يشهد ملعب ويمبلي الشهير بإنجلترا الليلة النهائي الحلم للكرة الألمانية التي يلعب اثنان من أنديتها وجهاً لوجه لأول مرة، إذ يلتقي بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند.
ورغم كون ألمانيا قوة كروية عظمي إلا أن تاريخها في دوري أبطال أوروبا لم يشهد سوى ست مرات تتويج فقط منذ انطلاق المسابقة الأوروبية للأندية عام 1955.
وكان نصيب بايرن من هذه التتويجات أربع مرات آخرها موسم 2000-2001 أي منذ 12 عاماً كاملة بينما كانت المرة الأولى موسم 1973-1974 والثانية في الموسم التالي 1974-1975، والثالثة موسم 1975-1976.
ثم احتاج الفريق البافاري ربع قرن كامل ليفوز بها مجدداً موسم 2000-2001.
ومع البافاري، حققت الكرة الألمانية اللقب الأوروبي مرتين آخريين ولكن عن طريق الطرف الثاني لنهائي اليوم دورتموند موسم 1996-1997 وهامبورغ موسم 1982-1983 وقت الجيل الذهبي للفريق الذي خسر هذا الموسم بتسعة أهداف أمام بايرن في الدوري المحلي الشهر الماضي.
ويتساوي بايرن مع أندية برشلونة وأياكس في عدد مرات الحصول علي لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات لكلٍ منهما بينما ما زال ريال مدريد علي القمة بتسع مرات، يليه ميلان بسبع مرات وليفربول بخمس مرات.
ويعد نهائي الليلة حلماً جميلاً للألمان الذين ينتظرونه بفارغ الصبر للإعلان رسمياً عن تسلم الكرة الألمانية لمقاليد الحكم الكروي الأوروبي من الأسبان لانه لن ينسى أحداً أبداً أن الفريقين أطاحا في طريقهما للمباراة النهائية بالريال والبارسا الإسبانيين بلا رحمة، وكل منهما يعتبر منتخب عالم لما يضمه من نجوم لامعة من شتى أنحاء العالم.
ولم يكن تأهل بايرن أو دورتموند بضربة حظ وإنما جاء عن جدارة واستحقاق، إذ لقن البافاري نظيره برشلونة درساً كروياً قاسياً للغاية بالفوز ذهاباً وإياباً 4-0 و3-0 على التوالي، وهي قسوة أذاقها نجوم البارسا للمنافسين من قبل.
ولم يكن دورتموند أقل من مواطنه إذ ضرب الريال بنتيجة 4-1 ذهاباً، وخسر بصعوبة إياباً بنتيجة 0-2، وأطاح بأحلام النادي الملكي في العودة لمنصات التتويج من جديد.
وينحاز التاريخ الليلة لصالح بايرن علي حساب غريمه فالأول تأهل تسع مرات للنهائي كان آخرها الموسم الماضي بينما الثاني لم يظهر إلا مرة وحيدة وهي التي توج فيها باللقب.
ولكن ليس بالتاريخ وحده تتحقق الإنجازات لأن دورتموند يطمح بقلب الطاولة على جاره الباحث عن السيطرة على جميع البطولات هذا الموسم كونه حقق لقب الدوري الألماني بفارق 25 نقطة عن منافسه صاحب الوصافة.
والمثير أن البافاري الذي يلعب نهائي كأس ألمانيا السبت المقبل أمام شتوتغارت سبق وأن أطاح بمنافسه في لقاء الليلة من ربع نهائي كأس ألمانيا بالفوز عليه بهدفٍ دون رد سجله الهولندي آريين روبن.
لذا، يملك قطبا النهائي الليلة دوافع قوية للغاية للوصول لمنصة التتويج الأوروبية، فبايرن بقيادة مديره الفني بوب هاينكيس المبدع يرفع شعار جمع كافة البطولات، فبعد الدوري الألماني يسعى لخطف دوري الأبطال الأوروبي الليلة ليتبعه السبت المقبل بكأس ألمانيا ليحقق الثلاثية التي يليها مواجهتا كأس السوبر الأوروبي أمام تشلسي وكأس السوبر الألماني وكأس العالم للأندية.
أما دورتموند بقيادة الطموح يورغن كلوب فيطمع بدوره ألا يخرج خال الوفاض أمام غريمه ولا سيما أن الفوز الليلة سيفتح أمامه الطريق للمنافسة على لقبين آخرين هما كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
وقدم هاينكيس في آخر موسم له مع بايرن الذي سيغادره تاركاً إياه للموهوب جوسيب غواردويولا أداءً استثنائياً بالفعل وصنع جيلاً تاريخياً من النجوم.
ولم يكن كلوب مع دورتموند أقل شأناً من نظيره هاينكيس بل قدم هو الآخر فريقاً جماعياً لا يعتمد على النجم الأوحد بل يلعب بطريقة جماعية دفاعاً وهجوماً لذا ستون المواجهة التكيتكية بينهما على أشدها ولن يخلو الحوار الكروي بين هاينكيس وكلوب على دكة البدلاء خالياً من الخدع والمكر الكروي للوصول لمنصة التتويج.
وأخيراً، يعتمد البافاري على مجموعة من النجوم العالميين ذوي المهارات والأسماء الشهيرة في مقدمتهم الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي روبن والألماني توماس مولر والقائد فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر.
أما دورتموند فيعتمد في المقام الأول على مجموعة من اللاعبين الشبان المتخرجين من قطاع ناشئي النادي ليقدم تجربة فريدة من نوعها للعالم كله من خلال الاعتماد الذاتي.
ويتميز الفريق الأصفر والأسود بالجماعية والضغط الهجومي المكثف لا سيما من الثلاثي البولندي روبرت ليفاندوسكي صاحب الرباعية في شباك الريال والورقة الرابحة للفريق، ومعه زميلاه ماركو رويس وياكوب بلاجتشيكوفسكي (كوبا).
وتجري المواجهة الألمانية الخالصة تحت رقابة تحكيمية إيطالية بقيادة الحكم الدولي نيكولا ريتزولي الذي سبق له إدارة نهائي الدوري الأوروبي عام 2010.