لعنة خسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة تطارد برشلونة

تاريخ النشر: 27 مايو 2019 - 11:49 GMT
ميسي يفشل في قيادة البارسا للثلاثية
ميسي يفشل في قيادة البارسا للثلاثية

كان برشلونة قبل نحو ثلاثة أسابيع على عتبة تكرار إنجاز ثلاثية الدوري والكأس في إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا.

وكان النجم ليونيل ميسي يصول ويجول في مناطق الخصوم، ويدك شباكهم من بعيد بالركلات الحرة، لكن النهاية لم تكن كما رُسِم لها.

كانت الصدمة الأولى في السابع من مايو، حين فرّط النادي الكتالوني بتقدمه المريح 3-0 على ملعبه كامب ناو على ليفربول في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بتلقي خسارة قاسية 0-4 على ملعب آنفيلد إياباً.

وفي 25 من الشهر ذاته، حلت الصدمة الثانية، ألا وهي خسارة بنتيجة 1-2 أمام فالنسيا في نهائي كأس ملك إسبانيا.

ومن حلم الفوز بالثلاثية، اكتفى البارسا بالاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني بعدما توج بطلاً للمرة السادسة والعشرين في تاريخه، وتبخر حلم تكرار الثلاثية للمرة الثالثة خلال عقد من الزمن، بعد 2009 و2015.

وقالها ميسي بصراحة الجمعة الماضي. وأقر القائد، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، أمام وسائل الإعلام بأن جرح الخسارة أمام ليفربول لم يندمل بعد.

وأوضح: "ما زلنا نتعافى من المباراة ضد ليفربول، أنا على الأقل، أريد فقط أن أفوز بهذا النهائي (كأس ملك إسبانيا) حتى أنهي الموسم بلقب جديد”.

ولم يتحقق لميسي ما أراده، كما لم يتمكن من أن يفي بوعد قطعه أمام عشرات الآلاف من المشجعين في كامب ناو قبل أشهر: الكأس ذات الأذنين الكبيرتين (لدوري الأبطال) ستعود إليكم هذا الموسم.

وكانت صور ميسي في أرض ملعب بنيتو فيامارين في ختام نهائي الكأس ضد فالنسيا، مماثلة لصوره في آنفيلد بعد الخروج الصاعق أمام ليفربول، وبدا مطأطأ الرأس يخفي بيديه وجهاً تعلوه ملامح الخيبة والأسى.

وبدا أن البارسا لم يتمكن من استنباط قوة ذهنية كافية لتجاوز آثار الخسارة الأوروبية.

وكان الموعد القاري في آنفيلد قاسياً هذا الموسم، لا سيما وأنه أوقع برشلونة ضحية سيناريو مشابه للعام الثاني على التوالي، ففي الموسم الماضي، تقدم النادي الكتالوني في ربع النهائي على روما 4-1 ذهاباً، قبل أن ينتقل إلى الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية، حيث خسر 0-3 وودع المسابقة القارية أيضاً.

اختصرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية ما اختبره الفريق نتيجة مباراة السبت "ضربة أخرى قاسية (..) الفريق مصاب ويحتاج إلى فحص". أما بالنسبة إلى صحيفة "ماركا" المدريدية، برشلونة “أنهى الموسم منهاراً”.

وطرحت علامات استفهام كبيرة حول المدرب إيرنيستو فالفيردي ومستقبله مع الفريق الذي قاده الموسم الماضي إلى الثنائية في موسمه الأول معه.

وفي السجل الإجمالي، لا يمكن اعتبار المدرب البالغ 55 عاماً فاشلًا، مع ثلاثة ألقاب في موسمين.

لكن كامب ناو متطلب، ومشجعوه يريدون المزيد دائماً لا سيما على المستوى القاري حيث شهدوا الغريم ريال مدريد يهيمن بين العامين 2016 و2018 بإحراز ثلاثة ألقاب متتالية.

وفي بعض مراحل الموسم، بعد الإقصاء القاري، بدا استمرار فالفيردي مدرباً للبلاوغرانا موضع شك تعززه تصريحات ملتبسة لرئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، تركت المجال مفتوحاً أمام الاحتمالات.

لكن الرئيس سارع بعد ضياع لقب الكأس، إلى تأكيد استمرار المدرب الموسم المقبل، بعد نحو 24 ساعة من تلقي فالفيردي دعماً صريحاً من ميسي خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق النهائي ضد فالنسيا.

وبعد الهزيمة، قال بارتوميو: "يجب تهنئة فالنسيا، يستحقون الفوز. سيصار إلى تجديد في الفريق الموسم المقبل، لكن الوقت ليس مناسباً الآن للحديث عن ذلك. قلتها دوما أن إيرنيستو يملك عقداً معنا للموسم القادم”.

وتابع: “هو المدرب.. الموسم ليس فاشلاً وليس ممتازاً، هو موسم جيد جداً لأن الفوز بالدوري هو الهدف الدائم”، مضيفاً: “أعتقد أن علينا القول أن المدرب لا يتحمل مسؤولية هذه الخسارة”.

ولم تتفق بعض الصحف الكتالونية مع هذا الرأي. وفي مقالة نشرت الأحد اعتبر مدير صحيفة “سبورت” إيرنست فولش أن برشلونة “ينهي الموسم جامداً وحزيناً، ودون أي طاقة”.

وكان فالفيردي أقر باختلاف الأجواء والتوقعات في برشلونة خلال أسابيع قليلة. وأوضح بعد خسارة السبت: “قبل شهر كنا نحتفل بلقب الدوري وكنا قادرين على إحراز ثلاثية. كانت التوقعات عالية وخرجنا عن المسار. كانت المباراة غريبة، فالنسيا أوجعنا كثيراً بنجاعته ثم تراجع إلى الخلف”.

وتابع: “في مباراة نهائية، فريق يفوز والآخر يخسر، وعندما تكون مدرباً، تحاول دائماً قلب الوضع دون أدنى شك”.

في إسبانيا، يتوقع أن يكون ريال مدريد حجر الرحى في الانتقالات الصيفية بقيادة المدرب زين الدين زيدان العائد في وقت سابق هذا الموسم، محاولاً إعادة توجيه الفريق إلى سكة الألقاب التي عرفها في عهده.

لكن برشلونة، وفي ظل الخيبة “الختامية” التي واجهها، قد يكون أيضاً لاعباً أساسياً في سوق الانتقالات.

حتى الآن، الثابت الوحيد هو الانتقال المبرم لفرينكي دي يونغ من أياكس أمستردام إلى صفوفه الموسم القادم (75 مليون يورو).

وترجح التقارير أن زميله ماتياس دي ليخت قد يسير على الدرب ذاته، مع بقاء الغموض محيطاً بأنتوان غريزمان الذي أكد مغادرته لأتلتيكو مدريد، من دون أن يحسم وجهته.

ووفقاً لما كتب فولش في “سبورت”: “من البديهي ضرورة تجديد الفريق المنهك جسدياً والمنهار نفسياً، ميسي وحده أكثر من اللازم”، متوقعاً إقبال برشلونة هذا الصيف على حراك في فترة الانتقالات يكون “الأكبر (له) في العقد الأخير”.