انتهى أخيراً انتظار بريطانيا الطويل بعدما تمكنت الدولة التي اخترعت التنس بشكلها الحديث من الفوز بأول لقب في البطولات الأربع الكبرى في عصر الاحتراف بتتويج آندي موراي بلقب بطولة أميركا المفتوحة أمس الأول الاثنين.
وانتهت بذلك الدعابات حول المضارب الخشبية والسراويل البيضاء الطويلة التي كان اللاعبون يستخدمونها في منافسات التنس سابقاً، وسيكون الآن بوسع فريد بيري آخر بريطاني فاز بلقب في البطولات الأربع الكبرى عام 1936 أن يرقد بسلام.
وانتظر موراي نفسه طويلاً حتى يحقق هذا الإنجاز. وكان موراي (25 عاماً) على مستوى التوقعات الكبيرة التي عُقدت عليه لإنهاء غياب بريطانيا عن الألقاب في البطولات الأربع الكبرى.
وبعد خسارة المباراة النهائية أربع مرات في البطولات الأربع الكبرى، رد موراي على المنتقدين بالفوز على نوفاك ديوكوفيتش المدافع عن اللقب في مباراة مثيرة من خمس مجموعات.
وقال موراي: "لقد تم التشكيك كثيراً في قدراتي عندما اقتربت قبل ذلك من الفوز بلقب في البطولات الأربع الكبرى".
وأضاف اللاعب الاسكتلندي: "اتمنى الآن أن يساهم الفوز في إلهام الأطفال بممارسة التنس والابتعاد عن التفكير السائد بأن لاعبي بريطانيا ليس بوسعهم الفوز بالألقاب".
وفي 2010 بكى موراي عندما خسر نهائي بطولة استراليا المفتوحة أمام روجيه فيدرر، وكرر الأمر ذاته عندما خسر أمام اللاعب السويسري في نهائي ويمبلدون في يوليو الماضي.
لكن موراي بكى يوم الاثنين من الفرحة بعدما حقق آمال بلاده وفاز بنتيجة 7-6 و7-5 و2-6 و3-6 و6-2.
وقال موراي: "كنت مفعماً بالمشاعر بكل تأكيد. بكيت قليلاً في الملعب. لست حزيناً بل سعيد جداً".
وأضاف: "لم أصدق ما حصل بعض الشيء لأنه عندما كنت في هذا الموقف قبل ذلك لم أكن احقق الفوز. كنت أسأل نفسي هل سأفوز يوماً ما باللقب؟ وعندما حدث ذلك شعرت بسعادة بالغة".
واحتاج موراي المولود في غلاسغو إلى خوض رحلة طويلة حتى توج باللقب.
وكان موراي تلميذاً في مدرسة دنبلين الابتدائية وكان حاضراً عام 1996 عندما قتل مسلح 16 طالباً ومدرساً قبل أن يطلق النار على نفسه.
وكان موراي يبلغ من العمر وقتها ثماني سنوات واختبأ أسفل الطاولة.
وعندما بلغ موراي عامه الخامس عشر انتقل إلى برشلونة لإنعاش مشواره في التنس وبلغ مباراته النهائية الأولى في البطولات الأربع الكبرى عام 2008 في أميركا المفتوحة وخسر بثلاث مجموعات متتالية.
وتأهل موراي إلى نهائي بطولة استراليا المفتوحة 2010 وكرر الآمر ذاته في العام التالي لكنه خسر كل هذه المواجهات ليثير الشكوك حول قدرته على التألق في اللحظات الصعبة.
وعين موراي إيفان ليندل المصنف الأول عالمياً سابقاً لتدريبه وبدأت الأمور تتغير.
وأصبح موراي أول بريطاني يبلغ نهائي بطولة ويمبلدون منذ 1938 ورغم أنه خسر اللقاء فإنه تمكن أخيراً من الفوز بمجموعة.
وبعد أسابيع من خسارته أمام فيدرر ثأر من اللاعب السويسري على الملعب ذاته وأحرز الميدالية الذهبية في منافسات فردي الرجال بأولمبياد لندن.