تشهد المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم السبت بين بايرن ميونخ الألماني وتشلسي الإنجليزي على ملعب آليانز آرينا في ميونخ صراع الأجيال بين مدربي الفريق البافاري "الثعلب العجوز" وصاحب الخبرة يوب هاينكيس، والفريق اللندني "الذئب الشاب" الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي بدأ يصنع لنفسه اسماً في القارة العجوز.
- الخبرة:
الأفضلية دون أدنى شك تصب في مصلحة هاينكيس المدرب العجوز (67 عاماً) الذي سبق له التتويج باللقب لاعباً ومدرباً.
هذا الهداف المحنك أحرز كل الألقاب الممكنة مع بوروسيا مونشنغلادباخ والمنتخب الألماني عندما كان عمر منافسه الإيطالي 5 أعوام.
يملك هاينكيس الرحالة خبرة كبيرة في مسيرته التدريبية التي بدأها مع بوروسيا مونشنغلادباخ مروراً بأتلتيك بلباو وريال مدريد الإسبانيين وبنفيكا البرتغالي وباير ليفركوزن الألماني وصولاً إلى بايرن ميونيخ، حيث خاض 149 مباراة في الكؤوس الأوروبية أبرزها تتويجه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد عام 1998.
- الشخصية:
كلاهما قادر على التزام الهدوء في أية حالة، ويتفاديان معاً التصريحات المدوية، خلافاً للأسلوب الاستفزازي لمدرب النادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو.
مع مر السنين، محا المدرب الألماني طبعه العصبي وتحول إلى شخص هادئ وبمثابة "المدرب الأب" للاعبي الفريق، والذي منذ استلامه الصيف الماضي مهام الإدارة الفنية لبايرن ميونخ للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، نجح في بث الثقة التي كانت تغيب عن لاعبي الفريق في الأيام الأخيرة لسلفه الهولندي لويس فان غال.
ويبقى أبرز مثال المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان شبه غائب خلال الفترة التدريبية للأخيرة قبل أن يصبح عنصراً فعالاً في التشكيلة بقدوم هاينكيس وقدم أحد أفضل مواسمه منذ انتقاله إلى صفوفه عام 2007 قادماً من مرسيليا الفرنسي. كما يتميز هاينكيس بصفة المدرب الذي يعرف كيف يحمي لاعبيه في الأوقات الصعبة كما حصل في المشادة بين ريبيري و الهولندي آريين روبن الشهر الماضي.
من جهته، أعاد دي ماتيو الهدوء والثقة إلى غرفة ملابس البلوز بعد الاضطرابات التي شهدتها إبان فترة فيلاس بواش الذي كان غاضباً من مخضرمي الفريق أمثال فرانك لامبارد.
دي ماتيو متواضع بطبعه لكنه يبدي ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية، فهو لا يتردد بالحسم في اختياراته الرياضية إلى حد أنها قد تعرضه إلى النقد.
فخلال ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة أمام مستضيفه بنفيكا البرتغالي عندما فاز 1-0، دفع دي ماتيو بتشكيلة غير متوقعة ضمت لاعبين نادراً ما لعبوا هذا الموسم بينهم الدولي العاجي سالومون كالو (مسجل هدف الفوز) في برشلونة، واعتمد استراتيجية دفاعية محكمة ومنضبطة على الطريقة الإيطالية بعيداً عن الاستعراض وهي الخطة التي كانت لا محالة أدت إلى السخرية والنقد لو أنها لم تؤت ثمارها.