بروتينات تفتح الطريق أمام علاج الإيدز واللوكيميا

تاريخ النشر: 12 أكتوبر 2000 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

وجد العلماء أنه يمكن التأثير في إنتاج المواد البروتينية بواسطة أجزاء صغيرة من مركبات الـ DNA والـ RNA الصناعية التي تدعى اوليفونيكلوتيد، حيث فتحت هذه المركبات الطريق أمام معالجة مجموعة كبيرة من الأمراض، مثل الإصابات الفيروسية والإيدز واللوكيميا. 

ونسبت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إلى العلماء قولهم إن هذه النيكلوتيدات (اوليفوس) اكتشفت منذ ثلاثين سنة، بواسطة فريتز اينشتاين، من معهد ماكس بلانك الألماني. ولم تحدد الفوائد العلاجية لهذه المركبات، إلا في الوقت الحاضر. 

صعوبات 

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنه كانت هناك صعوبات كبيرة لإدخال هذه المركبات بشكل سليم من دون أن تتأذى الخلايا. وحتى الآن ما زال إدخال كميات كافية من المورثات إلى الخلايا مسألة صعبة. والاوليفوس مركبة من ذرات كبيرة نسبيا من الصعب صناعتها داخل الجسم. ولقد بدأ العلماء الأميركيون حاليا العمل على تخطي هذه المشكلة. 

ووجد العلماء أنه يمكن استخدام هذه المادة في تثبيط بعض أجزاء المركب الوراثي للخلايا أو الفيروسات أو في إبطال مفعول الحمض النووي المرسال RNA الذي ينقل المعلومات الوراثية من النواة إلى أماكن خاصة من الخلية تقوم بصنع البروتينات، وأكثر الأنواع الصناعية المستخدمة هي «الانتي سينس اوليفوس» التي ترتبط مع الحمض النووي المرسال RNA وبذلك لا تستطيع الخلية صناعة البروتينات غير المرغوب بها التي يمكن أن تسبب الأمراض أو تكاثر الفيروسات. 

تكنولوجيا جديدة 

"التريبليكس" تكنولوجيا أخرى يمكن من خلالها منع تصنيع البروتينات غير المرغوب بها في الخلايا، فهي ترتبط مع الحمض النووي المنقوص الأوكسجين ذاته، حيث لا يستطيع استنساخ الحمض النووي المرسال. 

والمبدأ في هذه الطريقة هو التحام الاوليفوس مع الحمض النووي الثنائي السلسلة حيث تتشكل سلسلة ثلاثية غير فعالة. 

ومن المتوقع الاستفادة من المركبات الصناعية المشتقة من الاوليفوس في معالجة السرطان والإصابات الفيروسية التي تعتمد كليا على استنساخ الحمض النووي الثنائي السلسلة والسيطرة على الخلية لحسابهما الخاص في عملية التكاثر. ولا يستبعد أن تحل هذه المعالجة بدلا من المعالجات الكيميائية السامة المستخدمة في مكافحة السرطان. 

ولقد سجل البروفيسور آلان جورتز أستاذ التشريح والأمراض الداخلية في جامعة بنسلفانيا تحسنا بنسبة %50 لدى 15 مريضا مصابين باللوكيميا عولجوا بواسطة الاوليفوس. ويأمل جورتز أن تقوم معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة بدعم أكبر للتجارب السريرية لهذا الأسلوب العلاجي، لأنه لا يكلف أكثر من 4 آلاف دولار أميركي، مقارنة مع الطرق العلاجية الأخرى، فضلا عن أن تأثيراتها السمية قليلة. 

حلول جديدة 

كان السؤال الذي يطرحه العلماء دائما كيف يمكن إدخال مادة وراثية إلى الخلايا الجسدية عن طريق الجهاز الهضمي دون أن تتأذى وتنحل بالعصارة الهاضمة؟ 

وإيجاد حل لهذه المشكلة سوف يفتح بابا جديدا للمعالجات الوراثية، إضافة إلى ذلك ستصبح إمكانية أخذ الأنسولين عن طريق الفم سهلة بدلا من أخذ الحقن اليومية. وأشارت "الشرق الأوسط" إلى دراسة جديدة في مجلة «نيتشر» العلمية بينت أن العلماء الأميركيين في جامعة براون في بروفيدنس في ولاية رود ايلاند وعدوا بحل لهذه المشكلة. ويعملون حاليا على ابتكار طريقة جديدة لإدخال المواد الوراثية عن طريق الجهاز الهضمي، وذلك بتركيب خرزات بيولوجية صغيرة تحمل المادة الوراثية داخلها، ويمكنها العبور من جدار الأمعاء لتفرغ محتواها الوراثي في السبيل الدموي. 

وجرب العلماء مجموعة من المواد لمعرفة قدرتها على نقل المواد الوراثية في الفئران وكانت أكثرها فعالية مادة «البلاسميد» التي تدخل إلى جدار الكبد والأمعاء بسهولة، ومن شأن ذلك المساعدة على معالجة بعض الأمراض الهضمية الالتهابية مثل داء كرون والقرحة الهضمية  

يذكر أن البروتينات تحكم تصرفات وأفعال الكائنات الحية من المهد إلى اللحد. وكل بروتين يحتاجه الجسم محفوظ كشفرة كيميائية في الحمض النووي المنقوص الأوكسجين DNA. وهذا الحمض مركب من سلالتين طويلتين ملتفتين وموجودتين في نواة كل خلية، حيث تحملان الأطلس الوراثي لكل نوع حي– (البوابة).