“فبراير الأسود” يطارد الكرة المصرية

تاريخ النشر: 10 فبراير 2015 - 04:22 GMT
البوابة
البوابة

بعد 3 أعوام من مجزرة ملعب بور سعيد والتي راح ضحيتها 72 مشجعاً من جماهير ألتراس الأهلي في الأول من فبراير للعام 2012، سقط 22 مشجعاً من جانب جماهير ألتراس الـزمالك وايت نايتس خلال مباراة الزمالك وإنبي ضمن الدوري المـصري على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة أمس الأول بسبب التزاحم على دخول الملعب دون تذاكر وفقاً لرواية الأمن والطب الشرعي، وكأن شهر فبراير مرتبط في الكرة المصرية بسقوط ضحايا من الجماهير.

وتعود الحكاية إلى احتشاد جماهير الزمالك أمام ملعب الدفاع الجوي في محاولة لدخول مباراة فريقهم المتصدر للدوري أمام الوصيف إنبي، ولكن قوات الأمن رفضت دخول أي فرد دون الحصول على تذكرة أو تصريح أو دعوة معتمدة من النادي.

وبين شد وجذب وكر وفر وإطلاق قنابل غاز، دخلت بعض الجماهير ودخل أيضاً لاعبو الزمالك فى مدرعات الشرطة إلى الملعب ولكن 22 مشجعا لقوا حتفهم أمام الملعب إضافة إلى العشرات من الإصابات.

ورغم الأحداث الساخنة بدأت المباراة وانتهت بالتعادل 1ـ1 وكانت هذه المباراة بحضور 5 آلاف متفرج بعد طول غياب بعدما وافق الأمن على عودة الجماهير للملاعب المصرية تدريجياً.

من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية بياناً شرحت فيه الأحداث وحملت فيه الجماهير عدم الالتزام بالضـوابط التي وضعـتها لحضور المباريات، مؤكدة أن حالات الوفاة نتيـجة التزاحم ولا توجد أية حالات أصيبت بطلقات نارية أو خرطوش وجميعها جاءت نتيجة الاختناق والسقوط على الأرض.

وفور اندلاع الأحداث وسقوط ضحايا قرر مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبرهيم محلب تأجيل الدوري المصري لأجل غير مسمى مع سرعة التحقيق في الحادث.

كما تضامن مجلس إدارة نادي الزمالك مع ضحايا "وايت نايتس"، الذين سقطوا أمام ملعب الدفاع الجوي، وقام النادي بتغيير شعاره للون الأسود عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تضامناً مع الضحايا.

ونشر النادي بياناً قال فيه: "إنه يوم لن يُنسى من ذاكرة تاريخ نادي الزمالك، فاجعة أليمة لن تعبر عن هول بشاعتها أية كلمات، استشهاد جزء من عائلة نادي الزمالك في مباراة كرة قدم أمر كارثي هز قلوبنا، صدمة آلمتنا جميعاً لن يمحوها مرور الزمان وحتى أبد الدهر".

وتابع البيان: "لا نجد في هذه اللحظات العصيبة إلا خالص عزائنا لأنفسنا، وإلى كل أم فقدت ابنها وكل زوجة فقدت زوجاً وكل عائلة فقدت أباً وابناً، سلاماً على أرواحكم التي ستظل خالدة في جميع أركان كيان نادي الزمالك التي فقدت جزءاً أصيلاً من تراثها، ستظل تذكركم دوماً بوفائكم، ستظل تذكركم بشغفكم وعشقكم، ستخلدكم بين جدرانها يا من عشقتموها، ستتفاخر بكم، دماؤكم ستثمر ولن تضيع هباءً، ستكون الدافع لنا ووقود الاستمرار".

"يعلن نادي الزمالك حالة الحداد على أرواح أبنائه، داعين الله أن يتقبلهم من الشهداء ويسكنهم فسيح جناته، وأن ينزل عليهم رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان في هذه اللحظات العصيبة، ويسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، رحمة الله عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

وفي الوقت نفسه ينوي مجلس إدارة نادي الزمالك توجيه الشكر للمدير الفني الجديد لفريق كرة القدم بالنادي جوسفالدو فيريرا (برتغالي) وذلك بعد أن تم إعلان التعاقد معه في وقت سابق لمدة 6 أشهر مقابل 45 ألف دولار.

وجاء التعاقد مع فيريرا ليخلف مواطنه جايمي باتشيكو في قيادة الفريق، بعدما تولى المهمة بصفة مؤقتة المدرب العام محمد صلاح، إلا أن أحداث ملعب الدفاع الجوي وسقوط ضحايا قد دفع إدارة الزمالك للتفكير في عدم اعتماد عقد فيريرا وإلغائه نتيجة لقرار مجلس الوزراء الذي أعقب هذه الأحداث بتأجيل الدوري لأجل غير مسمى.

وكان فيريرا قد استقدم 3 من مساعديه للتعاون معه في تدريب الزمالك، إلا أن الاتجاه لفسخ التعاقد بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن مصير الدوري.

وألغى الزمالك مؤتمر تقديم المدرب الذي كان من المقرر عقده أمس بسبب حالة الحداد التي أعلنها لمدة 3 أيام.

كما قرر الزمالك إلغاء تجديد عقد لاعب الفريق عمر جابر الذي وقعه منذ أيام لمدة 3 أعوام لرفضه المشاركة مع فريقه أمام إنبي تضامناً مع الضحايا.

من جانبه، قرر النادي الأهلي إعلان الحداد 3 أيام على ضحايا أحداث الدفاع الجوي، كما أعلن إيقاف النشاط الرياضي وعدم إقامة أية مباريات في أي لعبة لـ 3 أيام بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الشارع الكروي المصري.

وأرسل مجلس الأهلي برئاسة محمود طاهر برقية عزاء لنادي الزمالك عبر فيها عن حزنه الشديد جراء هذا الحادث المؤسف.

كما أعلن نادي الاسماعيلي الحداد 3 أيام على ضحايا جماهير ألتراس الزمالك.

وأعرب نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق محمد أبو تريكة عن حزنه الكبير من مذبحة الكرة المصرية الجديدة فقال عبر صفحته الرسمـية على موقع "تويتر": "الكرة للمتعة وليست للقتل، (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وحسبي الله ونعم الوكيل".