كلاسيكو الرياضة والسياسة!

تاريخ النشر: 10 أكتوبر 2012 - 11:44 GMT
كلاسيكو الرياضة والسياسة
كلاسيكو الرياضة والسياسة

لم تجد الصحف الكتالونية والمدريدية ما تتميز به عقب التعادل الإيجابي الذي انتهت عليه مباراة الكلاسيكو بين الغريمين برشلونة وريال مدريد مساء الأحد الفائت، فقد تكون المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي تتفق فيها صحافة الغريمين على استخدام لغة هادئة وموضوعية في وصف ما جرى على ملعب كامب ناو ليس من ناحية النتيجة التي تقاسمها الفريقان ولكن أيضاً من حيث الوصف والتحليل الذي أجمعت فيه الصحف على تقاسم الفريقين للأفضلية والتألق الذي جسده النجمان الأبرز كريستيانو رونالدو وميسي،

 
بل حتى البرتغالي مورينيو الذي اشتهر بخروجه عن النص في مثل هذه المباريات والظهور في ثوب (المتفوق) حتى لو كان فريقه مهزوماً اختار لنفسه هذه المرة قدراً من الحياد في الحديث عن المباراة وما جرى فيها وأنصف برشلونة كخصم عنيد وتحدث بإيجابية عن نجوم الفريق الكتالوني مثلما أشاد وأسهب في مدح نجوم ريال مدريد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما طالب بالكف عن الحديث حول جائزة الأفضل في العالم وطالب بحظر جائزة الكرة الذهبية هذا العام بعدما تساوى كريستيانو رونالدو وميسي بدرجات التألق في الكلاسيو بتسجيل كل منهما ثنائية لفريقه منحته نقطة في هذا الكلاسيو.
 
ورفض رونالدو نفسه الانفراد بنجومية المباراة وانحاز لزملائه اللاعبين مقدماً الإشادة والمدح على أدائهم الجماعي الذي كما قال كان وراء توفيقه في تسجيل هدفين لريال مدريد، بينما قال ميسي أن التعادل ليست النتيجة التي ترضي طموحات برشلونة، إذ كانوا يسعون نحو الفوز خاصة في الشوط الثاني إلا أنهم يشعرون بالسعادة والفرحة لأن الفريق ما زال متقدما على ريال مدريد في الترتيب العام.
 
هذا الاتزان في التغطية الصحفية وكذلك في الروح الرياضية التي تحدث بها مورينيو والنجمان الكبيران كريستيانو رونالدو وميسي يعكس ويجسد ما دار في الملعب بين الغريمين التقليديين، إلا أن الصورة كانت مختلفة على مدرجات كامب ناو حيث غطت السياسة على المظاهر الرياضية من خلال صيحات الجماهير الكتالونية التي غطت مدرجات الملعب بأعلام إقليم كتالونيا وهي تطالب بالانفصال عن إسبانيا الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة الإسبانية ودفع وزير خارجيتها للتعبير عن استيائه مما حدث ووصفه بأنه يسييء لإسبانيا التي تعاني أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة، إنه بالفعل كلاسيكو الرياضة والسياسة!
 
علم الدين هاشم

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن