يوفنتوس... قصة بطل

تاريخ النشر: 08 مايو 2012 - 10:19 GMT
البوابة
البوابة

حقق يوفنتوس مساء الأحد الماضي لقب الاسكوديتو للمرة الـ 28 في تاريخه ليكون ذلك بمثابة هدية بسيطة لجماهير الفريق الصبورة والتي من حقها الآن أن تفرح وتملأ الأرض ضجيجاً.

انتصار السيدة العجوز على كالياري في تريستي بهدفين نظيفين إضافةً إلى خسارة ملاحقه المباشر ميلان في ديربي الغضب أمام إنتر بهدفين مقابل أربعة مكّن أبناء المدرب المميز أنتونيو كونتي من الظفر بلقب "التريكولوري" قبل أسبوع من نهاية الموسم، وها هو الآن يسعى بكل قوة للظفر بنقاط مباراة أتالانتا ليحقق إنجازاً قلما يتكرر في دوري بحجم السيري آ وهو الفوز باللقب من دون هزيمة.

ولكن هذه ليست المباريات الوحيدة التي حسمت اللقب لمصلحة اليوفي، وفي هذا التقرير إيضاح للمراحل التي مر بها كونتي قبل أن ينال أول لقب له في تاريخه كمدرب والسادس طيلة مسيرته مع البيانكونيري.

مسيرة اليوفي منذ بداية الموسم حتى نهايته:

بدأ ميلان مسيرة الدفاع عن لقبه بصورة متعثرة عندما خرج متعادلاً أمام لاتسيو بهدفين لكل في أولى مباريات الموسم، بينما كان يوفنتوس أكثر توفيقاً عندما نجح في سحق ضيفه بارما بأربعة أهداف مقابل هدف ليرسل رسالةً للجميع مفادها أنه قادم بقوة.

فشل أبناء ماسيميليانو آليغري بالخروج من كبوتهم طيلة شهري أغسطس وسبتمبر حين تجرع الفريق طعم الهزيمة مرتين أمام نابولي وأودينيزي، بينما كان الأمر معاكساً تماماً لفريق السيدة العجوز والذي واصل جمع النقاط الواحدة بثبات دون الالتفات لمن خلفه.

انتفض رفاق زلاتان إبراهيموفتش وكشروا عن أنيابهم في شهر أكتوبر وبداية نوفمبر ليحققوا خمسة انتصارات متتالية على حساب كلٍ من باليرمو وليتشي وبارما وروما وكاتانيا، في هذه الأثناء تثاقلت خطى اليوفي فبدأ يُهدر النقاط شيئاً فشيئاً بتعادلين أمام كييفو وجنوى، ولكن سرعان ما أثبت الفريق قيمته الحقيقية عندما حقق انتصارين مهمين أمام فريقين من الوزن الثقيل الأول كان فيورنتينا في ملعب يوفنتوس آرينا بهدفين لهدف، والثاني كان في ديربي إيطاليا الكبير أمام إنتر وفي الجيوسيبي مياتسا بهدفين لهدف أيضاً.

وقبل ذلك كله كان الصدام الأول بين السيدة العجوز والشياطين الحمر على ملعب الأول، تلك المباراة التي شهدت تألقاً منقطع النظير للنجم الإيطالي المنطلق بسرعة الصاروخ كلاوديو ماركيزيو والذي قاد فريقه للفوز بتسجيله هدفي اللقاء.

ومع نهاية الأسبوع العاشر تمكن ميلان من اللحاق بيوفنتوس بنفس الرصيد النقطي بعد انتصاراته المتتالية وتعثر غريمه المتكرر.

في شهر نوفمبر وبالتحديد في الأسبوع الـ 13 من السيري آ، حقق الفريقان فوزين مهمين حين انتصر يوفنتوس على لاتسيو بهدف في الأولمبيكو، بينما قسى ميلان على ضيفه كييفو ودك شباكه برباعية كاملة ليحافظ الفريقان بذلك على موقعيهما في الترتيب.

وقبل ذلك كان البيانكونيري يعيش أزهى فتراته بتفوقه على باليرمو بثلاثية نظيفة في الأسبوع الـ 12، بينما فشل الروسونيري في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور ليخرج متعادلاً أمام فيورنتينا من دون أهداف.

نجح ميلان في تقليص الفارق من جديد عندما استغل تعثر اليوفي أمام نابولي في السان باولو بثلاثة أهداف لكلٍ منهما، بينما عاد الفريق اللومباردي بالنقاط الثلاث من ملعب لويجي فيراريس (الماراتسي) على حساب جنوى بثنائية.

ومع دخول فصل الشتاء وفي شهري ديسمبر ويناير، ارتفعت حرارة المنافسة بين البيانكونيري والروسونيري لتبلغ مداها حيث تساوى الفريقان في الرصيد النقطي حتى الأسبوع الـ 18 والذي شهد فك حالة الارتباط بينهما.

هذا الأسبوع شهد الصدام الأول بين ميلان وإنتر حيث انتهى اللقاء لمصلحة الأخير بهدف دييغو ميليتو الوحيد لتلوح الفرصة على طبق من ذهب لرفاق أندريا بيرلو للابتعاد بالصدارة أمام كالياري ولكنهم فشلوا في الظفر بالنقاط الثلاث لينفرد الفريق بصدارة الدوري بفارق نقطة وحيدة عن ميلان.

لم يتوقع الكثيرون حينها أن مباراتي ميلان إنتر ويوفنتوس كالياري واللتين كانتا بمثابة الفاصل بين الفريقين في الدور الأول اللتين جعلتا من اليوفي بطلاً لإيطاليا في الشتاء ستكونان هما أيضاً الحاسمتين في صراع الفوز بلقب الاسكوديتو في نهاية المطاف.

شهر فبراير شهد الصدام الثاني بين العملاقين حيث سعى ميلان في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لجعل اليوفي يتجرع طعم الهزيمة لأول مرة هذا الموسم، بينما دخل رفاق جيورجيو كيليني اللقاء وعينهم على النقاط الثلاث.

وجاء اللقاء حماسياً وقوياً من الطرفين، بكر ميلان فيه بافتتاح التسجيل عن طريق نجم وسطه المتألق أنتونيو نوتشيرينو في الدقيقة 14 ولكن قبل نهاية المباراة بسبع دقائق قتل أليساندرو ماتري أحلام عشاق النادي اللومباردي بهدف كان بمثابة بداية النهاية لمشروع الحفاظ على اللقب.

بعد اللقاء أسيل الكثير من الحبر حول هدف علي سولي مونتاري الشرعي والذي رفضه حكم اللقاء فتحدث أدريانو غالياني كثيراً حوله مطالبأ مسؤولي كرة القدم بإدخال التكنولوجيا لمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصائبة خصوصاً في مثل هذه الحالات.

عاد ميلان بقوة في شهر مارس وحصد العدد من النقاط ليقفز إلى صدارة الدوري مستغلاً تعثر اليوفي بالتعادل أمام كل من كييفو وبولونيا وجنوى.

في الأسبوع الثلاثين نجح يوفنتوس في تقليص الفارق النقطي الذي يفصله عن الديافولو ولكن بقيت السيطرة لميلان على لائحة الترتيب ووضح جلياً حينها أن اللقب لن يخرج من قبضة هذين الفريقين.

المباريات السبع الأخيرة كانت حاسمة لليوفي حيث نجح الفريق في حصد النقاط والمضي بثبات نحو المقدمة مستغلاً التراجع الملحوظ لميلان والذي تجلى بعد خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة.

وبدأ البيانكونيري شهر أبريل بانتصار كبير على نابولي العنيد بثلاثية نظيفة بينما تعثر ميلان أمام كاتانيا بالتعادل بهدفٍ لكلا الفريقين، بعد ذلك حقق يوفنتوس إنتصاراً مهماً خارج الديار على باليرمو بهدفين نظيفين ليسقط غريمه بعد ذلك على أرضه ووسط جماهيره أمام فيورنتينا بهدفين لهدف.

واصل اليوفي توسيع الفارق بينه الروسونيري بعد سحقه روما برباعية نظيفة، بينما قدم ميلان مباراة متواضعة المستوى ليتعادل أمام بولونيا بهدف لكل منهما.

ونجح الفريق اللومباردي في تقليل الفجوة من جديد بعد الفوز على أتالانتا بهدفين نظيفين مستغلاً تعثر اليوفي بالتعادل أمام ليتشي بهدفٍ لكل منهما.

وبعد مخاض عسير وموسم مضني تمكن اليوفي من حسم لقب الاسكوديتو بعد فوزه على كالياري في تريستي بثنائية مستغلاً السقوط المذل لميلان على حساب إنتر بالذات وبأربعة أهداف مقابل هدفين لتنطلق أفراح عشاق يوفنتوس معلنةً عودة السيدة العجوز من جديد إلى منصات التتويج.

ولم يخسر البيانكونيري أية مباراة في الدوري حتى الآن، وإذا تمكن من الفوز بمباراته الأخيرة أمام أتالانتا فسيعادل الرقم التاريخي المسجل باسم ميلان موسم 1993-1994 وهو الفوز بلقب الدوري من دون هزيمة.

إضافةً إلى ذلك، لم تستقبل شباك الفريق سوى 19 هدفاً فقط ليحصل بذلك على لقب أقوى خط دفاع في السيري آ مبتعداً عن أقرب ملاحقيه ميلان بفارق 13 هدفاً.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن