بعد غياب المنافسات الدولية قرابة عشرة أشهر جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، تنطلق اليوم النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية بقمة نارية بين ألمانيا وضيفتها إسبانيا دون جماهير وخلف أبواب مؤصدة.
وتشهد الجولة الأولى التي تستمر لثلاثة أيام على مباريات مهمة تبدأ اليوم مع لقاء عملاقين هما ألمانيا وضيفتها إسبانيا ضمن المجموعة الرابعة من المستوى الأول.
ويحل منتخب إسبانيا ضيفاً على نظيره الألماني بطل العالم عام 2014 في البرازيل، في أول مباراة تنافسية تجمع المنتخبين منذ نصف نهائي كأس العالم 2010 التي حسمتها إسبانيا بهدف نظيف برأسية كارليس بويول قبل أن تمضي قدماً وتفوز بالنهائي على حساب هولندا في جنوب إفريقيا.
وبعد قرابة عقد من الزمن على تلك المواجهة، وجوه قليلة ما زالت موجودة في كلا المنتخبين، إذ أن توني كروس هو الوحيد الذي لا يزال مع ألمانيا في حين أن سيرخيو راموس، وسيرجيو بوسكيتس وخيسوس نافاس لا يزالون في صفوف منتخب إسبانيا.
واستدعى المدرب لويس إنريكي جناح برشلونة الشاب آنسو فاتي، 17 عاماً، للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب الإسباني إضافة إلى لاعب خط وسط بايرن ميونيخ تياغو آلكانتارا، في حين خسر جهود آداما تراوري لاعب ولفرهامبتون الذي استدعي للمرة الأولى إلى المنتخب بسبب إصابته بـ«كوفيد - 19» أسوة بمايكل أوريازابال لاعب ريال سوسييداد.
وقال إنريكي الذي سيشرف للمرة الأولى على المنتخب بعد عودته إلى رأس الجهاز الفني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لفترة ثانية بعد أولى بين يوليو (تموز) 2018 ويونيو 2019: «لو كنا سنخوض كأس أوروبا اليوم، هذا سيكون فريقي. على جميع اللاعبين أن يقوموا بخطوة إلى الأمام، أكانوا في عمر 17 أو 19 أو 33 عاماً... فاتي بات في مستوى يمكنه من الوجود هنا معنا. أريد أن أرى (آداما تراوري) يتدرب معنا. تقدم كثيراً، إنه جوهرة ذات إمكانيات هائلة».
في المقابل سيغيب نجوم بايرن ميونيخ الدوليون عن منتخب بلادهم في هذه المباراة بعد أن قرر المدرب يواكيم لوف منحهم قسطاً من الراحة عقب التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في 23 أغسطس (آب) الفائت، وهم الحارس الأول مانويل نوير، وسيرج غنابري، ويوشوا كيميتش وليون غوريتسكا.
وستشكل المباراة فرصة للوف لاختبار بعض لاعبيه، لا سيما الجناح لورا ساني القادم من مانشستر سيتي إلى بايرن هذا الصيف والذي أبعدته إصابة قوية في ركبته في أغسطس 2019 عن الملاعب طيلة الموسم الماضي، إضافة إلى القناص تيمو فيرنر المنضم حديثاً إلى تشيلسي من لايبتزيغ وكاي هارفيتز لاعب باير ليفركوزن الذي بات قريباً أيضاً من النادي اللندني.
وقال لوف الذي يشرف على المنتخب منذ عام 2006: «نحن سعداء بعودة الفريق إلى أرض الملعب ولفرصة خوض مباريات دولية مجدداً».
أما ساني (24 عاماً)، فأكد في مقابلة مع موقع الاتحاد الألماني لكرة القدم: «أعتقد أني جاهز بنسبة 80 في المائة...بالطبع افتقد للإيقاع وللمباريات».
وتشهد تشكيلة ألمانيا عودة مدافع بايرن نيكلاس زوله الذي عانى أيضاً من إصابة في الركبة في أكتوبر الماضي، وعاد إلى المنافسات في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال في لشبونة في أغسطس الماضي، وتألق عندما حل بديلاً لجيروم بواتينغ الذي أصيب خلال فوز فريقه 1-0 على باريس سان جيرمان في المباراة النهائية.
وقال زوله: «اشتقت لممارسة ما أحبه. إسبانيا قوة كبيرة في كرة القدم وتملك لاعبين رائعين».
ويأمل زوله (24 عاماً)، أن يلهم نجاح بايرن القاري المنتخب الوطني في استعداداته لكأس أوروبا التي أرجئت من صيف 2020 إلى العام المقبل بسبب جائحة كورونا. وقال: «حققنا أمراً عظيماً مع بايرن ميونيخ. يجب أن يشكل حافزاً للمزيد من الألقاب. ويجب أن نستغل دوري الأمم للاستعداد جدياً لكأس أوروبا الصيف المقبل».
في المباراة الأخرى بالمجموعة ذاتها تحل سويسرا ضيفة على أوكرانيا اليوم، على أن تستضيف الأولى ألمانيا الأحد في الجولة الثانية في، حين تحل أوكرانيا ضيفة على إسبانيا.
وقال مدرب أوكرانيا الأسطورة أندريه شيفتشينكو المتوج بالكرة الذهبية عام 2004: «نستحق أن نكون في المستوى الأول. نتعامل مع دوري الأمم على أنها مسابقة مهمة جداً حيث يحظى العديد من اللاعبين اليافعين بفرصة إثبات أنفسهم والمنافسة لإيجاد مكان لهم في التشكيلة الأساسية».
وفي أبرز مباريات اليوم، يستضيف منتخب ويلز نظيره الفنلندي في المجموعة الرابعة من المستوى الثاني حيث ستتوجه الأنظار إلى غاريث بايل الذي غاب عن معظم مباريات ريال مدريد بعد استئناف الدوري الإسباني في يونيو والذي أحرز لقبه النادي الملكي.
ولا يزال مستقبل بايل غامضاً في كتيبة المدرب زين الدين زيدان، إلا أن مدرب المنتخب الويلزي رايان غيغر يضع كامل ثقته في صاحب الـ 31 عاماً، وقال: «يصل دائماً إلى التدريبات وهو جاهز بدنياً ومتحمس للعب». وضمن نفس المجموعة تلتقي بلغاريا مع ضيفتها آيرلندا.
وفي المجموعة الثالثة من المستوى الثاني تلتقي روسيا مع صربيا وتركيا مع المجر، بينما تلعب سلوفينيا مع اليونان ومولدوفا مع كوسوفو في المجموعة الثانية من المستوى الثالث، ولاتفيا مع آندورا وجزر فارو مع مالطا في المجموعة الأولى من المستوى الرابع.
