ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو... وجهان لعملةٍ واحدة

تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2011 - 01:49 GMT
البوابة
البوابة

يجمع متابعو كرة القدم على تميز الغريمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على صعيد الأندية، إلا أن اللغز المحير الذي يستغرب منه المتتبع لمسيرة هذين اللاعبين هو سبب تواضع مستوياتهما مع منتخبي بلديهما.

ففي تناقضٍ صارخٍ بين ما يقدمه ميسي مع فريق برشلونة، يظهر لنا وجه آخر مغاير تماماً لأداءه مع منتخب الأرجنتين، وهو أمر يتكرر بشكلٍ مشابهٍ مع رونالدو الذي لا يتوان في تسجيل الأهداف وتقديم الأداء الساحر مع ريال مدريد، ليظهر بصورةٍ معاكسةٍ مع منتخب البرتغال بعد ذلك.

ويرى البعض أن هذا التباين الكبير في المستوى يعود بصورةٍ رئيسيةٍ إلى نوعية اللاعبين المتواجدين في النادي مقارنةً بالمنتخب.

فيما يرى البعض الآخر أن لاعب كرة القدم في أيامنا الحالية بات يفكر فقط في تنمية مسيرته الاحترافية ومقدار الأموال التي يتقاضاها مع الفرق التي يلعب في صفوفها، ليصبح تمثيل بلده أمراً جانبياً وثانوياً بمثابة العبء الإضافي الذي يمكن التخلي عنه إن اقتضت الحاجة كما حصل مؤخراً مع الغاني كيفين برينس بواتينغ.

ويتوارد إلى الأذهان هنا تصريحات سابقة لنجوم سابقين مثل الإيطالي روبرتو مانشيني الذي عبر مؤخراً عن استغرابه الشديد مما بات يحصل باستمرار في عالم الاحتراف مشيراً إلى أن كرة القدم تغيرت بشكلٍ كبيرٍ عما كانت عليه حينما كان لاعباً في صفوف سامبدوريا ولاتسيو في الماضي القريب.

وأكد مدرب مانشستر سيتي الحالي أن اللاعب كان يشعر في السابق بالفخر الشديد والفرح إذا ما تم استدعاءه لتمثيل منتخب بلاده، ولكن الأمور لم تعد كما كانت عليه مع اللاعبين اليوم.

فعلى الرغم من مشاعر الفخر والاعتزاز التي يشعر بها ميسي ورونالدو كلما ارتدى كلٌ منهما قميص منتخب بلاده، إلا أن العزيمة التي يظهرها الثنائي لا تبدو مشابهةً لتلك التي يظهرانها مع نادييهما.

وقد يجادل البعض هنا مشيرين إلى اختلاف نوعية اللاعبين الذين يلعبون إلى جانب ميسي ورونالدو في الأرجنتين والبرتغال كما ذكرنا في السابق، مقارنةً بالنجوم المتواجدين في البارسا والريال، ولكن هذا الأمر قد يكون سيفاً ذا حدين.

فعلى الرغم من أن وجود لاعبين من الطراز العالمي في برشلونة وريال مدريد عامل رئيسي يساهم بالتأكيد في نجاح أي لاعب، إلا أن المنتخبات العالمية لطالما اعتمدت على نجمٍ أوحد توجهت صوبه الأنظار عند الحاجة على مر التاريخ مثل الفرنسيين ميشيل بلاتيني وزين الدين زيدان، والأرجتتيني دييغو مارادونا، والإيطالي روبرتو باجيو، والبرازيلي رونالدو والهولندي ماركو فان باستن وغيرهم كثيرون.

ولكن المختلف في أيامنا الحالية هو مقدار الضغوطات التي باتت تشكلها وسائل الإعلام على اللاعبين في ظل التقدم التكنولوجي، إذ تصل أحدث أخبار كرة القدم  إلى جميع الأفراد في شتى البلدان خلال فتراتٍ قياسية حالياً، وهو أمر فتح الباب أمام مختلف الأشخاص من حول العالم لمعرفة كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تتعلق بنجوم اللعبة الأشهر.

وقد شكل هذا العنصر عامل ضغطٍ سلبي على اللاعبين، فاللاعب إنسان في نهاية الأمر، وهو عرضة للانهيار تحت أي ضغوطٍ إضافية مثله مثل أي شخصٍ آخر، وخير مثالٍ على ذلك صيحات الاستهجان التي واجهها رونالدو لدى وصوله مطار ساراييفو لخوض مباراة البرتغال والبوسنة قبل أيام.

فبمجرد دخوله قاعة المطار، سارع مشجعو البوسنة بترديد عباراتٍ استفزازية: "ميسي... ميسي" في إشارةٍ إلى النديةٍ الدائمة بين اللاعب البرتغالي وغريمه الأرجنتيني، وفي محاولةٍ منهم لتشتيت تركيزه قبل المباراة المفصلية.

وبدا أن اللاعب قد انهار في مناسبةٍ أخرى لدى مغادرته ملعب فريق ريال سوسيداد قبل أسبوعين حينما أكدت الإعادات التلفزيونية أنه رد على صيحات استهجان مشجعي سوسيداد ببعض الألفاظ النابية.

أما ميسي، فلم يسلم هو الآخر من مثل هذا النوع من الانتقادات والتي جاءت مع الآسف من بلاده، إذ بات نجم البارسا بمثابة كبش الفداء للصحف الأرجنتينية كلما تخبط منتخب التانغو في مشواره خلال تصفيات كأس العالم.

وفيما يلي بعض الاحصائيات لكلا النجمين على صعيدي المنتخب والنادي:

ليونيل ميسي (24 عاماً):

الأرجنتين: خاض 65 مباراة دولية وسجل 18 هدفاً.

برشلونة: خاض 287 مباراة وسجل 203 هدفاً.

كريستيانو رونالدو (26 عاماً):

البرتغال: خاض 86 مباراة دولية وسجل 30 هدفاً.

سبورتنغ لشبونة: خاض 31 مباراة وسجل 5 أهداف.

مانشستر يونايتد: خاض 292 مباراة وسجل 118 هدفاً.

ريال مدريد: خاض 106 مباراة وسجل 103 هدفاً.

ما هي الأسباب التي دفعت هذين النجمين لتقديم هذا المستوى المتواضع مع منتخبي بلديهما برأيك؟ شاركنا بتعليقك.

لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.