كشفت وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا أن الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم البرازيلي جواو هافيلانج حصل على رشوة من الشريك التسويقي السابق لفيفا "آي آس إل"، الشركة التي أعلنت إفلاسها في العام 2001.
وكشفت الوثائق أن هافيلاندج (96 عاماً) الذي تربع على رئاسة الاتحاد الدولي لمدة 24 عاماً قبل ان يخلفه السويسري جوزف بلاتر عام 1998، حصل على مبلغ قدره 1.5 مليون فرنك سويسري من"آي إس إل"، فيما نال رئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا سابقاً ريكاردو تيكسيرا 12.74 مليون فرنك سويسري على أقل تقدير.
وتم تفصيل الرشوة في وثائق نشرتها المحكمة العليا في سويسرا وكشفتها للعلن شبكة "بي بي سي" البريطانية، كما نشرها الموقع الرسمي للفيفا أيضاً من أجل التأكيد أن الرئيس الحالي بلاتر لا علاقة له بها مضيفاً: "القرار الذي اتخذته المحكمة الفدرالية السويسرية يؤكد أن هناك مسؤولين أجنبيين فقط سيتم نشر اسميهما كجزء من القضية، ورئيس الفيفا الحالي ليس متورطاً في هذه القضية".
لكن الوثائق التي نشرتها المحكمة تشير إلى أن رئيس الفيفا كان على علم بحصول هافيلانج وتيكسيرا على الأموال، وبأن الاتحاد الدولي اضطر لدفع مبلغ 2.5 مليون فرنك سويسري كتعويض شرط أن يتم إسقاط أي إجراء قضائي ضد هافيلانج وتيكسيرا.
وكان هافيلانج قد استقال آواخر العام الفائت من اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام من جلسة التحقيق المقررة معه في هذه القضية بالذات.
وجاءت استقالة هافيلانج لتفادي إيقافه من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، في حين بررت الصحف البرازيلية استقالته لتقدمه في العمر وسوء حالته الصحية.
وكانت لجنة الأخلاق في اللجنة الأولمبية الدولية قد فتحت في حزيران الفائت تحقيقاً مع هافيلانج، عضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ العام 1963، بشأن الرشوة التي تلقاها عام 1997.
وكتبت الصحف البريطانية آنذاك أن هافيلانج، الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم، دخل قفص الاتهام بعد تلقيه رشوة قيمتها مليون دولار أميركي عام 1997، وكان بلاتر على علم بذلك لكنه لم يقم بأي ردة فعل، وذلك من خلال ما بثه برنامج بانوراما الفضائحي على بي بي سي.
وترتكز المزاعم على تلقي هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي ما بين 1974 و1998 وأقدم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية رشوة من آي إس إل، بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض فتح تحقيق في هذا الموضوع بحسب ما أضافت الصحيفة.
يذكر أن بلاتر من أشد المقربين لهافيلانج، المحامي السابق الذي مثل البرازيل في مسابقة السباحة في الألعاب الأولمبية عام 1936 وفي مسابقة كرة الماء في ألعاب هلسنكي 1956، وعمل أميناً عاما للاتحاد الدولي بين 1981 و1998 قبل أن يخلف البرازيلي المحنك في سدة الرئاسة.
ولعب هافيلانج دوراً رئيساً في عمل اللجنة الأولمبية، وفي اجتماعها في كوبنهاغن عام 2009 كان عنصراً ريادياً في ملف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي حصلت على حق استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2016، متفوقة على مدن شيكاغو الأميركية ومدريد الإسبانية وطوكيو اليابانية.
أما بالنسبة لتيكسيرا، فقد استقال بدوره من رئاسة الاتحاد البرازيلي وعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ومن منصبه رئيساً للجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014.
وجاءت استقالة تيكسيرا (64 عاماً) الذي كان "رجل" هافيلانج، على خلفية تحقيق فتحته السلطات البرازيلية في تشرين الأول الفائت من أجل التأكد من الأخبار التي أشارت إلى أنه كان يبيض الأموال من خلال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، علماً بأن شبكة "بي بي سي" البريطانية كانت بثت تقريراً عام 2010 يكشف أن تيكسيرا حصل من آي إس إل على مبلغ 9.5 ملايين دولار رشوة من أجل عقد حقوق النقل التلفزيوني لمباريات كأس العالم.