لعنة برشلونة تطارد تشلسي في ميونخ

تاريخ النشر: 18 مايو 2012 - 02:28 GMT
البوابة
البوابة

شاءت الأقدار ألا يُتوج أي فريق في العقدين الماضيين ببطولة دوري أبطال أوروبا لمرتين متتاليتين، فمع كل عام تتسع رقعة المنافسة ويرتفع نسق البطولة.

ويبقى إنجاز الاحتفاظ بلقب البطولة مستعصياً على الجميع في الأعوام الـ 23 الأخيرة، وقد احتار رؤوساء أقوى أندية العالم منذ بداية الألفية الجديدة بهذا الأمر ما دفع بعضهم لإنفاق الغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا المراد، ولعل أبرزهم فلورنتينو بيريز الذي فاز معه ريال مدريد بالبطولة عام 2002 فقام في العام التالي بتوفير دعمه بصفقة مدوية (البرازيلي رونالدو) للاحتفاظ باللقب، لكنه لم يستطع أمام عنفوان اليوفي ورغبته العارمة في مقارعة ميلان على ملعب أولد ترافورد عام 2003.

وبعد عام قام باستدعاء ديفيد بيكهام ثم مايكل أوين لكن لا جديد، فالأمر ليس له علاقة بالإنفاق واستقدام النجوم فقط بل له بُعد آخر متعلق بالاستقرار الإداري والفني.

وحتى أفضل فريق في العالم خلال العقد الأخير برشلونة حاول ثلاث مرات الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال لكنه كان يفشل في كل مرة لاصطدامه بأحد العمالقة لتضيع فرصة المجد الكبير الذي فشلت معظم أندية أوروبا في تحقيقه منذ أيام ميلان فان باستن حين توج الروسونيري بالبطولة موسمي 1988-1989 و1989-1990.

لكن توجد مُفارقة غريبة متعلقة بالفريق الذي يُخرج برشلونة ليس في الفترة الأخيرة بل منذ قديم الأزل، فالفريق الذي يهزم البارسا لا يرافقه الحظ بالقدر الكافي في مبارياته التالية ويتعرض عادة للخسارة في النهائي أو يفوز بالكأس بشق الأنفس.

فهل يعني ذلك أن طرف المباراة النهائية هذا الموسم على ملعب آليانز آرينا (تشلسي) في خطر حقيقي ويأن على عشاق الدوري الإنجليزي الشعور بالقلق على الأمل الوحيد المتبقي لمجد دوريهم الذي يُنافس على نيل لقب أفضل دوري في العالم لعام 2012 مع الدوري الإيطالي بشراسة؟

مفعول سم البارسا سيظهر في ميونخ

هناك سم قاتل بطيء المفعول، وقد نرى أثار سم البلاوغرانا نظهر على تشلسي ليتخلى الحظ لأول مرة هذا الموسم عن رجال روبرتو دي ماتيو في ميونخ، ليس لأن هنالك بعض الغيابات بل لأن الفوز على برشلونة يحمل سماً قاتلاً لصاحبه.

سيقول قائل أن إنتر ومانشستر يونايتد توجا بلقب البطولة بعد الإطاحة ببرشلونة، لكن كيف نالا اللقب؟ ربما كان إنتر الفريق الأكثر توفيقاً وحظاً من أندية أخرى فازت بالبطولة بعد هزيمتها لبرشلونة في مرحلة خروج المغلوب.

فقد كانت أمور مورينيو على ما يُرام أمام بايرن ميونخ على ملعب سانتياغو بيرنابيو عام 2010، وابتسمت الكرة لدييغو ميليتو ولمورينيو كالعادة، بعكس مانشستر يونايتد الذي تُوج بالبطولة عام 2008 على حساب تشلسي بعد هزيمة برشلونة بهدف بول سكولز الشهير حيث وصلت مباراته النهائية آنذاك إلى ركلات الترجيح، ولولا اهدار جون تيري ثم نيكولا أنيلكا لخسر السير أليكس فيرغسون حلمه.

وحتى ريال مدريد عام 2002 وصل للنهائي أمام باير ليفركوزن على حساب برشلونة وكاد يخسر في اسكتلندا لولا التألق غير المعقول لبديل سانشيز (إيكر كاسيس).

وهناك أسوأ من ذلك، فيوفنتوس الذي تألق كثيراً وقدم كرة قدم جميلة بقيادة بافيل نيدفيد وأليساندرو ديل بييرو هزم برشلونة على ملعب كامب نو عام 2003 وفي النهائي خسر من ميلان بفارق ركلات الجزاء الترجيحية.

وعاد ميلان عام 2007 ليفوز في النهائي على كاسح برشلونة في دور الـ 16 (ليفربول) بهدفي فيليبو إنزاغي في اليونان.

وسبق لتشلسي أن هزم برشلونة عام 2005 في دور الـ 16 تعرض للخسارة في قبل النهائي أمام ليفربول، وبعد تأهله إلى النهائي هذا الموسم بمُعجزة المدرب الإيطالي الشاب دي ماتيو على حساب البارسا في نصف النهائي (1-0 ذهاباً، و2-2 إياباً) يعيش خطر لعنة أكبر في نهائي ميونخ غداً، فماذا حدث قبل 37 عاماً؟

ربما تكون مسألة الإيقافات أمراً هيناً بالنسبة للبعض خاصةً حين يَعلم أنصار تشلسي وعشاق البريمير ليغ ما يُخبئه السجل التاريخي لدوري أبطال أوروبا، والذي يُشير لحقيقة من الحقائق والمفارقات المفاجئة.

فكما فعلها تشلسي هذا العام بفوزه على برشلونة في ملعب ستامفورد بريدج بهدف ديديه دروجبا، سبق وفعلها ليدز يونايتد أحد أعرق أندية بريطانيا- عام 1975 بفوزه على برشلونة بفارق هدف (2-1) على ملعب أيلاند رود لحساب نصف النهائي (أيضاً).

وكما فعلها تشلسي هذا العام بتعادله مع برشلونة على ملعب كامب نو (2-2) في إياب نصف النهائي فعلها ليدز يونايتد على نفس الملعب بالتعادل 1-1 مع برشلونة كرويف.

وكما تأهل تشلسي هذا العام لمواجهة بايرن، تأهل ليدز عام 1975 لمواجهة الفريق البافاري أيضاً في المباراة النهائية.

لكن ليدز خسر النهائي أمام بايرن فرانز بيكنباور وغيرد مولر، فهل سيتكرر يا تُرى نفس السيناريو قبل 37 عاماً ويُكرر التاريخ نفسه مع تشلسي؟ أم أننا على موعد مع تاريخ جديد بأقدام وعقول عملاق غرب لندن؟