحيث يجب أن تحدث في كل علاقة. بل هي أمر طارئ يحدث لبعض الأزواج، بعض الأحيان. وبالرغم من قسوة الحقيقة إلا أن الطرفان يتحملان مسئولية مشتركة عند انجراف أحدهما في علاقة خارج الزواج. وسواء كان الشريك "المخدوع" مدركا لدوره أم لا، إلا أنه بلا شك قد ساهم في هذه المشكلة لذا لا يوجد ضحايا في هذه الحالة، إلا إذا كانوا متطوعين بالطبع.
2. الخيانة تنهي الزواج.
بالطبع لا، الخيانة أو العلاقة العابرة لا تنهي الزواج، ولكنها تبدأ الحديث عن هذا الزواج. فكما يحتاج الزواج إلى شخصين متفقين، يحتاج الانفصال إلى شخصين متفقين. على سبيل المثال، إذا توقف الشريك الخائن عن خيانته، وعرف أن ما فعله كان أمرا خاطئا، فقد تكون الخيانة هي السبب في توعيته ورجوعه عن الطريق الذي كان سالكه بعيدا عن العلاقة الزوجية، لذا لا يمكن أن نجزم أن علاقته أنهت الزواج بل مدته بالقوة. والغريب في الأمر أن ما نتعلمه من تجاربنا الفاشلة، قد يكون أحيانا أكثر إثراء من تجاربنا الناجحة، لأننا أخفقنا، ونريد إصلاح الضرر بأي ثمن.
3. الخيانة تكون دائما لأسباب جنسية.
غير صحيح. فالجنس يمكن أن يحدث دون حب، كما أن الجنس لا يساهم في حلا مشاكل الماضي بل هو حالة مؤقتة من الهياج العاطفي التي لا تشكل قاعدة لعلاقة متينة. وحده التواصل والتفاهم هو السبيل لتحقيق النجاح في العلاقة. البشر كائنات قادرة على الحصول على شركاءِ جنسيينِ متعددين. أما الألفة والمحبة فهي قصة أخرى. فنحن نادرا ما نملك أكثر من سيناريو واحد لقصة حب. والزواج الذي مر بحالة من الخيانة التي تخللها علاقة جنسية يمكن إنقاذه، لأنه بالأساس كان لسبب جسدي وليس عقلي. بمعنى أخر إشباع للذة أو نزوة وليس لبناء علاقة.
4. الخيانة تعني قتل الحب.
للآسف لا تعكس الخيانة الحب بقدر ما تعكس قدرتنا على فهم، وإدراك أنفسنا. فالخيانة تعني العديد من الأشياء لأشخاص مختلفين، ولكنها في النهاية أمر طارئ على العلاقة، من سببه، وكيف بدأ هو مسئولية الطرفان. لا بد أن يكون كذلك، وإلا فأن أساس العلاقة غير صحيح، فأما أن يكون مبنيا على مصلحة أو منفعة أو يكون امتدادا لمعتقد ما. ولكن الزواج الذي أساسه الحب والمودة والتواصل لا يمكن أن ينتهي بالخيانة.