شهدت العاصمة اليابانية طوكيو أجواء احتفالية مع تبقي عامين على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، إلا أن الموجة الحارة التي اجتاحت اليابان ذكّرت اللجنة المنظمة بالتحديات الأساسية التي تحتاج إلى حلول حقيقية.
ووصلت درجة الحرارة إلى 41.1 درجة مئوية الاثنين الماضي بمدينة كوماغايا التي تبعد 60 كيلومتراً شمال غربي طوكيو، وهي أعلى درجة حرارة تشهدها اليابان على الإطلاق، وفقاً لوكالة الأرصاد الجوية، وهي معدلات قياسية، وهو ما يزيد من مخاوف حدوث ذلك في 2020، والتسبب في فوضى في المنافسات والتأثير على صحة الرياضيين والجماهير.
ورغم أن المنظمين يأملون في عدم وصول درجات الحرارة إلى هذه المعدلات، ما زال معدل درجات الحرارة في طوكيو في يوليو يتخطى حاجز 30 درجة مئوية منذ 1998 وفقاً لإحصاءات وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وقالت يوريكو كويكي رئيسة بلدية طوكيو "نعم في السنوات الماضية تعيش طوكيو واليابان أجواء حارة كل يوم. وبالنسبة للرياضيين فأنا واثقة من أنهم يتدربون ويتمتعون بصحة جيدة، لكن بالنسبة الجماهير لا يمكننا الحديث عن أنهم يتدربون للوصول إلى حالة صحية جيدة.
"كيف نتعامل مع موجة الحر؟ هذا أحد الأمور التي يجب التعامل معها من أجل نجاح أولمبياد 2020".
وفي وقت سابق من العام الحالي حذر الخبراء من خطر الإصابة بضربة شمس خلال البطولة التي تنتهي في 9 أغسطس مع وصول درجات الحرارة إلى معدلات تؤدي في المعتاد إلى إيقاف الأنشطة الرياضية في البلاد.
ويفكر المنظمون في حلول وقائية للتعامل مع الحرارة، من بينها إقامة سباق الماراثون في الساعة 7:00 صباحاً بالتوقيت المحلي. كما يريدون مكافحة الحر بأحدث وسائل التكنولوجيا.
وقالت كويكي: "طورنا تكنولوجيا رذاذ الضباب بحجم حبيبات النانو. وفيما يتعلق بالشوارع هناك العزل الحراري. فعلى سبيل المثال لو كان الأسفلت عليه طبقة العزل الحراري سيساعد ذلك على تقليل درجات الحرارة بنحو 8 درجات مئوية".
وتحدث المنظمون عن إمكانية عزل الطرق لمسافة 100 كيلومتر، من بينها مسار سباقات الماراثون والمشي.
وقال ماسا تاكايا، المتحدث باسم أولمبياد طوكيو 2020: "نشعر بالرضا عن خطة حكومة طوكيو بإضافة طبقة عازلة للحرارة على الطرق في عدة أماكن في وسط المدينة لمسافة أكثر من 100 كيلومتر. هذا يتضمن مسار سباق الماراثون، سيكون أمراً جيداً من أجل مكافحة الحرارة".
ولم يوافق منظمو الأولمبياد بعد على استخدام منتج معين، لكن شركة "فوجيتا رود كونستركشن" قدمت منتجاً خلال معرض (حلول مكافحة الحرارة) في العاصمة اليابانية مؤخراً.
وذكرت قناة "إن إتش كيه" التلفزيونية، أن عشرات الوفيات سجلت لأسباب تتعلق بارتفاع درجات الحرارة، منها 38 حالة وفاة في طوكيو خلال الشهر الجاري.
وتقام فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2020 في العاصمة طوكيو بين 24 يوليو و9 أغسطس، وستشهد بالتأكيد قضاء الرياضيين، وكذلك المشجعون والعاملون، ساعات طويلة في أماكن مفتوحة.
وقال جون كواتيس، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية خلال زيارته لطوكيو في وقت سابق من يوليو الجاري: "نحن ندرك أننا بحاجة إلى الاستعداد للحرارة الشديدة".
وأضاف كواتيس، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس لجنة التنسيق لأولمبياد 2020 خلال مؤتمر صحفي، عقد خلال تواجده في طوكيو: "نحتاج بالتأكيد إلى ضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة. وعلينا العناية بالمتفرجين بمثل العناية بالرياضيين".
وتابع: "لكن هذه (اليابان) ليست أول دولة تحتضن الألعاب في درجات حرارة مرتفعة".
يذكر أن الاستاد الوطني الجديد الذي يقام في وسط طوكيو، والذي شهد اكتمال 40 في المائة من أعمال الإنشاء به، يجرى بناؤه بطراز يسمح بتدفق الهواء بشكل يخفف من المعاناة من درجات الحرارة العالية، وسيجرى تزويده بمراوح كبيرة ورشاشات المياه.
وفي الأسبوع الماضي، وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على خطط اللجنة المنظمة لإقامة منافسات الماراثون وفعاليات أخرى في أوقات مبكرة من الصباح من أجل تفادي درجات الحرارة المرتفعة.
ومع ذلك، يرى كثيرون أن ذلك لا يكفي، فقال توشيهيكو سيكو المسؤول في الرابطة اليابانية لاتحادات ألعاب القوى: "سيكون سباقاً محفوفا بالمخاطر.
"نريد أن توفر اللجنة المنظمة أكبر عدد ممكن من رشاشات المياه والمظلات كي يستطيع المشاركون استكمال مسافة السباق (الماراثون)".
وقال كواتيس أن اللجنة الأولمبية الدولية "سعيدة للغاية" بشكل عام إزاء تطورات الاستعدادات لاستضافة الدورة، لكنه حذر من أن مزيداً من العمل الكثير لا يزال مطلوباً.
وأشار إلى أنه، على سبيل المثال، تشكل الاختناقات المرورية وكذلك القطارات المزدحمة تحديات أخرى مهمة لدى طوكيو.
وأضاف: "نود ضمان وصول الرياضيين والإداريين والفنيين وكذلك المتفرجين إلى مواقع استضافة الفعاليات".
وفي مقابلة مع وكالة أنباء "كيودو"، قال كواتيس أن منظمي أولمبياد طوكيو 2020 عليهم الاستعانة بشكل كبير بالخبرة الأجنبية في الرياضات التي لا تملك اليابان خبرة كبيرة في استضافتها.
وفي أبريل الماضي، واجه المنظمون انتقادات واسعة من اتحادات بعض الرياضات، فيما يتعلق بالتخطيط للمسابقات وتلوث المياه والتواصل.
وقال كواتيس: "الاتحادات لن تشعر بالقلق حول رياضات مثل الكاراتيه أو الجودو أو البيسبول أو السوفت بول أو ألعاب الميدان والمضمار وكذلك السباحة، بسبب الخبرة الكبيرة، ولكن في التجذيف أو الكانوي وبعض الرياضات الأخرى، تظهر الحاجة إلى اعتماد أكبر على الاتحادات الدولية فيما يتعلق بالتخطيط لها".
