يواصل برشلونة سعيه لضم لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر ميلان، كونه لاعب تتوفر فيه جميع الشروط، وهو نجم يشهد له الجميع بالمهارة والموهبة.
الكرة الأرجنتينية مثلها مثل سائر مدارس الدول اللاتينية وخاصة البرازيل ظلت “ولاّدة” للنجوم. بقيت الأرجنتين على امتداد سنوات طويلة منجما للاعبين الرائعين والموهوبين الذين دوّنوا أسماءهم ضمن قائمة أساطير الكرة في العالم.
رحلة الكرة الأرجنتينية في تقديم مواهب خالدة ولاعبين “سحرة”، من المؤكد أنها لن تتوقف أبداً، فلكل زمان أبطاله ونجومه، ومع إطلالة كل حقبة يبدأ الحديث عن نجم موعود بالشهرة والنجومية وخاصة التألق والإبداع.
في هذا السياق بدأ الحديث عن موهبة الفتى الصاعد والهداف الواعد مارتينيز الذي رحل منذ صيف 2018 صوب أوروبا من البوابة الإيطالية، وكأنه أراد أن يسير على خطى العديد من اللاعبين الذين سبقوه إلى الدوري الإيطالي وأبرزهم دييغو مارادونا.
بدأت الرحلة وبدأ هذا الفتى المرحلة الأصعب في مسيرته، إذ يتعين عليه تقديم ما يشفع له أن يكون أحد نجوم اللعبة ليس في إيطاليا فحسب بل في أوروبا وكل العالم.
لم تدم فترة الاختبار طويلاً، فموهبة النجم القادم من نادي راسينغ كلوب ظهرت سريعاً وعلامات النبوغ جعلته محط الأنظار ومحل كل انبهار.
فما قدمه خلال موسمه الأول مع إنتر ميلان جعله يكسب الرهان ويقدم نفسه كأفضل ما يكون كهداف بالفطرة ولاعب مميز لديه كل القدرات على تعويض مواطنه ماورو إيكاردي الذي تأزمت علاقته في الموسم الماضي مع النادي.
استغل لاوتارو تبعاً لذلك الفرصة واقتنصها ببراعة، ربما كان يدرك رغم صغر سنه أن الموهبة التي يملكها ستجعله يحلق في السماء ليصبح النجم الأول في الفريق ومطمعاً للفرق القوية أوروبياً.
وبعد أن بدأت هذه الأندية تحاول منذ الصيف الماضي إيجاد طريقة للوصول إلى قلب لاوتارو وخطفه، احتدت شدة المنافسة خلال السوق الشتوي الأخير، وتصاعدت الأصوات من كل صوب وحدب بهدف كسب المزاد والظفر بالمراد.
حاول ريال مدريد تعقب خطواته عله يسبق الجميع، كما فكرت إدارة مانشستر سيتي بجدية في إغراء إنتر للحصول على هذا “الصيد الثمين”، وفعلت مثلها إدارة باريس سان جيرمان، لكن كل الجهود ذهبت سدى.
فقط فريق واحد ما زال يحلم بـ”اختطاف” النجم الأرجنتيني، فريق فقط ما زال يؤمن بأنه قادر على إغواء إدارة الإنتر وإغراء لاوتارو.
إنه برشلونة الذي لم يسأم بعد من محاولة إيجاد طريقة لاستقطاب لاوتارو وتغيير موقف إدارة إنتر وإقناعها بالتفريط في هذا المهاجم المميز.
رغم صعوبة الأمر حالياً في ظل تعنت إدارة النيراتزوري التي تصرّ على بقاء لاوتارو لأطول فترة، ورغم المزايدات من بعض الأندية والتي تجعل التعاقد مع المهاجم مسألة غاية في التعقيد والصعوبة إلا أن حلم برشلونة لم ينته بعد.
ربما ما يزيد في تمسك البلاوغرانا في الحصول على خدمات هذا اللاعب أنه يعلم جيداً أن أغلب الصفقات الأخيرة لم تكن موقفة، والدليل على ذلك تراجع المستوى باستمرار طيلة المواسم الأخيرة.
يدرك برشلونة جيداً أنه منذ رحيل نيمار وجد الفريق نفسه في ورطة وكل من وقع استقدامه لخلافته فشل في ذلك.
