حثّ السفير الأميركي لدى وكالة الطاقة الذريّة غلين ديفيز إيران على التركيز على بحث القضايا الأساسية على طاولة الحوار بين طهران ودول 5+1 بدلاً من التركيز على شكل الطاولة ومن يجلس حولها، مشددًا في حديث إلى "الشرق الأوسط" على أن أميركا تسعى "لحل شامل طويل الأمد مع إيران نسبةً للقلق الدولي من برنامجها النووي"، وموضحًا أنه "لم يتمّ إتخاذ قرار بعد بشأن مشاركة تركيا والبرازيل في المفاوضات المتوقعة مع إيران في أيلول المقبل".
ورأى ديفيز أنه "إذا أظهرت طهران مصداقيتها في الوفاء بالتزاماتها الدوليّة فإن اتفاقاً يمكن التوصل إليه مع إيران" واصفًا التعاون السوري مع وكالة الطاقة الذرية بأنه "غير كاف"، ومشيراً الى أن "دمشق ما زالت ترفض أن يزور مفتشو الوكالة مفاعل دير الزور، على الرغم من أن المفتشين الدوليين خرجوا بأسئلة أكثر مما خرجوا بإجابات عندما زاروا ذلك الموقع بعد قصفه". ولفت في هذا السياق إلى أن "أميركا لن تترك ذلك الموضوع، ويجب أن تردّ سوريا على أسئلة وكالة الطاقة الذرية، إذ هناك قناعة بأن سوريا تعمل بشكل غير قانوني مع كوريا الشمالية للالتفاف على نظام منع الانتشار النووي".
ديفيز أكد أن "أميركا تدعم جهود دول المنطقة لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة للإستخدام السلمي"، مضيفًا: "إذا أرادت دولة ما أن تقوم بتخصيب اليورانيوم على أراضيها فإن أميركا ستكون مهتمة بالحديث مع تلك الدولة حول خططها"، موضحاً أن السبب في ذلك يعود إلى أن "تخصيب اليورانيوم مسألة معقدة جداً جداً وصعبة، ويمكن أن تؤدي إلى خطر الإنتشار النووي، وردّنا على مسألة التخصيب هو أنه لا بد أن يتمّ إقامة بنك دولي للوقود النووي".
وختم ديفيز قائلا: "إذا أرادت دولة أن تبني منشآت للتخصيب خاصة بها فإن النقطة الهامة هي أن يتمّ ذلك بالتوافق مع التزاماتها الدولية، فالولايات المتحدة لا تقول للدول: "لا يمكنكم التخصيب"، بل هذا في يد الوكالة الذرية ونظام منع الإنتشار النووي، إن الولايات المتحدة ليست حكماً في كأس العالم وفي يدها الكارت الأصفر".