محمد صلاح والاستمرارية ولعنة رياض محرز

تاريخ النشر: 10 مايو 2018 - 06:36 GMT
قاد محرز فريقه ليستر سيتي للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي عن جدارة واستحقاق
قاد محرز فريقه ليستر سيتي للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي عن جدارة واستحقاق

يعد محمد صلاح نجم عام 2018 في كرة القدم دون منازع، إذ إنه بات المنافس الأول لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على جائزة الكرة الذهبية وجائزة هداف أوروبا أيضاً.

43 هدفاً تختصر ما فعله الدولي المصري مع ليفربول هذا الموسم، وتؤكد تفوقه الواضح في المسابقات المحلية والأوروبية والتي جعلته ينال عدداً كبيراً من الجوائز. لكن هنالك سؤال يجب طرحه، وهو سؤال يعيد إلى الأذهان ما حصل مع رياض محرز عام 2017.

من النجاح إلى السقوط

لفت النجم الجزائري الأنظار في موسم 2015-2016، وُتوج بلقب الدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي في واحد من المواسم التاريخية والاستثنائية.

وساهم محرز في نجاح ليستر بنسبة كبيرة، حيث سجل 17 هدفاً وصنع 11 وصنع 1034 تمريرة (بمعدل 27 في المباراة) خلال 37 مباراة خاضها. بينما سدد 86 مرة من بينها 39 أصابت المرمى بنسبة نجاح وصلت إلى حوالي 45%.

في نهاية موسم 2015-2016، تُوج محرز بلقب الدوري الإنجليزي ونال جائزة أفضل لاعب بعد موسم استثنائي.

لكن مع انطلاق موسم 2016-2017 بدا واضحاً أن ليستر تراجع كثيراً، وأن ما حققه كان لموسم واحد فقط، والأهم أن محرز ظهر وكأنه لاعب عادي رغم كل ما حققه خلال موسم كامل.

لويس: 100 مليون يورو مقابل غريزمان مبلغ "زهيد جداً"
مورينيو يتوقع استمرار بوغبا وراشفورد مع يونايتد
منتخب البرازيل يخسر لاعبيه تباعاً قبل انطلاق كأس العالم
خلاف بين راموس وسيبايوس
روني يقرر الانتقال للدوري الأميركي

في موسم 2016-2017، خاض محرز 36 مباراة سجل خلالها ستة أهداف فقط وصنع ثلاثة أخرى، أي أنه ساهم بتسعة أهداف فقط لفريقه بعد أن كان ساهم في الموسم الذي سبقه بحوالي 28 هدفاً.

وتحدثت الصحف البريطانية آنذاك عن هذا التراجع المرعب لبطل الدوري الإنجليزي بشكل عام والنجم رياض محرز بشكلٍ خاص.

استمرارية صلاح وتجربة محرز

قد تختلف الأمور كثيراً بين صلاح ومحرز، فالأول يقدم مستوى غير مسبوق لأي لاعب عربي في تاريخ البطولة الإنجليزية.

فمحمد صلاح سجل 31 هدفاً وصنع تسعة أهداف في 34 مباراة حتى الآن، أي أنه ساهم بحوالي 40 هدفاً لليفربول في البطولة فقط دون احتساب ظهوره المميز في دوري أبطال أوروبا.

ولم يكتفِ النجم المصري بتحقيق أرقام قياسية بل حصد جوائز فردية أكثر من محرز حتى الآن مثل جائزة أفضل لاعب في الدوري، وجائزة لاعب العام من رابطة كُتاب كرة القدم في إنكلترا، بالإضافة إلى حصده جوائز أفضل لاعب في الشهر لعدة أشهر متتالية.

لكن رغم كل هذه الإنجازات تبقى المهمة الأساسية أمام صلاح الآن هي المحافظة على نفس المستوى الموسم المقبل وعدم تكرار تجربة محرز. إذ إن الأخير قدم موسماً واحداً خارقاً واختفى بعد ذلك عن الأنظار وأمسى لاعباً عادياً في الدوري الإنجليزي مع أن مستواه تحسن بشكل ملحوظ الموسم الجاري.

المؤشرات الفنية والذهنية لا تدلُ على أن صلاح سيسقط في الموسم القادم، ولا يبدو أنه سيكون موسماً خارقاً استثنائياً فقط لن يتكرر، وذلك لأن المصري وصل على ما يبدو لمرحلة من النضج مكنته من منافسة أفضل لاعبي العالم مثل رونالدو وميسي.

هل سينجح صلاح في إثبات عكس ما حصل مع محرز ومتابعة النجاح في السنوات القادمة؟