يستقبل ملعب باركن ستاديون في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن واحدة من أهم مباريات المجموعة الثانية في يورو 2020 والتي تجمع بين منتخبي الدنمارك وبلجيكا.
ويبحث المنتخب الدنماركي عن التعويض بعد خسارته أمام فنلندا، فيما يسعى المنتخب البلجيكي القادم بقوة للمنافسة على اللقب لحجز مكانه مبكراً في الدور الثاني خصوصاً بعد الفوز على روسيا بثلاثية كاملة.
يواجه منتخب الدنمارك ضيفه منتخب بلجيكا اليوم الخميس، بعد فصل خيالي عاشه في افتتاح مبارياته في يورو 2020 يوم السبت ضد فنلندا، عندما سقط نجمه الأول كريستيان إريكسن مغشياً عليه إثر نوبة قلبية نجا منها وأحدثت صدمة في عالم الرياضة.
ولا شك أن لاعبي المدرب كاسبر هيولماند يدركون أن خسارتهم أمام فنلندا، الوافدة الجديدة إلى بطولة كبرى، شكّلت خطراً على إمكانية تأهلهم إلى ثمن نهائي يورو 2020 ، خصوصاً وأن بلجيكا المصنفة الأولى عالمياً، لقنت روسيا درساً بثلاثية، بينها ثنائية لرأس الحربة روميلو لوكاكو.
وأراح إريكسن القلقين على صحته عندما نشر صورة الثلاثاء على إنستغرام مطمئناً “أنا بخير”.
وفيما كشف المدرب هيولماند: “لا أحد يمكنه استبدال كريستيان” الذي يتواصل مع اللاعبين يومياً من سريره في المستشفى، إلا أن فريقه الأحمر والأبيض سيحظى بدعم 25 ألف متفرج بدلاً من 16 ألفاً في مباراة فنلندا، بعد تقليص القيود لعدم تفشي فيروس كورونا.
لجأ بعضهم إلى رسم صور إريكسن على الجدران في المدينة. قال هيولماند “سيكون المشهد عاطفياً، لكن علينا استخدام هذه العواطف في المباراة وأن نكون جاهزين للقتال”.
واللافت أن الدنمارك ستواجه زميل إريكسن في إنتر ميلان، الهداف لوكاكو الذي عبّر عن تأثر كبير بعد حادثة رفيقه في صفوف بطل إيطاليا.
بعمر الثامنة والعشرين، رفع العملاق (1.90 متر) بثنائيته رصيده الدولي إلى 62 هدفاً في 94 مباراة، مهدياً الهدف الأول لصانع اللعب الدنماركي.
فيما تتصدر بلجيكا ترتيب المجموعة الثانية بفارق هدفين عن فنلندا، سيتأهل المنتخبان بحال وصولهما إلى حاجز 6 نقاط قبل خوض الجولة الثالثة، علماً أن متصدر ووصيف كل مجموعة وأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث تتأهل إلى ثمن النهائي.
وقدمت بلجيكا أداءً متميزاً ضد روسيا، واقترب من العودة إلى صفوفها لاعب الوسط آكسيل فيتسيل (32 عاماً)، بعد تعافي لاعب بوروسيا دورتموند من إصابة في وتر آخيل.
وقال معالجه الفيزيائي ليفن مايسشالك أنه: “ليس خائفاً من العودة” بعدما بدأ بالجري قبل شهر: “هو جاهز للعب، رغم أن خطر الانتكاس ليس معدوماً”.
كما تدرب نجم المنتخب كيفين دي بروينه لأول مرة مع الفريق يوم الاثنين، بعد إصابة بوجهه تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي.
بلغت بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، ربع نهائي نسخة 2016 وكانت أفضل نتائجها في البطولة القارية الحلول وصيفة في 1980.
أما الدنمارك، فقد أحرزت لقباً مفاجئاً في 1992 بعد دعوتها في اللحظة الأخيرة، فيما غابت عن النسخة الأخيرة في فرنسا عام 2016.
هولندا تلاقي النمسا في يورو 2020
في المجموعة الثانية، تبحث هولندا العائدة إلى بطولة كبيرة بعد غياب مخيب عن أوروبا 2016 ومونديال 2018، عن فوزٍ ثانٍ على النمسا يضعها في ثمن النهائي رسمياً، بعد تخطيها أوكرانيا 3-2 في مباراة حماسية في دقائقها الأخيرة.
وفيما انتظر الطواحين حتى الشوط الثاني لتسجيل ثنائية عبر القائد جورجينيو فينالدوم وفاوت فيغهورست، بقي دفاعهم مكشوفاً وتلقوا ثنائية في آخر ربع ساعة، قبل أن ينقذهم دينزل دمفريس في آخر خمس دقائق بهدفه الدولي الأول بمساعدة الحارس.
وبعد حلوله ثالثاً في مونديال البرازيل 2014، غاب منتخب هولندا، وصيف بطل مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، عن أوروبا 2016 ومونديال 2018، لكنه عاد بقيادة مدافعه السابق فرانك دي بور للمشاركات الكبرى، على أمل الذهاب بعيداً وإحراز الكأس القارية للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1988.
ويثير المدرب دي بور جدلاً حول خطة 5-3-2 بدلاً من 4-3-3 الهولندية التقليدية. وبرّر خطته بأنه لا يملك في تشكيلته “أجنحة قادرة على تطبيق خطة 4-3-3”.
لم يحظ مدرب أياكس السابق سوى بدعم المدرب السابق لويس فان خال، الذي قاد البلاد المنخفضة إلى نصف نهائي مونديال 2014 معولاً على الهجمات المرتدة ودفاع من خمسة لاعبين.
وأمام النمسا، الباحثة بدورها عن التأهل بعد فوزها افتتاحا على مقدونيا الشمالية 3-1، سيكرر دي بور المشهد المغري أمام أوكرانيا.
وفيما يحظى المدير الفني بدعم لاعبيه، أقر المدافع ستيفان دي فراي أن اللاعبين يجب “أن يتأقلموا مع هذا الأسلوب”.
وتابع “نعمل على ذلك في التمارين. يجب أن نتواصل أكثر مع بعض. الهدفان الأوكرانيان في مرمانا يذكراننا تماماً بضرورة تحسين أمور كثيرة”.
وسيعوّل دي بور على ثنائي الهجوم فيغهورست وممفيس ديباي، أمام فريق نمساوي بقيادة ديفيد ألابا حقق فوزه الأول في البطولة القارية، بعد مشاركتين مخيبتين في 2008 و2016.