يخوض يوفنتوس الإيطالي اختباراً مصيرياً عندما يواجه أتلتيكو مدريد الإسباني وهو متخلف بهدفين نظيفين، بينما تبدو الطريق ممهدة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي لعبور شالكه الألماني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم.
على ملعبه في تورينو يأمل يوفنتوس أن يؤتي الاستثمار الذي وضعه بالنجم كريستيانو رونالدو حين تعاقد معه الصيف الماضي من ريال مدريد مقابل قرابة 100 مليون يورو، ثماره اليوم وتعويض خسارة الذهاب أمام أتلتيكو مدريد.
وفي حديث له مع قناة النادي عشية اللقاء المرتقب مع فريق المدرب دييغو سيميوني، قال رونالدو: "لم نكن نتوقع بأن نخسر لقاء الذهاب 0-2، لكن أي شيء قد يحصل ونريد أن نرد بأفضل طريقة على أرضنا وأمام جماهيرنا. إنها أمسيات رائعة ومذهلة؛ تلك هي أمسيات دوري أبطال أوروبا".
وأردف البرتغالي الذي قاد ريال مدريد إلى اللقب القاري خلال المواسم الثلاثة الماضية: "الفريق واثق من خوض مباراة رائعة وأنا أيضاً. أقول للمشجعين، فكروا بإيجابية، لنؤمن بحظوظنا، استعدوا للعودة".
وبدا أن الأسلوب الدفاعي لأتلتيكو ويوفنتوس سيكون سيد الموقف وأنهما سيخوضان لقاء الإياب وهما على المسافة ذاتها من بعضهما، لكن نادي العاصمة الإسبانية نجح في أمسية العشرين من فبراير في خطف هدفيه في الدقائق الأخيرة بفضل مدافعيه خوسيه ماريا خيمينز في الدقيقة 78 ودييغو غودين (83).
واستحق أتلتيكو أن يخرج منتصراً من اللقاء، إذ أصاب العارضة وتدخلت تقنية الفيديو لإلغاء قرار الحكم الرئيسي بمنحه ركلة جزاء في الشوط الأول، ثم لإلغاء هدف لمهاجم يوفنتوس السابق ألفارو موراتا القادم في يناير الماضي إلى فريق المدرب الأرجنتيني سيميوني من تشيلسي.
ورغم أفضلية الهدفين، حذر مهاجم أتلتيكو أنتوان غريزمان من مباراة الإياب، حيث قال: "ستكون المباراة مشابهة للقاء الذهاب صعبة. الجمهور كان خلفنا وساندنا في لحظات معقدة. حاولنا الهجوم دون أن نترك خلفنا الكثير من المساحات".
ويعوّل يوفنتوس كثيراً على رونالدو الذي أطاح به من ربع النهائي الموسم الماضي بتسجيل ثنائية في تورينو قاد بها ريال للفوز 3-0 في الذهاب ثم سجل هدف التأهل في الوقت القاتل إياباً (خسر ريال 1-3)، من أجل تكرار ما حققه النجم البرتغالي في أبريل 2016 حين سجل ثلاثية حول بها خسارة فريقه ذهاباً أمام فولفسبورغ الألماني بهدفين نظيفين.
والعودة من بعيد ليست مستبعدة بالنسبة ليوفنتوس، إذ سبق أن حقق ذلك 8 مرات في دوري الأبطال، بينها مباراة في ربع نهائي نسخة 1996 ضد ريال مدريد في طريقه لإحراز لقبه الثاني والأخير.
وقالت صحيفة "كورييري ديلو سبورت": "رونالدو موجود مع يوفنتوس من أجل ذلك، لا يمكن أن يخطئ في مثل هذه المباريات.
"لم يوقع من أجل الفوز بلقب الدوري أو تعزيز المبيعات، يوفنتوس ينتظر إنهاء أعوام من الخيبة أوروبياً"، في إشارة منها إلى خسارته نهائي المسابقة خمس مرات منذ تتويجه الأخير عام 1996، بينها مرتان في الأعوام الأربع الأخيرة ضد قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد.
في لقاء الذهاب، لم تكن عودة رونالدو إلى العاصمة مدريد موفقة بعد أن تركها الصيف الماضي إثر 10 مواسم مع ريال مدريد، إذ كان حاضراً غائباً في اللقاء ولم يسجل حضوره سوى بفرصة واحدة من ركلة حرة ثم في الشوط الأول.
وبعد أن أراحه المدرب ماسيميليانو آليغري مع الكثير من النجوم في مباراة الدوري الإيطالي الجمعة ضد أودينيزي (4-1)، يأمل رونالدو أن يقدم اليوم المستوى الذي جعله نجم المسابقة القارية التي أحرز لقبها خمس مرات وسجل فيها 121 هدفاً، بينها 57 هدفاً حاسماً.
وبعد أن أنهى المواسم الستة الماضية كأفضل هداف في المسابقة، وصل رونالدو إلى الشباك مرة واحدة فقط هذا الموسم ومنذ الخسارة أمام أتلتيكو لم يسجل أي هدف في الدوري المحلي، مما جعله يتنازل عن صدارة ترتيب الهدافين لمهاجم يوفنتوس السابق وسامبدوريا الحالي فابيو كوالياريلا (19 مقابل 20).
والمشكلة التي تواجه يوفنتوس أنه يحتاج لتسجيل هدفين من أجل إعادة المواجهة إلى نقطة الصفر ضد فريق متخصص في الدفاع لم يتلق أي هدف في أي من مبارياته الخمس الأخيرة.
ورونالدو الذي سجل 22 هدفاً في شباك الجار اللدود أتلتيكو خلال مواسمه العشرة مع ريال، تحدث عن فريق سيميوني قائلاً: "الجميع يعلم بأنهم فريق قوي، يدافعون بشكل جيد ولا يخاطرون كثيراً ويلعبون على الهجمات المرتدة، لكننا جاهزون وسنقوم بكل ما باستطاعتنا للفوز عليهم".
وقد تكون مباراة اليوم مصيرية لأليغري الذي وجهت إليه الكثير من الانتقادات بعد مباراة الذهاب بسبب أسلوبه المتحفظ، وحتى أن بعض التقارير المحلية تحدثت عن تقدمه بالاستقالة لكن رئيس النادي أندريا أنييلي رفضها.
وفي تحليله لرغبة يوفنتوس بإحراز اللقب القاري، قال المدرب البالغ 51 عاماً: "أعتقد أن التوقعات بإحراز اللقب أصبحت مرتفعة جداً لدرجة الهوس. منذ وصولي إلى هنا، كانت مسابقة دوري الأبطال الهدف على الدوام، لكن من الخطأ القول بأن الخروج يعني بأن يوفنتوس قد فشل، هذا الأمر يثير سخريتي... إنها مجرد مباراة في كرة القدم. لو عبرنا فسيكون الأمر رائعاً، وإذا لم نفعل فإننا سنحاول الموسم المقبل".
ونجحت تسعة فرق فقط في قلب تأخرها بهدفين في أدوار خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وكان مانشستر يونايتد أول من حقق ذلك خارج أرضه عندما فاز 3-1 على باريس سان جيرمان الأربعاء الماضي.
وقال أليغري: "كلما ازداد الموقف تعقيداً استمتع به. لو فكرت في تجربة أشياء جديدة فإنها تكون في مثل هذه المواقف. قد يكون الحل اللجوء إلى خط دفاع ثلاثي. لكن يتعين التعامل جيداً مع المباراة لأنها قد تستغرق 120 دقيقة".
مانشستر سيتي x شالكه
وعلى ملعبه الاتحاد يستقبل مانشستر سيتي ضيفه شالكه واضعاً نُصب عينه عدم تكرار الأخطاء التي وقع فيها في الذهاب بعدما قلب تخلفه بعشرة لاعبين من 1-2 إلى فوز مثير 3-2، فيما بات مدرب الفريق الألماني دومينيكو تيديسكو أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسه من الإقالة.
ويلخص مدرب سيتي جوسيب غوارديولا معاناة فريقه على ملعب فيلتينز آرينا في غيلسينكيرشين أمام فريق يحتل المركز الرابع عشر في البوندسليغا، قائلاً: "ما زلنا غير مستعدين للقتال من أجل المراحل المتقدمة"، مضيفاً في إشارة إلى تقدم شالكه بهدفين للدولي الجزائري نبيل بن طالب من ركلتي جزاء وطرد مدافعه الدولي نيكولاس أوتاميندي: "منحناهم ركلة الجزاء الأولى، وركلة الجزاء الثانية والبطاقة الحمراء. في هذه المسابقة ما يحصل غير جيد، لو حصل ذلك في مراحل أخرى، لكان انتهى الأمر".
ويدين سيتي بفوزه إلى المهارات الفردية للاعبيه مع المتألق البديل لوروا ساني الذي سجل هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة بعد 7 دقائق من دخوله بدلا من سيرجيو أغويرو، وإلى رحيم ستيرلينغ الذي خطف هدف الفوز في الدقائق القاتلة.
ويسعى سيتي هذا الموسم إلى تحقيق رباعية تاريخية، وأول الغيث إحرازه كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على حساب تشيلسي، فيما انحصر الصراع بينه وبين ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يتصدر بفارق نقطة (74 مقابل 73)، ووصل إلى ربع نهائي كأس إنجلترا، ولكن تبقى المسابقة القارية الأم الأكثر رغبة لرجال غوارديولا.
وتوجب على هذا الأخير أن يواجه أسئلة الصحفيين قبل مباراة الذهاب أمام شالكه التي تمحورت معظمها حول فشله في الفوز باللقب القاري منذ ثمانية أعوام، بعدما كان نجح في تحقيق هذا الإنجاز مرتين في غضون ثلاثة أعوام مع برشلونة عامي 2009 و2011.
ويطالب عشاق سيتي المزيد من التألق على الساحة الأوروبية بانتظار التتويج الأول في تاريخ النادي خاصة بعد استثمار بمليارات الجنيهات وثلاثة ألقاب محلية في الدوري.
ويدرك سيتي جيداً أن الفرصة متاحة أمامه هذا الموسم في الساحة الأوروبية ليقول كلمته الأخيرة، خصوصاً في ظل خروج معظم الأسماء الكبيرة، إذ حجز حتى الآن كل من مانشستر يونايتد ومواطنه وتوتنهام، وبورتو البرتغالي وأياكس أمستردام الهولندي بطاقات التأهل للدور ربع النهائي، وهي أندية لم تصل إلى هذا الدور الموسم الماضي.
وفي مواسمه السبعة مع برشلونة وبايرن ميونيخ، لم يفشل غوارديولا في الوصول إلى نصف النهائي، في حين أن سيتي تأهل إلى المربع الذهبي للمسابقة مرة واحدة في تاريخه عام 2016 عندما خسر أمام ريال مدريد حامل اللقب في الأعوام الثلاثة الأخيرة، والذي خرج وهو يجر أذيال الخيبة هذا الموسم من ثمن النهائي بخسارته في مجمل المباراتين أمام أياكس (3-5).
في المقابل، يخوض شالكه المباراة وهو يعيش في خضم العواصف والأزمات، وتحديداً مدربه تيديسكو (33 عاما)، الذي يرتبط مصيره بإمكانية إقصاء سيتي والتأهل للدور التالي، بعدما منحه المدير الرياضي الجديد يوخين شنايدر مباراتين لإثبات نفسه (أمام سيتي اليوم وأمام ثالث ترتيب الدوري الألماني لايبتزيغ السبت المقبل).
ويخوض شالكه مباراته أمام سيتي بمعنويات ضعيفة إثر خسارته في الدوري أمام فيردر بريمن 2–4، وهي خسارته الثالثة توالياً.
وأقر المهاجم بريل إيمبولو، صاحب هدفي فريقه ضد بريمن، بصعوبة الموقف قائلاً: "لا نقاط، لا تحسن كبير. أوقات صعبة بانتظارنا. الأمور لن تصبح أسهل، وعلينا أن نتحضر لذلك".
ويأمل لاعبو شالكه بإنقاذ مدربهم من الإقالة من خلال إسقاط سيتي على أرضه، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق فاز بمبارياته التسع الأخيرة في معقله.