من التجديد إلى التمرّد..كيف تحولت علاقة برشلونة وتير شتيغن إلى حرب مفتوحة؟

تاريخ النشر: 07 أغسطس 2025 - 07:06 GMT
كيف تحولت علاقة برشلونة وتير شتيغن إلى صراع تأديبي؟
كيف تحولت علاقة برشلونة وتير شتيغن إلى صراع تأديبي؟ (Photo by Pau BARRENA / AFP)

يبدو أن العلاقة بين نادي برشلونة وحارسه الألماني مارك أندريه تير شتيغن تتجه نحو نهاية غير ودية على الإطلاق. فصول الصراع المتتالية بين الطرفين وصلت إلى ذروتها مع قرار النادي فتح ملف تأديبي ضد الحارس، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ النادي، مما يشير إلى أن الفراق أصبح أمرًا لا مفر منه.

لفهم أبعاد هذا الصدام، يجب العودة بالزمن إلى الوراء لتتبع التسلسل الزمني للأحداث التي حولت علاقة الود إلى حرب مفتوحة بحسب ما نشرت صحيفة "موندو ديبورتيفو".

من التجديد المنقذ إلى بداية التصدع

في 25 أغسطس 2023، وقع تير شتيغن على عقد جديد يربطه بالنادي حتى عام 2028، في ذلك الوقت، وافق الحارس على تأجيل جزء من راتبه، وهي لفتة ساعدت برشلونة على تحقيق مرونة أكبر مع قواعد اللعب المالي النظيف، ومكنت النادي من تسجيل عدد من اللاعبين الجدد. 

جاء هذا التجديد بعد موسم استثنائي قدمه الألماني، حيث كان أحد الأعمدة الرئيسية في فوز الفريق بلقب الدوري الإسباني تحت قيادة تشافي، مما جعل الخطوة تحظى بإشادة واسعة.

لكن الموسم التالي لم يكن إيجابيًا بالقدر نفسه. غاب تير شتيغن عن الملاعب من منتصف نوفمبر حتى منتصف فبراير بسبب أول إصابة خطيرة في ظهره، مما اضطره للخضوع لعملية جراحية. 

وعند عودته، لم يستعد مستواه المعهود. ومع تولي هانزي فليك القيادة الفنية، استمر تراجع أداء الحارس رغم تحسن نتائج الفريق، قبل أن يتعرض لإصابة قاسية أخرى في 22 سبتمبر بتمزق في وتر الرضفة بالركبة اليمنى، قُدرت فترة غيابه بسببها بنحو ثمانية أشهر.

شرارات الصدام الأولى

لتغطية غياب تير شتيغن الطويل، تعاقد النادي مع الحارس البولندي فويتشيك تشيزني. أداء تشيزني أقنع المدرب فليك، ولكن مع اقتراب تير شتيغن من نهاية فترة تعافيه، بدأ في ممارسة ضغوط للعودة إلى التشكيلة الأساسية. شارك في مباراة بلد الوليد، لكنه لم يُخترَ للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وهو ما أثار استياءه ودفعه لعدم السفر مع الفريق إلى ميلان لمساندة زملائه في إياب نصف النهائي ضد الإنتر.

تزايد التوتر بشكل واضح عندما رفض تير شتيغن إلقاء كلمة الوداع التقليدية للجماهير في آخر مباراة على ملعب مونتجويك، وهي لفتة لم تلقَ قبولًا داخل النادي. وتعتقد الإدارة أن غضبه تفاقم بعد استبعاده من المشاركة في الجولة الأخيرة من الدوري، مما حرمه من الحصول على مكافأة مالية مرتبطة بعدد المشاركات.

قرار فليك الذي أشعل الأزمة

مع بداية الصيف والتعاقد الاستراتيجي مع الحارس الشاب جوان غارسيا، استمرت حدة التوتر في التصاعد. خلال مشاركته مع منتخب ألمانيا، أكد تير شتيغن نيته البقاء في برشلونة، لكن الاجتماع الحاسم مع فليك قبل انطلاق الموسم التحضيري حمل مفاجأة صادمة؛ حيث أبلغه المدرب بأن جوان غارسيا سيكون الحارس الأساسي للفريق في موسم 2025-2026.

بعد عودته من الإجازة، انضم تير شتيغن إلى التدريبات، لكنه سرعان ما ابتعد بسبب "آلام في الظهر". وفي خطوة مفاجئة ودون إبلاغ النادي مسبقًا، أعلن الحارس عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيخضع لعملية جراحية في بوردو، محددًا فترة غيابه بثلاثة أشهر، وهو إعلان اعتبره النادي بمثابة إعلان حرب.

الملف التأديبي والوصول إلى طريق مسدود

أجرى تير شتيغن العملية الجراحية بنجاح، لكن الصراع استمر حول مدة الغياب الرسمية. بيان برشلونة الطبي لم يحدد فترة التعافي، لكنه أشار إلى أنها "إعادة تدخل جراحي"، تاركًا القرار للجنة الطبية في رابطة "لا ليغا" لتحديد فترة الغياب. 

إلا أن تير شتيغن فجر الموقف برفضه التوقيع على الموافقة اللازمة لنقل تقريره الطبي إلى اللجنة، مما دفع برشلونة إلى فتح ملف تأديبي ضده.

يشعر النادي الكتالوني بأن موقفه القانوني قوي، ويؤكد أنه لن يتراجع عن قراره، حتى لو وصل الأمر إلى ساحات القضاء. ومع اقتراب موعد كأس غامبر، يبقى السؤال مطروحًا حول تصويت اللاعبين لاختيار قادة الفريق الجدد، وهو ما قد يجرد الحارس الألماني من شارة القيادة.