هل ينقذ إبراهيموفيتش ميلان من أزمته؟

تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2019 - 05:37 GMT
إبراهيموفيتش يعود إلى ميلان
إبراهيموفيتش يعود إلى ميلان

فضل المهاجم المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش كتابة السطر الأخير لمسيرته الرائعة بالعودة لناديه السابق ميلان، بعد توقيعه عقداً لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد مع النادي الإيطالي، لكن القرار ربما يسفر عن تحول هائل في مشوار فريقه في الدوري الإيطالي، رغم الابتعاد تماماً عن المنافسة.

ويحتل ميلان، ثاني أكثر الأندية نجاحاً في إيطاليا من حيث عدد ألقاب السيري آ خلف يوفنتوس، المركز العاشر الذي لا يليق به، بالتزامن مع إعلان التعاقد مع الهداف السويدي الجمعة الماضي.

ويتطلع جمهور الروسونيري للاستفادة مجدداً من قدرات المهاجم البارز الذي سجل 42 هدفاً في 61 مباراة مع الفريق، وفاز بلقبي الدوري وكأس السوبر المحليين قبل الرحيل في 2012 إلى باريس سان جيرمان.

لكنه عاد بعد أن أصبح أكبر سناً بـ7 أعوام.

وبعد أن سجل 31 هدفاً في 31 مباراة الموسم الماضي، مع لوس أنجيليس غالاكسي في الدوري الأميركي يمكن الاعتقاد بأنه لا يزال يحتفظ بقوته وفاعليته حتى لو انخفضت سرعته.

ووعد إبراهيموفيتش أنصار النادي الذي دافع عن ألوانه سابقاً بين عامي 2010 و2012 بأنه سيبذل قصارى جهده لمساعدته في الخروج من الأزمة التي يمر بها حالياً بطل أوروبا 7 مرات باحتلاله المركز الحادي عشر في الدوري الإيطالي.

وصرح إبراهيموفيتش لموقع النادي الرسمي: «أعود إلى النادي الذي أكن له احتراماً كبيراً وإلى المدينة التي أحب».

وأضاف: «سأكافح أنا وزملائي لتغيير الأمور هذا الموسم، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق أهدافنا».

وسيلتحق إبراهيموفيتش بصفوف فريقه (الجديد - القديم) في 2 يناير، لإجراء الفحوصات الطبية قبل أن يبدأ التدريب مع زملائه الجدد.

وكان إبراهيموفيتش أعلن رحيله عن غالاكسي الشهر الماضي، بعد أن أمضى في صفوفه موسمين ونصف، وسجل 52 هدفاً في 56 مباراة.

ويعرف "إبرا" الدوري الإيطالي جيداً، بعد أن دافع عن ألوان 3 أندية؛ هي يوفنتوس وإنتر ميلان وميلان.

انضم إلى يوفنتوس عام 2004 قبل أن ينتقل إلى إنتر ميلان عام 2006 بعد إسقاط يوفي إلى مصاف الدرجة الثانية لاتهامه بالتلاعب بنتائج المباريات في الدوري المحلي، قبل أن ينتقل إلى ميلان عام 2010 على سبيل الإعارة من برشلونة لموسم واحد قبل أن يوقع رسمياً معه.

وعلى مدى موسمين في صفوف ميلان، سجل إبراهيموفيتش 56 هدفاً في 85 مباراة.

ويعاني الفريق اللومباردي من عقم في خط الهجوم، إذ سجل 16 هدفاً فقط في 17 مباراة حتى الآن هذا الموسم، ويأمل أن يسهم وجود إبرا في صفوفه في رفع معنويات زملائه على أرضية الملعب.

ويأتي التعاقد مع إبراهيموفيش في إطار سعي إدارة ميلان لوقف النتائج السلبية للفريق الذي حقق فوزين فقط في مبارياته السبع الأخيرة، إذ يحتل المركز الحادي عشر، ومني الأحد الماضي بأسوأ خسارة له في الدوري منذ 21 عاماً، عندما سقط بخماسية نظيفة أمام مستضيفه أتالانتا.

ويملك السويدي خبرة واسعة في الملاعب الأوروبية جناها من خلال دفاعه عن ألوان أبرز أندية القارة، بدءاً بأياكس أمستردام وتجربته الإيطالية، ثم باريس سان جيرمان، حيث بات أفضل هداف في صفوفه مع 156 هدفاً في 180 مباراة، قبل أن يحطم رقمه زميله السابق إيدينسون كافاني.

توج هدافاً للدوري الإيطالي مرتين عام 2009 مع إنتر ميلان، ثم في عام 2012 مع ميلان، كما أنه يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها في صفوف منتخب السويد مع 62 هدفاً في 116 مباراة دولية.

ولطالما تميز إبراهيموفيتش بتصريحات نارية تتعلق به، ومما قاله إثر تركه غالاكسي في تغريدة على حسابه الشخصي على «تويتر»: «لقد جئت، لقد رأيت، لقد فزت، شكراً لك غالاكسي على إعادتي إلى الحياة، بالنسبة لعشاق الفريق، أردتم زلاتان، أعطيتكم زلاتان، على الرحب، تستمر القصة... الآن، عودوا إلى مشاهدة البيسبول».

وعندما سئل ما إذا كان سيبقى مع باريس سان جيرمان بعد انتهاء عقده، أم لا، كان جوابه: «سأفعل ذلك إذا أزاحوا برج آيفل ووضعوا تمثالي بدلاً منه».

وعن تجربته الباريسية، قال أيضاً: «لقد أتيت إلى هنا ملكاً وسأغادر أسطورة».

وتحمل السيرة الذاتية لإبراهيموفيتش عنواناً يمجد نفسه فيه وهو «كرة القدم هي أنا».

وتعرض إبراهيموفيتش لإصابة خطيرة في ركبته في صفوف مانشستر يونايتد، لكنه تعافى في وقت قياسي.

ولدى سؤاله عن هذا الأمر، قال: «الأسود لا تتعافى مثل الكائنات البشرية العادية».

بيد أن قوة إبراهيموفيتش تكمن في أن موهبته تتكلم عنه على أرضية المستطيل الأخضر.

وأشاد المدرب كارلو أنشيلوتي في كتابه بعنوان «أسراري التدريبية» بإبراهيموفيتش بقوله: «يملك شخصية رائعة ويتميز باستقرار كبير في المستوى، ولطالما كان قدوة لزملائه».

وسيسير السويدي على خطى لاعبين كبار سبقوه بالعودة من الولايات المتحدة إلى القارة الأوروبية في خريف عمرهم، أمثال تييري هنري وديفيد بيكهام من دون أن يصيبا نجاحات بارزة، وبالتالي فإن التحدي كبير أمام السويدي المخضرم.

وربما يمكن التفكير في أن تعاون المهاجم البالغ عمره 38 عاماً مع لاعبين يربحون أقل بكثير من راتبه في أميركا جعله على قدر التطلعات وبات يتحمل مسؤولية فريقه بشكل أكبر.

واعتقد البعض أن مرحلة إبراهيموفيتش في الدوري الأميركي، وهي بطولة ناشئة لكنها لا تزال بعيدة عن مستوى المسابقات القوية عالمياً، ستكون الأخيرة بمسيرته العامرة بالأهداف المذهلة والأمجاد وإثارة الجدل.

ويملك إبراهيموفيتش قدرة استثنائية على استفزاز أي شخص؛ بداية من جماهير الفرق المنافسة وحتى مدربه السابق في برشلونة بيب غوارديولا، كما أن تمثاله في بلدته مالمو تعرض للتشويه مؤخراً بعد أن استحوذ على حصة من هاماربي المنافس في ستوكهولم.

ويمتد العقد مع ميلان حتى نهاية الموسم مع إمكانية التجديد لعام إضافي، ورغم أنه لا يمكن استبعاد قبوله لعرض مربح من الصين أو لبلد بالشرق الأوسط لاحقاً، فإن خطوته الحالية ستكون الأخيرة على الأرجح في مسابقات الدوري الكبرى.