مارادونا ربح العالم وخسر نفسه

تاريخ النشر: 26 نوفمبر 2020 - 08:39 GMT
دييغو مارادونا
دييغو مارادونا

لم يكن الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي توفي أمس عن 60 عاماً، بسكتة قلبية نجماً رياضياً "خارقاً" فحسب، فهو ليس مثل بيليه أو فرانتس بيكنباور أو ألفريدو دي ستيفانو، فهؤلاء شرفوا ملاعب كرة القدم العالمية بفنهم الرفيع وهو جاراهم تماماً في ذلك، لكنه تفوق عليهم حتماً في احتلال العناوين العريضة لأسباب أخرى لا يمكن وضعها في خانة الإيجابيات.

شغل مارادونا العالم بمواهبه ومشكلاته، وحتماً سيتذكره الجميع بأنه اللاعب الذي ربح العالم بعبقريته، وخسر نفسه بسبب المخدرات، وابتعد عن ملاعب كرة القدم مرغماً، بعدما خدر هذا المنشط أسلوبه وفنه ونقله من أمام مرمى كرة القدم إلى رهبة القضاة والمحاكم وأروقة المختبرات الطبية.

ولد مارادونا في 30 أكتوبر 1960 في لانوس إحدى ضواحي بوينوس آيريس الفقيرة.

بدأ مسيرته مع أرخنتينوس جونيورز، ثم استهل بعدها مشواره مع منتخب بلاده 1977، ومر مارادونا الذي اختير رياضي القرن في الأرجنتين، في علاقاته مع بطولات كأس العالم بشتى المراحل بحلوها ومرها على مدى 16 عاماً بدأت علاقة الولد الذهبي للكرة الأرجنتينية بالمونديال بخيبة أمل، عندما تجاهله المدرب سيزار لويس مينوتي لدى اختيار تشكيلته الرسمية لمونديال 1978 لصغر سنه وافتقاده للخبرة، لكن (الفتى الذهبي) كان في عداد تشكيلة مينوتي العام التالي ليقود بلاده، للفوز بكأس العالم تحت 20 عاماً في اليابان، محرزاً جائزة أفضل لاعب.

شارك في مونديال إسبانيا 82 للمرة الأولى، وكانت فرصة له للتعويض عما فاته في كأس العالم السابقة، ولأن الأرجنتين كانت حاملة اللقب، سلطت الأنظار عليها، ونال مارادونا قسطاً من الأضواء، خصوصاً أنه كان قد وقع عقداً للانتقال إلى برشلونة.

وعلى الرغم من تسجيله هدفين، فإن حادثة طرده في المباراة ضد البرازيل في الدور الثاني بقيت عالقة في الأذهان.

بلغ الذروة عام 86 في مونديال المكسيك، عندما قاد منتخب بلاده إلى اللقب الثاني بعد 1978، حيث يمكن إطلاق اسم مونديال مارادونا على كأس العالم 86، لأن النجم الأرجنتيني طبع البطولة بطابعه الخاص وكان عزفه المنفرد مفتاح الفوز.

في مونديال إيطاليا 90، ذرف مارادونا دمعة شهيرة بعد خسارة النهائي أمام ألمانيا الغربية آنذاك قاد منتخب بلاده تقريباً بمفرده، قبل أن يسقط فريقه بركلة جزاء متأخرة لأندرياس بريمه.

ودع مارادونا المونديال من الباب الضيق بسبب حادثة المخدرات التي كان بطلها في مونديال أميركا 94 بعد ثبوت تناوله منشطات من خمس مواد ممنوعة، فسحبه الاتحاد الأرجنتيني من صفوف المنتخب قبل أن يوقفه الاتحاد الدولي 15 شهراً.