يعاني رياض محرز نجم ليستر سيتي من تراجع واضح في مستواه منذ انطلاق منافسات الدوري الإنجليزي، حيث لم يستطع حتى الآن تسجيل أي هدف واستطاع صناعة هدفين فقط خلال ست مباريات شارك فيها مع الثعالب.
ويعيش ليستر حالة من الاهتزاز الفني في الآونة الأخيرة بسبب تردي نتائجه، حيث فاز في مبارة واحدة فقط حتى الآن.
ولكن بالنسبة لمحرز، لا يعتمد الأمر على أداء فريقه فحسب، وقد يكون التأثر غالباً على أداء الدولي الجزائري بعد فشله في الرحيل خلال ساعات سوق الانتقالات الصيفي الأخيرة، خاصة مع تنامي فكرة استقطابه من قبل برشلونة وآرسنال وروما، لكن مساعيه لم تكلل بالنجاح.
وعلى العكس فقط غضبت الثعالب على ابنها البار وأحد أبطال معجزتها في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما أثرت هذه المشكلة على أدائه مع منتخب الجزائر الذي أصبح خارج المنافسة للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
حتى أن محاولات انتقاله إلى أحد الفرق الأوروبية جعلته يغيب عن مباراة محاربي الصحراء أمام زامبيا والتي تسببت الخسارة فيها في القضاء على آمال الخضر في التأهل للمونديال.
تراجعت القيمة السوقية لمحرز كثيراً جراء انخفاض مستواه في الدوري الإنجليزي وتصفيات كأس العالم، إلى جانب غيابه عن مونديال روسيا، وهو ما سيجعل أمر انتقاله إلي ناد جديد في سوق الانتقالات الشتوي سهلاً للغاية، وقد يشكل انتقاله بداية جديدة له.
زادت معاناة محارب الصحراء إثر ما حدث خلال اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفي الماضي، حيث كان الدولي الجزائري مطلوباً من قبل روما الذي قدم 3 عروض من أجل استقدامه، لكن إدارة النادي الإنجليزي رفضتها جميعها.
وانتهى المطاف بمحرز في ليستر رغم رغبته التي صرح بها في الرحيل، وبقي مصيره مرتبطاً بالفريق الذي ساهم في قيادته للفوز بلقب البريميير ليغ، على الأقل حتى يناير المقبل.
وشبه المدرب كريغ شكسبير النجم الجزائري بـ”توم هانكس” في فيلم “ذا تيرمينال”. في حديث صحفي، حيث قال: “كنت في المنزل خلال اليوم الأخير من سوق الانتقالات حين تلقيت مكالمة هاتفية لأعرف أن الاتحاد الجزائري سمح لمحرز بمغادرة معسكر مغلق من أجل إتمام عملية انتقاله، كان الوقت متأخراً وكنا نحاول التعاقد مع لاعبين آخرين، نفهم أنه يريد الرحيل لكننا طالبنا بسعر واقعي للسماح له بذلك. كان الأمر يحتاج لخبرة إدارية.
"بعد إغلاق سوق الانتقالات عاد محرز إلى التدريبات وأطلقنا عليه توم هانكس من فيلم ذا تيرمينال”.
ويحكي فيلم “ذا تيرمينال” قصة رجل علق في المطار لمدة عام، فلا استطاع دخول مدينة نيويورك، ولم يقدر على العودة إلى وطنه الوهمي كراكوجيا.
ورغم التراجع الكبير الذي يمر به نجم منتخب الجزائر إلا أنه يبقى من أبرز الوجوه التي تستند عليها كرة القدم الجزائرية والعربية والإفريقية للظهور بشكل مميز في الملاعب الأوروبية إلى جانب مجموعة من النجوم الآخرين.
لذلك لا بد من التذكير بأرقام هذا اللاعب التي سجلها الموسم قبل الماضي، حيث تألق الدولي الجزائري خلال الموسم الذي توجه بالفوز بلقب الدوري موسم 2016، مسجلاً 17 هدفاً.
وبفضل ما قدمه حينها، حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، ليصبح أول لاعب إفريقي يفوز بهذه الجائزة. كما جاء سابعاً في المنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم، وذلك في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
يبقى محزر من المواهب النادرة التي بسطت نفوذها في الدوريات الأوروبية، لذلك بات مطالباً بالعمل والاجتهاد أكثر من أجل رد اعتباره خلال الفترة القادمة، وعليه الالتزام بواجباته مع ليستر الذي بدوره لا يزال يبحث عن الاستقرار بعد البداية الصعبة التي عانى منها في منافسات الدوري الإنجليزي.
محزر هو الكفيل بفتح أبواب الرحيل على مصراعيها خلال فترة الانتقالات القادمة، لكن ذلك مشروط بعودته إلى التألق لا سيما وأن العديد من الفرق الأوروبية الكبيرة أعربت عن رغبتها في الظفر بخدماته.
الطريق ما زالت مفتوحة أمام المحارب الجزائري لكتابة قصة جديدة مع النجاح والتألق، خاصة لكونه يمتلك قدرات فنية وبدنية تضاهي النجوم، وبالتالي يمكن له أن يضع نصب عينيه التجربة الناجحة التي يخوضها المصري محمد صلاح في الملاعب الأوروبية، لا سيما مع فريقه الجديد ليفربول.