ساحل العاج وغانا مرشحتان لبلوغ النهائي

تاريخ النشر: 08 فبراير 2012 - 10:12 GMT
البوابة
البوابة

يبدو المنتخبان العاجي والغاني مرشحين بقوة إلى بلوغ المباراة النهائية للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الغابون وغينيا الاستوائية حتى الأحد المقبل عندما يلتقيان اليوم الأربعاء مع مالي في ليبرفيل وزامبيا في باتا ضمن الدور نصف النهائي.

وقدم المنتخبان مشواراً جيداً في البطولة حتى الآن وخطيا بثبات نحو دور الأربعة في طريقهما إلى النهائي "الحلم" بينهما في إعادةٍ لمواجهتهما الأخيرة في هذا الدور عام 1992 في السنغال عندما توجت ساحل العاج بلقبها القاري الوحيد حتى الآن على حساب النجوم السوداء 12-11 بركلات الترجيح الماراتونية في النهائي (24 ركلة).

وضرب منتخب ساحل العاج بقوة حتى الآن في البطولة وإن كان ذلك تدريجياً حيث حقق 4 انتصارات متتالية، وهو الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في النسخة الحالية، كما أنه المنتخب الوحيد الذي لم تهتز شباكه، علماً بأنه لم يواجه منتخبات من العيار الثقيل، ففاز على السودان 1-0 وبوركينا فاسو وزامبيا بنتيجة واحدة 2-0، ثم على غينيا الاستوائية 3-0 في ربع النهائي.

في المقابل، حافظ منتخب غانا الساعي للفوز باللقب الخامس في تاريخه على سجله خالياً من الخسارة حتى الآن وحقق 3 انتصارات على بوتسوانا 1-0 ومالي 2-0 وتونس 2-1 بعد التمديد في ربع النهائي، وتعادل مرة واحدة أمام غينيا 1-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول.

ويبدو أن المنتخبين تعلما الدرس جيداً من مشاركتهما السابقة في العرس القاري عندما كانا يقدمان أفضل العروض ويودعان خاليي الوفاض: ساحل العاج وعقدة النسخ الثلاث الأخيرة حين خسر المباراة النهائية عام 2006 أمام مصر المستضيفة بركلات الترجيح، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر بالذات 1-4 قبل أن يحل رابعاً بخسارته امام البلد المستضيف، ومن الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة في أنغولا بسقوطه امام الجزائر 2-3 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-2).

أما غانا فأخفقت في النسختين الأخيرتين أمام الفراعنة 0-1 في نهائي بطولة أنغولا 2010، ونصف نهائي 2008 على أرضها عندما خسرت أمام الكاميرون 0-1 قبل أن تحل ثالثة على حساب ساحل العاج (4-2).

ولم يتوقف مدربا ساحل العاج المحلي فرانسوا زاهوي وغانا الصربي غوران ستيفانوفيتش عن القول منذ بداية البطولة بأن الأداء الجيد والعروض الرائعة لا ينفعان في بطولة مثل أمم إفريقيا خصوصاً إذا كان المنتخب يأمل في إحراز اللقب، والدلائل كثيرة سواء من النسخ السابقة حيث تذوق المنتخبان مرارة الفشل الذريع أو النسخة الحالية التي شهدت خروجاً مفاجئاً لمنتخبات أبدعت وأبهرت على غرار غينيا والسنغال والمغرب وبوركينا فاسو.

ساحل العاج - مالي:

تدخل ساحل العاج مواجهتها أمام جارتها مالي بمعنويات عالية بعد فوزها الكبير على غينيا الاستوائية بثلاثية نظيفة هو العاشر لها على التوالي بعد الانتصارات الستة المتتالية في التصفيات.

يصب التاريخ في مصلحة العاجيين في مواجهتهم لمالي حيث حققوا الفوز في 21 مباراة جمعت بينهما حتى الآن بينها مباراتان في الكأس القارية عامي 1994 في تونس على المركز الثالث عندما فاز الفيلة 3-1 و2008 في الدور الأول في آكرا 3-0.

وحققت مالي فوزاً واحداً على العاجيين وكان 1-0 في مباراة دولية ودية في أبيدجان عام 1995، فيما انتهت المباريات الست الأخرى بالتعادل. بيد أن  سيدو كيتا لاعب وسط مالي ونجم برشلونة حذر العاجيين بقوله: "مواجهتنا الأربعاء لا علاقة لها بالتاريخ، لأن كرة القدم الحالية لا تعترف بالماضي".

وأضاف: "ستكون الضغوطات كبيرة على ساحل العاج لأنها المرشحة للظفر باللقب وإذا خسرنا أمامها فسيكون ذلك أمراً عادياً، وإذا فزنا فإن العاجيين يعرفون أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة" وهذا ما نسعى إليه.

وأردف قائلاً: "استحقينا الفوز والتأهل، لم يقدم لنا أحد هدايا، صحيح أننا لسنا في القمة ونعاني من بعض المشاكل، لكننا لسنا البرازيل أو برشلونة".

ولم يكن كيتا مخطئاً لأن ساحل العاج مرشحة بقوة سواء تاريخياً أو على الورق بالنظر إلى تشكيلتها المرصعة بالنجوم التي تملك خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية والقارية أبرزهما القائد ديدييه دروغبا صاحب ثلاثة أهداف حتى الآن بينها ثنائية في مرمى غينيا الاستوائية، ولاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي أفضل لاعب في إفريقيا العام الماضي وصديق كيتا سابقاً في برشلونة يحيى توريه وشقيقه حبيب كولو توريه وزميل دروغبا في تشيلسي الإنجليزي سالومون كالو ومهاجم آرسنال الإنجليزي جيرفينيو.

كل هذه الترسانة الهجومية ستشكل عبئاً كبيراً على دفاع مالي الذي عانى الأمرين أمام مهاجمي الغابون بيار-إيميريك أوباميانغ ودانيال كوزان واريك مولونغي في ربع النهائي. وهي المرة التاسعة التي تبلغ فيها ساحل العاج دور الأربعة بعد أعوام 1965 (ثالثة) و1968 (ثالثة) و1970 (رابعة) و1986 (ثالثة) و1992 (بطلة) و1994 (ثالثة) و2006 (وصيفة) و2008 (رابعة).

وأوضح مدرب ساحل العاج زاهوي أن فريقه سيواصل اللعب بواقعية وقتالية من أجل الفوز وليس لإمتاع الجماهير، وقال: "نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين: برودة الأعصاب وأقصى التواضع والاحترام واللعب بقتالية من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا إلا وهو التتويج باللقب".

وتابع: "إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح. نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أن النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة. هدفنا هو التتويج باللقب وذلك يمر بالفوز. حققنا العلامة الكاملة حتى الآن، وسنسعى إلى تحقيقها حتى المباراة النهائية".

من جهته، شاطر دروغبا مدربه الرأي وقال: "في عام 2008 سجلنا العديد من الأهداف ولم ننجح في بلوغ المباراة النهائية، وفي عام 2006 بلغنا المباراة النهائية وخسرنا. الآن نظهر بوجه مختلف"، مضيفاً: "مالي منتخب قوي وصعب المراس وسيكون مخطئاً من يعتبره غير مرشح للفوز، علينا الحذر لأنه لا مجال للخطأ ولا للتعويض".

في المقابل، حققت مالي هدفها من النسخة الحالية ببلوغها نصف النهائي بحسب ما جاء على لسان مدربها الفرنسي آلان جيريس، مؤكداً أن فريقه ليس لديه ما يخسره أمام الفيلة.

وحجزت مالي بطاقتها إلى ربع النهائي بصعوبة مستفيدة من تعادل غانا وغينيا في الجولة الثالثة الأخيرة، وهي وإن حققت فوزاً ثميناً على غينيا في الجولة الأولى، فإنها سقطت أمام غانا 0-2 في الثانية وتغلبت بشق النفس على بوتسوانا في الثالثة 2-1 علماً بأنها كانت متخلفة 0-1.

وقلبت مالي المسلحة بلاعبي الخبرة قائدها المدافع سيدريك كانتيه ولاعب الوسط كيتا، الطاولة على الغابون صاحبة الضيافة وحرمتها من تحقيق إنجاز تاريخي وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخها بإرغامها على التعادل 1-1 قبل 6 دقائق من نهاية الوقت الأصلي وجرتها لخوض ركلات الترجيح التي ابتسمت لنسور مالي.

وتابع جيريس: "سنحاول مواصلة قلب التوقعات الأربعاء، لم نكن مرشحين أمام الغابون لكننا نحن من بلغ دور الأربعة.

غانا-زامبيا

لا يختلف حال غانا عن ساحل العاج لدى مواجهتها زامبيا في باتا، لأنها المرشحة لبلوغ المباراة النهائية، بيد أنها تواجه عقبة صعبة بقيادة مساعد مدربها في نسخة 2008 الفرنسي هيرفيه رينار. وكان رينار مساعداً للمدرب الفرنسي الآخر كلود لوروا عام 2008 عندما بلغ منتخب النجوم السوداء الدور نصف النهائي قبل أن يحل ثالثاً.

وتدين زامبيا بتطور مستوى منتخب بلادها إلى رينار الذي قادها لربع النهائي في النسخة الأخيرة قبل أن يترك منصبه للانتقال إلى تدريب اتحاد العاصمة الجزائري، ثم عاد إلى منصبه قبل البطولة تلبية لنداء رئيس الاتحاد الزامبي ونجمه السابق كالوشا بواليا.

وتحن زامبيا إلى إنجازها عام 1994 عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها، لكنها خسرت أمام نيجيريا 1-2 في المباراة النهائية بتونس.

ولم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائماً دوراً هاماً في النهائيات وتبلغ أدواراً متقدمة، وقد أهدرت فرصة إحراز اللقب مرتين الأولى عام 1974 في مصر عندما خسرت أمام زائير (الكونغو الديموقراطية حالياً) 0-2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الأولى 2-2)، والثانية عام 1994 في تونس.

كما حلت ثالثة ثلاث مرات أعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب إفريقيا. ونجح رينار في فك "حرقة" الفشل في بلوغ دور الأربعة عام 2010، لأنه بلغ هدفه هذه المرة ووصل إلى نصف النهائي في نسخة 2012.

وقال في هذا الصدد: "بإمكاننا منافسة جميع المنتخبات، جئنا الى النهائيات بمنتخب أفضل من الذي كنا نملكه قبل عامين"، مضيفاً: "عندما تلقي نظرة على اللاعبين تشعر بالحماس والإرادة القوية والعمل الشاق والجاد الذي يبذلونه. نحن في قمة تركيزنا ومستعدون للتحدي".

وتابع: "كل شىء ممكن في كرة القدم، زامبيا ليست من بين المنتخبات المرشحة لكن بإمكاننا خلق المفاجأة والفوز بالكأس. كل ما نحتاجه هو العمل الجدي والشاق والالتزام".

وأوضح رينار أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب غانا الذي: "اعتبره المرشح الأول للفوز باللقب، أنا أعرفه جيداً، إنه أفضل منتخب في القارة السمراء منذ سنوات عدة".

في المقابل، أكد الصربي غوران ستيفانوفيتش مدرب غانا أن فريقه سيتوج باللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه بسبب تباين المستوى في الدور الأول.

وقال ستيفانوفيتش: "نحن مستعدون للفوز بهذه البطولة. يجب على الشعب الغاني أن يثق بنا ويدعو لنا وسنستجيب له".

وأضاف المدرب الذي سيظفر بـ 200 ألف دولار مكافأة له في حال تتويج النجوم السوداء باللقب في 12 شباط الحالي: "لدينا العديد والعديد من الأسباب للتفاؤل. نعرف جيداً بأننا لم نكن رائعين ولكننا أنهينا الدور الأول في صدارة مجموعة صعبة جداً جداً وبرصيد 7 نقاط".

وتابع: "إنها بطولة صعبة جداً، وأغلب اللاعبين يلعبون في أوروبا والمنتخبات قوية بالفعل. نحن ننافس من أجل الفوز وليس من أجل ترك انطباع جيد. السنغال لعبت جيداً وودعت من دون رصيد".

ويطمح المنتخب الغاني لمواصلة بريقه بعد تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا عندما كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ القارة السمراء لولا ركلة الجزاء التي أهدرها هدافه ولاعب العين الاماراتي حالياً أسامواه جيان في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني قبل أن يخسر بركلات الترجيح.

وتعول غانا على جيان بالذات لرفع الكأس الذهبية إلى جانب الشقيقين جوردان وأندريه آيوو، اللذين يرغبان في أن يحذوا حذو والدهما عبيدي بيليه المتوج باللقب القاري عام 1982، كما يبرز سولي علي مونتاري وكوادو آسامواه وأنتوني آنان وإيمانويل أغييمانغ بادو إلى جانب القائد جون مينساه الذي سجل هدفين غاليين حتى الآن (الفوز في مرمى بوتسوانا 1-0 وافتتح التسجيل في مرمى تونس 2-1)، بيد أن الشك يحوم حول مشاركته بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام تونس.

وأعرب ستيفانوفيتش عن أمله في أن يستعيد لاعبوه أنفاسهم قبل مواجهة زامبيا بعد المباراة المثيرة أمام تونس في دور الأربعة.

وقال: "قدمنا مباراة كبيرة أمام تونس وبذلنا جهوداً كبيرة حتى أننا أرغمنا على التمديد. أتمنى أن نستعيد حيويتنا ونشاطنا حتى نكون في القمة أمام زامبيا التي ستستفيد من يوم راحةٍ إضافي نتيجة المجهود البدني الإضافي الذي بذلناه طيلة 30 دقيقة توقيت التمديد أمام تونس"، في إشارة إلى خوض زامبيا لمباراتها أمام السودان (3-0) السبت الماضي.

لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن