يستعيد المنتخب النيجيري حضوره القاري اليوم الاثنين بمواجهة نظيره بوركينا فاسو في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة للنسخة التاسعة والعشرين من بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها جنوب إفريقيا.
وغاب المنتخب النيجيري عن النسخة الماضية للبطولة، ولكن ذلك لا يقلل من قوة الفريق الفائز بلقب كأس إفريقيا مرتين عامي 1980 و1994 بجانب حصوله على لقب الوصيف أربع مرات.
وتكتسب هذه البطولة أهمية قصوى للمدرب الوطني ستيفن كيشي، الذي يسعى لاقتناص اللقب كمدرب بكل قوة بعدما سبق له وأن رفع كأس البطولة وهو لاعب عام 1994.
وتولى كيشي تدريب المنتخب النيجيري في نوفمبر 2011 خلفاً لمواطنه سامسون سياسيا الذي فشل في قيادة الفريق لنهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية.
ولكن كيشي سيعاني كثيراً من الضغوط نظراً للتوقعات الهائلة التي تلاحق المنتخب النيجيري في كل بطولة يخوضها.
ومن أبرز اللاعبين في صفوف المنتخب النيجيري، لاعب الوسط جون ميكيل أوبي القادم من تشلسي الإنجليزي، والمدافع المخضرم جوزيف يوبو نجم فينيرباهتشة التركي والنجم الصاعد فيكتور موزيس مهاجم تشلسي.
ويمثل خط هجوم الفريق أحد أهم عوامل تفوق نيجيريا إذ يضم إيمانويل أمونيكي (25 عاماً) نجم سبارتاك موسكو الروسي، وإيكيتشوكو أوتشي مهاجم فياريال الإسباني.
بينما يفتقد الفريق في البطولة جهود أكثر من نجم بارز مثل ياكوبو إيوغبيني مهاجم إيفرتون الإنجليزي سابقاً والمحترف حالياً في الصين والذي لم يشارك مع الفريق منذ فبراير الماضي، وأوبافيمي مارتينز نجم نيوكاسل الإنجليزي سابقاً وليفانتي الإسباني حالياً، وبيتر أوديمونغي مهاجم ويست بروميتش ألبيون، وجون أوتاكا مهاجم مونبلييه الفرنسي، وتايي تايو مدافع ميلان الإيطالي المعار إلى دينامو كييف الأوكراني.
ويدرك المنتخب النيجيري أن لضربة البداية أهمية قصوى، خاصة أنه مقبل على معركة مجهولة النتائج مع منتخب زامبيا حامل اللقب في الصراع على التأهل إلى دور الثمانية، أو ربما الصراع على صدارة المجموعة الثالثة.
ومن المتوقع أن يبدأ كيشي اللقاء بضغط هجومي مكثف أملاً في تسجيل هدف مبكر يربك به حسابات الخصم، ويكون خير عون في طريق تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الفوز بنقاط المباراة.
وعلى الجانب الآخر، فإن منتخب بوركينا فاسو يدرك أنه رغم خروجه المبكر من بطولتي كأس الأمم الإفريقية 2010 و2012، أنه قادر على العودة بقوة لإثبات وجوده في العرس الإفريقي.
ويأمل الفريق في ألا يكون مصيره في البطولة الحالية مماثلاً للبطولتين الماضيتين رغم وقوعه في مجموعة صعبة للغاية هي المجموعة الثالثة مع منتخبي زامبيا حامل اللقب ونيجيريا العائد إلى الظهور في النهائيات بطموحات كبيرة إضافة للمنتخب الإثيوبي العائد أيضاً للنهائيات.
وظل المنتخب البوركيني من المشاركين بصفة دائمة في البطولات الإفريقية منذ عام 1996 وحتى 2004 لكنه فشل ببلوغ النهائيات في بطولتي 2006 و2008، كما اختلف الفريق كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية عما كان عليه في بطولة عام 1998 التي استضافتها بلاده وحقق فيها الفريق أفضل نتائجه على الإطلاق حين وصل للمربع الذهبي.
ويعتمد الفريق حالياً على مجموعة جيدة من اللاعبين المحترفين بالخارج وفي مقدمتهم موموني داغانو لاعب السيلية القطري وآلان تراوري لاعب أوزير الفرنسي سابقاً ولوريان الفرنسي حالياً، وبكاري كوني نجم دفاع ليون الفرنسي، وجميعهم ممن اكتسبوا خبرة كبيرة من مشاركاتهم العديدة مع المنتخب وكذلك في أنديتهم علماً بأنهم جميعا شاركوا في البطولة الماضية وأصبح لديهم الإصرار على تغيير الصورة ومحو آثار الهزائم الثلاث التي مني بها الفريق.
وما يضاعف من آمال منتخب بوركينا فاسو في النهائيات أنه يعتمد على هجومه القوي بقيادة المهاجم الخطير داغانو وأريستيدي بانسي مهاجم سامسون سبور التركي سابقاً وأوغسبورغ الألماني حالياً.
ويقود الفريق المدرب البلجيكي بول بوت (56 عاماً) الذي تولى قيادته خلفاً للبرتغالي باولو دوراتي الذي تولى المسؤولية عام 2008 وقاده لنهائيات كأس الأمم الإفريقية عامي 2010 و2012، ولكنه أقيل بعد الخروج المبكر من البطولة الماضية.
ويدرك المدرب بوت أن فرصته في هذه المجموعة قد تعتمد على حصد نقطة التعادل على الأقل من نسور نيجيريا ثم الفوز على إثيوبيا انتظاراً لما يمكن أن يقدمه في مواجهة حامل اللقب بعد اكتساب بعض الثقة.