هدف محرز التاريخي يجعله بطلاً قومياً في الجزائر

تاريخ النشر: 17 يوليو 2019 - 02:41 GMT
رياض محرز
رياض محرز

أحياناً لا يكفي أن تكون لاعباً بارعاً في أعتى البطولات العالمية لكي تحفظ اسمك وتدوّنه بأحرف من ذهب في قلوب محبيك، لكن أن تتسلّح بالشجاعة والجرأة والحضور الذهني والأهم من ذلك الإيمان بقدرتك على الوصول إلى هدفك، فتلك خصال حتماً لا تتوفر سوى في “الجوهرة” الجزائرية رياض محرز الذي تحول إلى “بطل وطني” بكل المقاييس لدى الجزائريين ومتابعي منتخب بلاده.

تمكن نجم مانشستر سيتي من قيادة الخضر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا التي تختتم الجمعة في القاهرة، بطريقة رائعة جعلت الجميع في الجزائر يرفع له القبعة ويكيل له عبارات المديح والثناء.

فعندما كانت مباراة الجزائر ونيجيريا في طريقها إلى الانتهاء بالتعادل بهدف لمثله والاحتكام إلى الوقت الإضافي، حصل المنتخب الجزائري على ركلة حرة خارج منطقة الجزاء مباشرة ليظهر محرز ويقول في قرارة نفسه هذه فرصتي لكتابة التاريخ مع “محاربي الصحراء”، حيث أخذ الكرة من زميله يوسف بلايلي وسدد المخالفة بطريقة رائعة لتسكن شباك حارس نيجيريا محرزاً هدفاً أدخل الجزائريين في فرحة جنونية، وكيف لا وهم الذين انتظروا هذه اللحظات منذ 29 عاماً.

كثيراً ما تربط التحليلات لهذه البطولة بين المستوى الذي ظهر به محرز منذ بداية أمم إفريقيا بالمستوى الذي عرف عنه في مانشستر سيتي، رغم أنه نفى ذلك مراراً وتكراراً، وحتى في مباراة نيجيريا وقبل لقطة “الهدف التاريخي” كان أداؤه متوسطاً، رغم أنه كان وراء الهدف الأول الذي سجله إيكونغ بالخطأ ضد مرماه.

لكن إحرازه لهذا الهدف الرائع الذي صعد بالجزائر إلى نهائي البطولة القارية جعل منه بطلاً في بلاده ودفع الجميع إلى نسيان مستوياته المتواضعة مع “الخضر” حتى الآن.

واعترف محرز بأن الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا هو الأهم في مسيرته مع المنتخب الجزائري الذي انضم إليه عام 2014، وقال: “وصول الجزائر إلى المباراة النهائية شيء لا يصدق، نحلم الآن بالتتويج بكاس أمم إفريقيا”.

يدرك محرز جيداً أهمية الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا، ليس فقط في مسيرته الشخصية كلاعب يأمل في التتويج بالمزيد من الجوائز الفردية، وإنما لوقعه على شعب يتنفس كرة القدم وشغوف بها إلى درجة لا توصف.

وأصبح محرز، الذي كان يوصف أحياناً بـ ”الكسل” لأنه لا يقوم بالأدوار الدفاعية مع المنتخب بخلاف الحال مع ناديه ليستر بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في 2016 ثم مانشستر سيتي، هو القائد الفعلي لـ ”المحاربين”، فهو يحمل شارة القيادة وهو من يدفع بزملائه إلى بذل المزيد من خلال عمله الدؤوب هجومياً ودفاعياً.

تغيّر أداء اللاعب مع المنتخب الجزائري يرجعه المتابعون إلى جمال بلماضي، الذي حمّله مسؤولية كبيرة من خلال منحه شارة القيادة، وأيضاً حتى استشارته في الأمور الفنية.

يتطلع محرز الذي وصفته صحيفة "ليكيب" الفرنسية بـ”اللاعب الناري”، والذي جعل منه مانشستر سيتي نجماً فوق العادة، إلى المزيد من التوهج والتألق وربما يكون هو أفضل لاعب إفريقي لعام 2019، وأفضل هداف لكأس إفريقيا، لكن قبل ذلك عليه أن يصنع الفارق مرة أخرى في المباراة النهائية أمام السنغال.