مينيزيس... نقمة أبدية أم رمز راسخ؟

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2012 - 09:47 GMT
البوابة
البوابة

يبدو أن البرازيل لا تفكر بالتفريط بتاتاً بلقب سادس على مستوى كأس العالم لكرة القدم وذلك في النسخة العشرين المقررة في ضيافتها عام 2014.

على رغم محاولة كثيرين في "بلاد السامبا" التغاضي عن فشل عام 1950 الذي شهد سقوط المنتخب على أرضه في المباراة الختامية للمونديال الرابع أمام الأوروغواي 1-2، فإن آخرين يتساءلون عن المعطيات التي يستند اليها المتفائلون في قدرة رجال المدرب مانو مينيزيس على انتزاع النجمة السادسة وتفادي الوقوع مجدداً بعد 64 سنة تحديداً، في مطب العجز عن التتويج أمام الجماهير المحلية.

يبدو منتخب البرازيل في الوقت الراهن مفتقداً لتلك الهيبة التي لطالما ارهب بها الخصوم، علماً بأنه يشغل المركز الثاني عشر في سلّم التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة "الفيفا".

صحيح أن ثمة متسعاً من الوقت قبل المونديال، إلا أن المؤشرات لا توحي بتفاؤل مسلّم به حيال حظوظ الفريق في سلّم التوقعات.

لا شك بأن لويز أنتونيو فينكر دي مينيزيس، وهو الاسم الكامل للمدرب مانو مينيزيس (50 عاماً) يعمل بجد في سبيل بناء تشكيلة قادرة على ولوج النقطة الأعلى من منصة التتويج في كأس العالم المقبلة، غير أن المنصب يبدو حقاً أكبر منه، فهو لا يملك سجلاً "ثقيلاً" كلاعب، والكثيرون من عشاق كرة القدم البرازيلية حول العالم استغربوا تعيينه خلفاً لكارلوس دونغا في 24 تموز 2010.

كان مينيزيس الخيار الثاني بالنسبة للاتحاد المحلي بعدما رفض نادي فلوميننسي تحرير مدربه موريتشي راماليو لتولي المهمة الوطنية.

بدت الشخصية الهادئة التي يتمتع بها مانو مثالية لفريق وجد نفسه فجأة تحت الضغط، إلا أن ذلك لم يفرز نتائج مشجعة على "المستطيل الأخضر"، فقد سقطت البرازيل بقيادة مينيزيس في اختبارها الجدي الأول، تحدياً في "كوبا أميركا 2011" بالأرجنتين، قبل أن تتعرض لنكسة في أولمبياد لندن 2012 عندما استسلمت للمكسيك 1-2 في النهائي لتضيع على نفسها فرصة التتويج بأول ميدالية أولمبية ذهبية في مسابقة كرة القدم.

وجرّب المدرب الكثير من اللاعبين منذ توليه الدفة، غير أن التشكيلة لم تعرف حتى الساعة سوى ثلاثة أو أربعة اسماء شبه ثابتة تعود لنيمار، مارسيلو ودانييل ألفيش يضاف إليهم هالك المنتقل حديثاً من صفوف بورتو البرتغالي إلى زينيت الروسي.

وبالتالي يبدو الفريق غير مكتمل ومفتقداً الشخصية، لا يعرف ماذا يريد وذلك قبل أقل من عامين على المونديال.

خاض "راقصو السامبا" في 2010 أربع مباريات ودية رسمية بقيادة مينيزيس، ففازوا على مستضيفتهم الولايات المتحدة 2-0، وإيران 3-0 في أبوظبي، وأوكرانيا 2-0 في إنجلترا، قبل أن يخسروا أمام الأرجنتين 0-1 في الدوحة.

في 2011، خسرت البرازيل أمام فرنسا 0-1 في باريس، ثم تغلبت على اسكتلندا 2-0 في لندن، وتعادلت مع ضيفتها هولندا سلباً، ثم هزمت رومانيا 1-0 في ساو باولو.

وبدت البرازيل جاهزة لـ "كوبا أميركا" في الأرجنتين، إلا أنها بدأت الحملة بتعادل سلبي مع فنزويلا، ثم أعادت الكرة مع الباراغواي ولكن بتعادل إيجابي 2-2 قبل أن تختتم الدور الأول بفوزٍ على الإكوادور 4-2.

وفي ربع النهائي، التقت الباراغواي مجدداً وسقطت أمامها بركلات الترجيح.

وخاض الفريق بعدها غمار سلسلة من الاختبارات الودية، فخسر أمام المانيا 2-3 في شتوتغارت، وهزم غانا 1-0 في إنجلترا، ثم تعادل مع مستضيفته الأرجنتين 0-0 وفاز عليها 2-0 في ضيافته.

وحقق ثلاثة انتصارات في نهاية العام جاءت على حساب مستضيفته المكسيك 2-1، ومضيفته الغابون 2-0، ومصر 2-0 في قطر.في 2012، خاضت البرازيل 8 مباريات ودية حتى الآن، فتغلبت على البوسنة والهرسك 2-1 في سويسرا، على مستضيفتها الدنمارك 3-1، وعلى مستضيفتها الأخرى الولايات المتحدة 4-1، ثم خسرت أمام المكسيك 0-2 والأرجنتين 3-4 في الولايات المتحدة، قبل أن تفوز على مستضيفتها اسوج 3-0، وضيفتها جنوب إفريقيا 1-0، وأخيراً ضيفتها المغمورة الصين 8-0.

اللافت أن الفريق الذي قوبل بصافرات الاستهجان بعد المباراة أمام جنوب إفريقيا، سعى لمصالحة جماهيره من خلال الفوز على الصين التي لم تلج بطولة كأس العالم سوى في مناسبة واحدة (2002) وودعت التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 مبكراً جداً.

مينيزيس نفسه قاد المنتخب الأولمبي في "لندن 2012"، ففاز الفريق على بريطانيا 2-0، مصر 3-2، بيلاروسيا 3-1، نيوزيلندا 3-0، هندوراس 3-2، وفي نصف النهائي على كوريا الجنوبية 3-0، قبل أن يستسلم في النهائي أمام المكسيك 1-2، الأمر الذي هدد المدرب في منصبه، علماً بأنه - أي مينيزيس - لا يحظى بدعم مطلق من الاتحاد المحلي في ظل المطالبة بإقالته من أكثر من جهة.

فقد قال ماركو بولو ديل نيرو، نائب رئيس الاتحاد، لإحدى الصحف المحلية: "الفريق على الطريق السليم لكن هذا لا يعني أن مانو سيبقى".

وأضاف: "لست صاحب القرار. رئيس الاتحاد خوسيه ماريا مارين هو من يملك الكلمة الفصل. المسألة مفتوحة على كل الاحتمالات، وهذا ما يتوجب ان يكون عليه الحال".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن