منذ اللحظة الأولى لقدوم النجم نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان، لم يشعر الهداف البرازيلي بالارتياح أو التفاهم مع أوناي إيمري المدير الفني للفريق، ولم يظهر له التقدير أو الاحترام اللازمين.
وفي المقابل، لم يعط المدرب لاعبه الجديد الاهتمام المفترض أن يحظى به نجم شهير يتحدث عنه العالم كله باعتباره الخليفة المنتظر للكبيرين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
وظهر غياب التفاهم وعدم الارتياح بين الرجلين في أكثر من واقعة خلال تدريبات الفريق، أو في المباريات مثلما حدث في الواقعة المسماة بـ "البينالتي غايت" الشهيرة وهي المشاجرة التي حدثت في إحدى مباريات الباريسي بين نيمار وهداف الفريق إيدينسون كافاني على تسديد ركلة الجزاء، وهو ما لم يحسمه المدرب الإسباني بعد ذلك، لتتهمه وسائل الإعلام الفرنسية وقتها بضعف الشخصية لأنه لم يحدد بالضبط رسمياً من هو المكلف بتسديد ركلات الجزاء والركلات الحرة.
وإذا كانت هذه الواقعة قد مرت بسلام، إلا أنها تركت آثاراً سلبية على نيمار وجعلته غير سعيد في التعامل مع مدربه ليظهر الفتور واضحاً في علاقاتهما معاً خلال التدريبات.
ولعل آخر الشواهد التي تؤكد تدهور العلاقة بين الرجلين ما أعلنه إيمري مؤخراً من أن عدم مشاركة نيمار في مباراة فريقه الأخيرة في الدوري الفرنسي أمام آنجيه سببها معاناته من إصابة، وإنه فضل إراحته، لكن إيمري لم يكن صادقاً فيما قاله بدليل أن نيمار انضم بعدها لصفوف منتخب بلاده لخوض مباراتين وديتين خلال فترة التوقف التي تشهد إقامة مباريات الأجندة الدولية، حيث سيواجه منتخب البرازيل نظيره الياباني غداً، قبل أن يلاقي منتخب إنجلترا في 14 من الشهر الجاري.
والمعلومة المؤكدة من داخل معسكر منتخب السامبا تقول أن نيمار جاهز تماماً للمشاركة في المباراتين.
وعلى الفور، اتهمت بعض الصحف الفرنسية المدير الفني الإسباني بعدم الوضوح وتجنب ذكر الحقيقة لعدم قدرته على حسم الأمور عندما تقع مشكلة ما داخل الفريق مثلما حدث في مشكلة نيمار وكافاني.
من جانبها، أكدت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن نيمار لم يعد يطيق أو يتحمل إيمري وهذا ما يضع إدارة النادي في مأزق يحتم عليها التخلص من المدرب الإسباني نهاية الموسم أياً كانت نتائجه إرضاء لنجم السامبا، أو ربما تدفع كل هذه الأمور نيمار نفسه إلى التفكير في الرحيل.
ويتردد أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد جاهز لضم النجم البرازيلي بعد الحال التي وصل إليها خط هجوم الفريق الملكي وصيام نجميه الكبيرين كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة عن التهديف، وبسبب ضغوط جماهير سانتياغو بيرنابيو التي لا ترحم.
واعترفت ليكيب بأن التعايش بات صعباً جداً بين نيمار وإيمري، مما قد ينعكس على أداء باريس سان جيرمان ككل باعتبار أن الهداف البرازيلي بات أبرز نجومه.
في المقابل، اهتمت وسائل الإعلام الإسبانية والكتالونية خاصة بأخبار سوء العلاقة بين نيمار وإيمري كنوع من التشفي في النجم البرازيلي، الذي ترك الشهرة الأكبر والأضواء الأكثر لمعاناً مع برشلونة من أجل فريق ينافس في الدوري الفرنسي الأقل قوة وشعبية.
ونقلت تصريحات نيمار للمقربين منه مؤخراً، والتي يبلغ فيها زملاءه بأنه لم يعد يحتمل مدربه ولا أساليبه التدريبية ولا طريقة تعامله معه وكونه يعامله وكأنه لاعب عادي وليس نجماً كبيراً، وهي أمور تثير غضب وضيق نيمار الذي لم يعرف هذه المعاملة سواء في برشلونة أو مع منتخب البرازيل.
