وسط تصفيق حار وهتافات متواصلة باسم "رافا"، استقبلت جماهير بطولة فرنسا المفتوحة نجم التنس الإسباني رافاييل نادال في حفل تكريمي خاص، أقيم يوم الأحد على ملعب فيليب شاترييه، الذي شهد أعظم لحظاته في مسيرته الأسطورية.
نادال، الذي أعلن اعتزاله العام الماضي، دخل الملعب الذي شهد تتويجه بـ14 لقبًا في البطولة، مرتديًا بدلة داكنة وقميصًا رسميًا، بدلًا من زيّه الرياضي المعتاد، في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفخر والحزن والامتنان.
لحظات لا تُنسى..ودموع في وداع الذكريات
تزامن هذا التكريم مع مرور 20 عامًا على ظهوره الأول في البطولة، حين فاز في الدور الثاني بعمر 18 عامًا. وخلال عرض مقطع فيديو استعرض أبرز لقطاته، لم يتمالك نادال دموعه، خاصة مع مشاهد الإرسال باليد اليسرى، والصرخات الشهيرة "¡Vamos!"، والركض المتواصل في كل أرجاء الملعب.
ألقى نادال كلمة مؤثرة بثلاث لغات – الفرنسية والإنجليزية والإسبانية – وقال في بدايتها بصوت متقطع: "هذا صعب..لا أعرف من أين أبدأ بعد 20 عامًا من اللعب على هذا الملعب، الفوز والخسارة، ولكن الأهم هو أنني تأثرت في كل مرة كنت هنا."
إنجازات خالدة وأرقام لا تُصدق
- سجل نادال في بطولة رولان غاروس: 112 انتصارًا مقابل 4 هزائم فقط.
- فاز بجميع النهائيات الـ14 التي خاضها في باريس.
- حصد 22 لقبًا في بطولات الغراند سلام، اثنان على الأقل في كل بطولة كبرى.
إنجازاته المذهلة جعلت من اللجنة المنظمة للبطولة تنصب له تمثالًا فولاذيًا ضخمًا داخل مجمع "رولان غاروس"، حتى قبل اعتزاله.
حضور أسطوري للمنافسين الكبار
شهد الحفل لحظة مميزة بانضمام كبار منافسي نادال التاريخيين إلى منصة التكريم: روجر فيدرر، نوفاك دجوكوفيتش، وأندي موراي، والذين حضروا لوداع أحد أعظم أساطير اللعبة، وقدموا له عناقًا صادقًا يعكس الاحترام المتبادل بينهم.
لوحة خالدة تحمل بصمته
في نهاية الحفل، كشف المنظمون عن لوحة تذكارية جديدة وضعت بجانب المدرجات، تحمل بصمة قدم نادال، واسمه، ورسمة كأس البطولة، تخليدًا لأثره الذي لن يُمحى من تاريخ التنس.
قال نادال في كلمته الختامية: "شكرًا فرنسا، شكرًا باريس. منحتموني لحظات ومشاعر لم أكن لأحلم بها يومًا. قد لا أتمكن من اللعب هنا مرة أخرى، ولكن قلبي وذكرياتي ستبقى دائمًا مرتبطة بهذا المكان الساحر."