افتتح الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس الأحد فعاليات مؤتمر دبي الرياضي الدولي الذي يقام في نسخته التاسعة تحت شعار “نحو كرة قدم ذكية”.
وقال بلاتيني أن على الجميع وضع حد لتغول النواحي التجارية على رياضة كرة القدم، والتوسع في بث المباريات على القنوات المجانية وفتح هذه اللعبة الشعبية الأولى للجميع لإمكانية متابعتها.
وأضاف: "ندرك أن هنالك لاعبين يحصلون على رواتب عالية، كما أن هنالك رعاة في الملاعب، كما هو الحال في الرياضات الأخرى، ولكن ذلك يجب أن يحث الجميع على مقاومة الإغراءات وأن تكون كرة القدم للجميع".
وقال بلاتيني أن على اللاعبين التحلي بالمسؤولية، وأن عليهم احترام السلطات والحكام، وألا يوجّهوا انتقاداتهم للحكام وإلا ستكون صورة هذه الرياضة غير جيدة، مشيراً إلى أنه يجب عليهم الاتعاظ من بعض اللاعبين الذين أساؤوا التصرف، ويجب عليهم تذكر أنهم نماذج للأجيال الواعدة لأن ذلك سيكون في مصلحة الأسر لتشجيع أطفالهم على لعب الكرة.
وأعلن بلاتيني أنه تقدم باقتراح لاستبعاد اللاعبين الذين ينتقدون الحكام ولو بشكل مؤقت، ويتم حالياً إجراء تجارب على هذه المبادرة في بطولات الشباب.
وبيّن بلاتيني أن كرة القدم لعبة جميلة وشعبية على مستوى العالم، وهي اللعبة العالمية الأولى ويجب الحفاظ على جمالها وتغيير بعض الجوانب السيئة دون إحداث تغييرات كبرى.
وأضاف النجم الفرنسي السايق: "يجب أن يكون التغيير بشكل إبداعي حتى يحافظ على الجوانب الجميلة في هذه اللعبة، فلعبة كرة القدم يجب أن تتطور وصناع القرار يجب أن يتخذوا القرارات الصائبة للعبة".
وأوضح: "في 2007 خلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الأوروبي، قلت لهم أن كرة القدم هي رياضة أكثر من كونها عملاً تجارياً، وبعد 8 أعوام ما زلت أؤمن بهذا ولا زلت اتفق مع هذا المبدأ المهم، وكل قراراتي مع اليويفا تنظلق من هذا المفهوم، يجب على مجتمع كرة القدم أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار.
واقترح رئيس الاتحاد الأوروبي استحداث البطاقة البيضاء لتضاف إلى البطاقتين الصفراء والحمراء في لعبة كرة القدم فقال: "نعمل على إحداث تغييرات في عملية طرد اللاعبين وركلات الجزاء لتكون اللعبة أبسط، لا نريد أن نفرض المزيد من العقوبات، أحياناً يكون هنالك صدق عند التعامل مع العقوبات، البطاقة البيضاء مبادرة جديدة، ومن المفيد أن تكون موجودة في حال وجود سلوك غير مقبول من أحد اللاعبين أو التحدث بشكل أكثر مبالغ فيه مع أحد الحكام، ليس من المنطقي أن يقول أحد اللاعبين للحكم أنه على خطأ فيحصل على بطاقة صفراء مباشرة، البطاقة البيضاء ستكون أفضل".
وقال بلاتيني أن عام 2020 سيشهد تنظيم كأس أوروبا في 13 دولة مختلفة، والهدف من ذلك صعوبة الضغط على دولة واحدة لبناء 10 ملاعب كبيرة من أجل البطولة فقط، وفي الطريقة الجديدة ستقوم 13 دولة ببناء 13 ملعباً رياضياً كبيراً، ويمكن بعد 2020 تكرار التجربة أو إعادة البطولة كما كانت عليه سابقاً.
من جانبه أعلن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بيير لويجي كولينا، عن اقتراحه بأن يتم إضافة حكم ثان داخل حدود الملعب، وذلك للكشف عن بعض المخالفات داخل منطقة الجزاء والمساعدة في الكشف عن ركلات الجزاء إلى جانب الاحتكاكات التي تتم داخل المنطقة خلال تنفيذ الركلات الركنية.
وبالنسبة للتكنولوجيا في كرة القدم، فقد بيّن كولينا أنها مهمة في اللعبة، لكنها مكلفة جداً، وينحصر دورها في الكشف عن دخول الكرة داخل المرمى من عدمه حالياً مضيفاً: "لكن علينا أن نقترحها للمساعدة في التفهم الأفضل للحالات داخل منطقة الجزاء، التكنولوجيا ستكون أكثر عدلاً، ولكن اللاعبين لا يميلون لتقبلها".
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي منذ عام 2006 بهدف الإطلاع على آخر تجارب الاحتراف العالمية نخبة من الشخصيات واللاعبين في عالم اللعبة يتقدمهم الإيطالي فابيو كابيلو مدرب منتخب روسيا ومواطناه أندريا آنييلي رئيس نادي يوفنتوس وفيليبو إنزاغي مدرب ميلان، والكويتي فواز الحساوي رئيس نادي نوتنغهام فورست.
كما يشارك في جلسات المؤتمر لاعب ميلان ستيفان الشعراوي ونجم هولندا السابق باتريك كلايفرت والدولي المغربي مهدي بنعطية مدافع بايرن ميونخ الذي سيتحدث عن تجربة اللاعبين العرب في البوندسليغا والملاعب الأوروبية عموماً.
وسيسلط راينر كوخ نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم خلال المؤتمر الضوء على التجربة الألمانية وأسباب إنجازاتها العالمية والتي كان آخرها الفوز بكأس العالم 2014 في البرازيل.