سنغافورة وأبوظبي تبحثان سبل التعاون في مجالي أشباه الموصلات وإدارة المياه ومياه الصرف الصحي

جسّد ملتقى ’أبوظبي ـ سنغافورة‘ المشترك الخامس الذي عُقد في سنغافورة خلال يومي 19 و20 من يناير 2011 التزام الحكومتين بتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية. وشمل ذلك بحث فرص وإمكانيات التعاون لقطاعين جديدين في مجالي أشباه الموصلات وإدارة المياه ومياه الصرف الصحي.
مجالات جديدة للتعاون
تُعد ندرة المياه أزمة عالمية آخذة في التصاعد، وتمثل تحدياً كبيراً لأبوظبي على المدى الطويل. فمع النمو السريع لعدد السكان والتطور العمراني الكبير، تواجه أبوظبي احتمالات نضوب احيتاطياتها من المياه الطبيعية والمياه المالحة خلال 50 سنة.
ونظراً لسجل الإنجازات العالمية لسنغافورة في مجال إدارة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، احتل هذا القطاع أهمية استثنائية وكان محور النقاش بين أطراف الملتقى. وتمثّل ذلك في تعاون شركات الهندسة البيئية في سنغافورة مع دول مجلس التعاون الخليجي في عدد من المشاريع البارزة، بما في ذلك تعاقد شركة "كيبل إنتيغراتد إنجينيرنغ"، وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا البيئية والهندسة، لبناء أكبر مشروع لإعادة استخدام المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والرواسب الطينية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى قيام شركة "كيبل سيغرز" ـ مزوّد للحلول التكنولوجية في مجالات المخلفات والمياه والطاقة في سنغافورة ـ ببناء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في قطر. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وقّعت شركة "سيمبكورب انداستريز"- مزوّد لحلول الطاقة والمياه في سنغافورة - مذكرة تفاهم مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في يوليو 2010 لتطوير وبناء محطة جديدة لتحلية مياه البحر في الفجيرة.
أما المجال الثاني الذي يرجح لقيام شراكة بين الحكومتين يرتبط بطموح أبوظبي في أن تكون عنصراً فاعلاً في مجال أشباه الموصلات العالمي. فمن خلال قيام شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (آتيك)، ومقرها أبوظبي، بشراء شركة "تشارترد" لأشباه الموصلات السنغافورية في 2009، مقرونةً بشراء (آتيك) لعمليات التصنيع التابعة لشركة "إيه إم دي" والتي تعرف الآن باسم "غلوبال فاوندريز"، حيث أصبحت أحد أبرز مصانع أشباه الموصلات في العالم وتنفذ أعمالاً في أنحاء مختلفة من العالم كسنغافورة وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومستقبلاً أبوظبي.
تولى ممثلو أبوظبي وسنغافورة بحث القطاعين من خلال مجموعات العمل التي تم تشكيلها حديثاً خلال الملتقى. تولى كلٍ من مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري وشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (آتيك) قيادة مجموعة العمل الخاصة بأشباه الموصلات في حين تولت كلٍ من هيئة المرافق العامة السنغافورية وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي قيادة مجموعة العمل الخاصة بالمياه ومياه الصرف الصحي.
وقد أثنى السيد لي يي شيان، وزير الدولة لشؤون التجارة والصناعة والعمال السنغافوري والرئيس المشارك لملتقى ’أبوظبي ـ سنغافورة‘ المشترك قائلاً: "لقد رأى المسؤولون وكبار رجال الأعمال من أبوظبي وسنغافورة في هذا الملتقى منبراً فاعلاً لنشر أفكار جديدة من التعاون والتواصل. وإنه لأمر مشجع أن يحقق الملتقى الخامس إقبالا قياسياً من كلا الجانبين ويعد ذلك مؤشراً لمزيد من فرص العمل المشترك بين أبوظبي وسنغافورة. وإذا كان اهتمامنا على مدى اليومين الماضيين قد انصبّ على قطاعي أشباه الموصلات والموارد المائية، فإن هذين القطاعين يشكلان جزءً يسيراً من مجالات التعاون الكثيرة التي يجري بحثها، ونحن من جانبنا نرحب باستثمارات أبوظبي في سنغافورة أيضاً مثلما رحبت أبوظبي بالاستثمارات السنغافورية لشركة تشارترد لأشباه الموصلات العام الماضي، ونؤمن بأن علاقتنا مع أبوظبي علاقة مجدية ومثمرة للطرفين."
وتحدث معالي خلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي بدوره قائلاً: "هذا هو الملتقى المشترك الخامس بين أبوظبي وسنغافورة، ومن الواضح أننا نجحنا في إرساء حوار فاعل يدعم التقدم والتعاون في المجالات الاقتصادية الرئيسية التي تخدم مصلحة الطرفين."
مذكرات التفاهم في ملتقى أبوظبي – سنغافورة المشترك الخامس
شهد الملتقى المشترك أيضاً توقيع اتفاقية الخدمات الإدارية بين مجموعة "آسيا مديك"، الشركة السنغافورية المتخصصة في قطاع الرعاية الصحية ـ وبين مبادلة للرعاية الصحية، وحدة الأعمال التابعة لشركة مبادلة للتنمية (مبادلة). ويأتي هذا التعاون في أعقاب اتفاق مسبق بين الطرفين لإنشاء مركز للخدمات الصحية والتشخيص في أرزنة. ستشرف "آسيا مديك" على إدارة وتشغيل مركز صحي للفحوصات الطبية المتعلقة بالإجراءات اللازمة لتأشيرة الدخول إلى البلاد.
كما يعد التدريب المهني لمتخصصي التكنولوجيا مثالاً آخراً للتعاون بين أبوظبي وسنغافورة. حيث قامت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (آتيك) وبوليتكنيك سنغافورة بتوقيع مذكرة التفاهم لتوفير جيل جديد من الموظفين لتعلم المهارات التقنية المطلوبة حالياً خلال برنامج يدوم لسنتان ونصف في كلٍ من أبوظبي وسنغافورة.
إطلاق الموقع الإلكتروني لملتقى أبوظبي ـ سنغافورة المشترك
تم اليوم إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي لملتقى أبوظبي ـ سنغافورة المشترك، والذي يتضمن تحديثات عن آخر التطورات والأحداث الجارية في سنغافورة وأبوظبي. كما يتضمن الأنشطة التي تقام تحت مظلة الملتقى. عنوان هذا الموقع هو: www.adsjf.com
تعميق العلاقات الاقتصادية الثنائية
ارتفع إجمالي التجارة بين سنغافورة ودولة الإمارات العربية المتحدة بأكثر من ثلاث مرات، وذلك من 12.9 مليار درهم إماراتي في 2002 إلى 39.7 مليار درهم إماراتي في 2010، كما بلغ أوجه ارتفاعه في 2008 حيث وصل إلى 42.3 مليار درهم إماراتي. بينما سجل البترول المكرر والنفط الخام والذهب غير النقدي والمجوهرات أعلى المعدلات في التجارة بين أبوظبي وسنغافورة.
تنتج شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج)، المشروع المشترك بين شركة أدنوك و "بورياليس" النرويجية، منتجات البولي أوليفين ذات القيمة المضافة والبولي إثيلين في الشرق الأوسط. حيث جعلت من سنغافورة مقراً رئيسياً لمبيعاتها العالمية وتسويق منتجاتها. كما أبرمت اتفاقية شراكة مع "سي دبليو تي ليمتد" السنغافورية لتوفير الخدمات اللوجستية والتخزين، كون سنغافورة مقراً إقليمياً للخدمات اللوجستية في جنوب شرق آسيا.
تتضمن مجالات التعاون بين الشركات والمؤسسات من كلا البلدين ما يلي:
إرساء شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي عقداً قيمته 21 مليون دولار سنغافوري (60 مليون درهم إماراتي) مع شركة "بوستيد سالكون" لتنفيذ مشروع محطة تحسين مستوى مياه الصرف المعالجة في يوليو 2010.
افتتاح مجمع "سي دبليو تي" للتوزيع اللوجستي في سنغافورة، التابع لشركة بروج، في مايو 2010.
في نوفمبر 2010، أقامت كابيتالا، المشروع المشترك بين كابيتال لاند السنغافورية ومبادلة، مراسم تشييد آخر طوابق مشروع مرتفعات الريحان الذي يمثل المرحلة الأولى من مشروع التطوير العقاري "أرزنة" في أبوظبي.
تتطلع الحكومتان إلى تعميق علاقاتهما الاقتصادية من خلال اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات الثنائية، حيث شهد مطلع العام الحالي اختتام المحادثات الجارية بشأن هذه الاتفاقية التي ستشجع تدفق الاستثمارات بين الحكومتين، كما ستضع إطاراً يكفل حماية المستثمرين من أبوظبي وسنغافورة. ومن السمات الرئيسية للاتفاقية:
- توفير معاملة منصفة وعادلة وغير تمييزية للمستثمرين والاستثمارات في كلٍ من أبوظبي وسنغافورة.
- تقديم تعويض سريع وفعال وكافٍ في حالة مصادرة الملكية.
- ضمان حرية تنقل رأس المال والعائدات والأموال الأخرى المتعلقة بالاستثمارات.
- اللجوء إلى المحاكم الدولية للتحكيم في حالة حدوث نزاعات بين المستثمر والدولة.
شهدت السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً ملحوظاً لعدد المسافرين من أبوظبي إلى سنغافورة. ففي 2009، بلغ عدد المسافرين من أبوظبي 9311 مسافر، أي بزيادة سنوية بلغت 11%. فيما بقي عدد المسافرين من سنغافورة إلى أبوظبي ثابتاً على مدى العامين الماضيين وبلغ متوسط عدد الزائرين 7500 زائر. وفي مجال العلاقات السياحية بين البلدين، وقّعت هيئة السياحة السنغافورية مذكرة تفاهم مع هيئة أبوظبي للسياحة في 2009.
والجدير بالذكر أن عدد الزيارات الرسمية بين سنغافورة وأبوظبي في ارتفاع ملحوظ. ففي 2010، وصل إجمالي الزيارات الرسمية بين سنغافورة وأبوظبي إلى أكثر من 40 زيارة. وفي الشهر الماضي، رحّبت سنغافورة بوصول سعادة محمد أحمد هامل القبيسي إلى أراضيها ليشغل منصب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى سنغافورة.
نبذة عن ملتقى أبوظبي ـ سنغافورة المشترك
انطلقت فعاليات ملتقى أبوظبي ـ سنغافورة المشترك لأول مرة في 2007 بهدف توسيع العلاقات الاقتصادية وتسهيل التعاون بين سنغافورة وأبوظبي في القطاعين الحكومي والخاص. ويشارك في رئاسة الملتقى معالي خلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي ومعالي لي يي شيان، وزير الدولة لشؤون التجارة والصناعة والعمال في سنغافورة. يتولى جهاز الشؤون التنفيذية أمور التنظيم الخاصة بأبوظبي، فيما تتولى مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية(IE SINGAPORE) الأمور الخاصة بسنغافورة.
وخلال هذا العام، استضاف الملتقى أكثر من 70 ممثلاً عن شركات من سنغافورة وأبوظبي تمت دعوتهم شخصياً. وقام وفد أبوظبي الذي ضم عدد من الممثلين عن سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في سنغافورة ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وجهاز الشؤون التنفيذية وشركة مبادلة للتنمية بمقابلة غوه تشوك تونغ، الوزير الأول في الحكومة السنغافورية في قصر الاستانا بسنغافورة صباح هذا اليوم.
وكانت مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية (IE SINGAPORE) التي تسعى إلى توسيع أعمال الشركات السنغافورية خارج الدولة، والتي تتولى أمور الجانب السنغافوري للملتقى، قد أنشأت مركزاً لأعمالها في أبوظبي منذ عام 2007. حيث يساعد المركز الشركات السنغافورية على تحديد مجالات التعاون مع شركات أبوظبي. ومنذ إنشائها، لاحظت مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية(IE SINGAPORE) مدى الاهتمام المتزايد من قِبل الشركات السنغافورية بالاستثمار في أبوظبي، حيث ارتفع عدد الشركات السنغافورية العاملة في الإمارة من نحو 10 شركات في عام 2007 إلى 33 شركة حالياً.
خلفية عامة
جهاز الشؤون التنفيذية
يعتبر جهاز الشؤون التنفيذية أحد الأجهزة الحكومية في إمارة أبوظبي، وهو مخول بتوفير استشارات حول السياسة الاستراتيجية لرئيس المجلس التنفيذي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
يقدم الجهاز دراسات واستشارات لرئيس المجلس التنفيذي حول النواحي القانونية والاقتصادية والاستراتيجية لحكومة أبوظبي، كما يسهل عملية تنسيق وتطوير كيفية تطبيق السياسات في الإمارة بين الجهات المعنية.