ما زالت السياحة التركية قادرة على إبهار السائحين يومًا بعد يوم، فإلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة في جميع مدن وقرى تركيا السياحية التي تأسر أبصار وقلوب السائحين، وإلى جانب الشواطئ التركية الرائعة ومياهها الصافية ورمالها الناعمة، وبالإضافة إلى المعالم الأثرية التي تشهد على فخامة الحضارة العثمانية القديمة، يمكن للسياح أيضًا زيارة بحيرة الملح في تركيا والتي تعد من أكبر البحيرات المالحة في العالم كله، وهي ما سنتناول الحديث عنها بالتفصيل.
بحيرة الملح في تركيا
تعد بحيرة الملح من أجمل الأماكن في تركيا، حيث أن بحيرة (توز غولز) من أكبر بحيرات الملح التركية التي تجذب السائحين من كل حدب وصوب نظرًا لفوائدها الصحية، حيث يأتي السياح للاستمتاع بمنظر البحيرة التي جف ماؤها بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وانخفاض منسوب المياه في الأنهار التي تغذي البحيرة، والسير على أرضها المغطاة بالملح لأنهم يشعرون أن السير فوق الملح يخفف التوتر ويقلل الإجهاد العصبي والنفسي من خلال امتصاص الشحنات السالبة من الجسم، لذلك يحرص عدد كبير من الزائرين على أن يتوجهوا لبحيرة توز غولز المالحة الشهيرة، ورؤية طيور الفلامنجو الرائعة التي توجد بكثرة حول البحيرة إلى جانب رؤية مجموعة من الحيوانات والحشرات النادرة وما يزيد عن 40 نوع من النباتات مما دفع الحكومة التركية إلى إعلانها محمية طبيعية في عام 2000 بسب تنوعها البيولوجي.
موقع ومميزات بحيرة الملح في تركيا
تعد بحيرة "توز غولو" الواقعة في ولاية أكسراي التركية في وسط الأناضول وبالتحديد في الهضبة الوسطى لتركيا على ارتفاع يزيد عن 2 قدم، واحدة من أكبر بحيرات تركيا، حيث تبلغ مساحتها حوالي 580 متر مربع وبذلك تعد ثاني أكبر بحيرة في تركيا، بينما تعد بحيرة "فان" هي أكبر بحيرة في تركيا.
بينما تقع بحيرة الملح في تركيا في شرق مدينة "قونية" الواقعة بالقرب من ولاية أنقرة، وتبلغ كثافة الماء في البحيرة حوالي 1225 سم مكعب لكل جرام، أما عن نسبة تركيز الملح في البحيرة فقد وصلت إلى حوالي 32.4%.
ونظرًا للارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتبخر كميات هائلة من ماء البحيرة فقد جف الماء في أغلب أجزاء بحيرة الملح في تركيا وأصبحت من بحيرات الملح التركية الضحلة، حيث يتراوح عمق البحيرة بين نصف متر وحتى متر واحد فقط، بينما يطفو الملح على السطح بمقدار 30 سم فوق سطح الماء مما يسهل استخراجه، ثم بعد ذلك يتم تكريره وبيعه في الأسواق.
ولذلك فترجع شهرة بحيرة الملح في تركيا لأهميتها السياحية في جذب الزائرين للتمتع بلونها المميز الذي يجمع بين اللون الأبيض ولون الطوب والتقاط الصور التذكارية المتنوعة، وكذلك لأهميتها الاقتصادية في تغطية جزء كبير من احتياجات الملح في تركيا حيث أتها تلبي حوالي 40% من احتياجات دولة تركيا للملح.
أنشطة يمكن للسائحين ممارستها في بحيرة الملح في تركيا
لا يتوقف نشاط السائحين لزيارة بحيرة (توز غولو) على التخلص من التوتر والإجهاد من خلال السير بالأقدام على سطح بحيرة الملح الضحلة التي لن يتجاوز ماؤها كاحل القدم، بل هناك العديد من الأنشطة الأخرى التي يمكن ممارستها في بحيرات الملح في تركيا ومن أبرز تلك الأنشطة ما يلي:
- شراء منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل والمصنوعة من مياه البحيرة من محلات مستحضرات التجميل المنتشرة حول البحيرة، وقد أشاد عدد كبير بروعة تلك المنتجات في العناية بالبشرة وتنعيم الأيدي لأنها غنية بالمعادن، ذلك إلى جانب أن مجرد المشي على البحيرة سوف يمنح البشرة ترطيبًا مضاعفًا ونعومة لأن البحيرة غنية بالمعادن المفيدة لصحة البشرة.
- مشاهدة طيور الفلامينجو وما يقرب من 85 نوع من الطيور، 129 نوع من الحشرات الغريبة، ذلك إلى جانب ما يقرب من 15 نوع مختلف من الحيوانات الثديية النادرة.
- التمتع بلون البحيرة الذي لا يشبه بياض الثلج، بل إنه يجمع بين اللون الأبيض الفاتح، واللون الأحمر الذي يشبه لون الطوب الفاتح نظرًا لانتشار الطحالب في البحيرة وخاصة في فصل الصيف، ولكن عندما يحل فصل الشتاء وتنخفض درجات الحرارة وتعود الطيور إلى أوطانها تقل الطحالب، ويعود لون البحيرة إلى اللون الأبيض الثلجي.
- التقاط الصور التذكارية الرائعة حول الهيكل الخشبي المُغطى بالملح ومع طيور الفلامينجو التي تغادر من موطنها وتستقر على شاطئ البحيرة في فصل الربيع وفصل الصيف.
أساطير وحكايات حول بحيرة الملح في تركيا
هناك العديد من الأساطير التي تٌروى عن تكوين بحيرة (توز غولو) والتي يحرص المرشدون السياحيون قصها على السائحين أثناء جولتهم السياحية حول البحيرة، ومن ضمن تلك الأساطير ما يلي:
قديما كان يوجد رجل عجوز كانت لديه مزرعة كبيرة للكروم في المكان الذي توجد فيه الحديقة حاليًا، وفي يوم من الأيام مرت امرأة عجوز بجانب مزرعة الكروم وسألت صاحبها أن يعطيها عنقودًا من العنب، ولكن صاحب الحديقة رفض أن يعطيها، فقالت له المرأة العجوز أن مزرعتك هذه سوف تنهار، وبعدها وجد العجوز أن كل روابط الكروم قد كساها الملح وتحولت المزرعة الجميلة إلى بحيرة مالحة.
وهناك أسطورة أخرى متداولة عن تكوين بحيرة الملح في تركيا، حيث أنه قديمًا كان سكان تركيا يحصلون على احتياجاتهم اليومية من الملح من بحيرة صغيرة وعندما استنفذ الملح الموجود في البحيرة، ولم يستطع السكان إيجاد احتياجاتهم من الملح قاموا بتحويل بحيرة (توز غولو) إلى بحيرة مالحة.
ومهما كانت حقيقة تكون بحيرة الملح في تركيا فهذا لا ينفي حقيقة أنها أصبحت من أجمل المناطق السياحية الجذابة في تركيا.
وفي نهاية مقالنا اليوم نرجو أن نكون قد استطعنا أن نأخذكم في جولة سريعة حول بحيرة الملح في تركيا، وعرضنا مميزات تلك البحيرة الساحرة التي تجذب السائحين من جميع أنحاء العالم، وأن نكون قد وفقنا في عرض أهم الأنشطة الترفيهية التي يمكنكم أن تقوموا بتجربتها عند زيارة تلك البحيرة الرائعة.
