عباس وشارون يدعوان لوقف العمليات والتوجه لتطبيق السلام

تاريخ النشر: 01 يوليو 2003 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن محمود عباس قبيل لقائه بنظيره الاسرائيلي ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي سياسي ويجب حله بالطرق السياسية وقال ان كل نفس تزهق تشكل مأساة انسانية، اما شارون فقال ان الشعب الاسرائيلي محب للسلام وسيقدم التنازلات مهما كانت مؤلمة لتحقيق هذا السلام. 

وادلى عباس وشارون ببيانين قبيل لقائهما الذي بدا الان، وقال عباس "ان كل يوم يمر دون اتفاق هو فرصة ضائعة، وكل نفس تزهق هي مأساة انسانية ولنمض قدما بشجاعة ودون تردد نحو المستقبل الذي نستحقه جميعا 

واكد أبو مازن في خطابه "ان السلام العادل كان الهدف الرئيس والاساسي الذي ينشده الشعب الفلسطيني". مضيفا "ان السلام الذي نريده والذي سنبذل في سبيله كل الجهود، هو السلام الدائم الذي ترضى عنه الأجيال والذي يحل كافة قضايا الوضع الدائم ويحقق الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويضع الماضي وراءنا ويؤسس لمستقبل أفضل، سلام تستبدل فيه المعاناة بالرفاه واليأس بالأمل، سلام يحل فيه التعاون محل الشك، ويطلق فيه سراح الاسرى، وتكون فيه المصلحة المشتركة الضامن الأساسي لاستمرار التعاون. ان القتل والدمار لا يجلب سوى الحقد والعداء، وهذا ما لا نريده لشعبنا الفلسطيني ولا للشعب الاسرائيلي 

وأضاف أبو مازن: "لقد بدأنا بخطوات مهمة نحو تحقيق هذا الهدف السامي، فكانت التهدئة، وكان الاتفاق على الانسحاب الاسرائيلي من غزة وبيت لحم، وسيتبعها انسحاب من باقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. ونحن بدورنا نعمل دون كلل على اعادة بناء مؤسساتنا المدنية والأمنية كي نحقق الأمن والرفاه وسيادة القانون للمواطن الفلسطيني. لقد بدأنا طريقنا وسنكمله بعون الله 

وقال ان الضمانة الأكيدة تتخطى كافة الصعاب التي ستواجهنا، ستكون في تبني الجميع لمنهج جديد، منهج يغلب فيه الاحترام المتبادل والرؤية المستقبلية على الشك والوقوف امام الماضي. ان مستقبلنا تبنيه الشراكة ونأمل أن نخرج اليوم باتفاق على لجان مشتركة تؤسس لهذه الشراكة 

ان صراعنا معكم هو صراع سياسي. سننهيه بالسبل السياسية، فلا عداوة لنا مع شعب اسرائيل ولا مصلحة لنا باستمرار النزاع معها 

وقال متوجها لشارون ان كل يوم يمر دون اتفاق هو فرصة ضائعة، وكل نفس تزهق هي مأساة انسانية، فكفى معاناة، وكفى موت، وكفى ألم، ولنمض قدما بشجاعة ودون تردد نحو المستقبل الذي نستحقه جميعا 

من جهته رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون بابو مازن وتعهد بتسوية سياسية مهما كانت التنازلات مؤلمه على حد تعبيره. 

وقال شارون انه يبذل الكثير من الجهود من اجل تحقيق السلام، قائلا: "نحن نقف اليوم، أمام فرصة جديدة. ان فرصة تحقيق مستقبل افضل لشعبينا، مستقبل مفعم بالفرص وبالأمل، تبدو اليوم، بمتناول اليد، ربما اكثر من ذي قبل، ربما أكثر مما كنا قد عرفناه حتى الآن. لقد قلت ذلك في الماضي، وعدت وكررت قول ذلك حتى خلال تشكيل الحكومة برئاستي. سأبذل كل جهد من اجل التوصل الى تسوية سياسية ستؤدي الى تهدئة الأوضاع، والى السلام.. هذه المهمة التي اخذتها على عاتقي، هذا هو واجبي". 

وقال شارون ايضا إن "الشعب الاسرائيلي هو شعب محب للسلام". وزعم ان "يد اسرائيل كانت ممدودة دوما للسلام، مع جميع الدول العربية ومع الفلسطينيين". وقال: "ان التوق الى السلام، توق اليهود في أرض اسرائيل وفي العالم أجمع، يجد له تعبيراً في كل مدماك من مداميك حياتنا. في التوراة وفي الصلاة، في الادب وفي الشعر، الكل يتحدث عن السلام"، حسب تعبيره. 

يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، مساء اليوم (الثلاثاء)، برئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وذلك لأول مرة منذ قمة العقبة. وسيعقد اللقاء في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي في مدينة القدس.  

وخلافـًا للقائين اللذين عقدا عشية قمة العقبة، سيختتم هذا اللقاء ببيان مشترك للزعيمين أمام وسائل الإعلام. وسيشارك في الاجتماع عن الجانب الإسرائيلي، وزير الخارجية، سيلفان شالوم، وزير الدفاع، شاؤول موفاز، ووزير العدل، تومي لبيد. أما عن الجانب الفلسطيني فسيشارك كل من وزير الشؤون الأمنية في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان، ورئيس المجلس التشريعي، أحمد قريع (أبو علاء).  

وسيتمحور اللقاء حول نقل المسؤوليات الأمنية في شمال غزة ومدينة بيت لحم. وعقد اجتماع آخر عشية نقل المسؤوليات الأمنية إلى السلطة الفلسطينية في بيت لحم ظهر اليوم، بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

ونقلت صحيفة يعديعوت احرونوت العبرية عن مصادر سياسية إسرائيلية قبيل اللقاء إن شارون سيطلب من عباس محاربة الفصائل الفلسطينية المعارضة بأشد صرامة وعدم اعتبار الهدنة حلاً بعيد المدى. 

إلى ذلك، سيطلب أبو مازن من شارون إزالة المواقع الاستيطانية غير المرخصة ورفع الحصار عن رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات.—(البوابة)—(مصادر متعددة)