قبل 65 يوما، دعا قلب الدفاع جيرارد بيكيه إلى تغييرات جذرية من أسفل الهرم إلى قمته في برشلونة، لكن لم يتغير الكثير منذ السقوط الكارثي أمام بايرن ميونيخ 2-8 في ربع نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا.
بقي ثمانية لاعبين من التشكيلة التي تعرضت لاذلال كبير في موقعة لشبونة، رغم قول بيكيه أن لا خيمة فوق رأس أحد.
بقي أيضاً الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، رغم عريضة وقعها 16 ألف شخص للتخلص من إدارته وحملة عنيفة عليه من قائد الفريق ليونيل ميسي.
شهدت التشكيلة بعض التغييرات مع قدوم المدرب رونالد كومان بدلاً من كيكي سيتيين الذي سار على خطى سلفه إيرنيستو فالفيردي بالإقالة.
تخلى كومان، قلب دفاع برشلونة السابق، عن صديق ميسي المهاجم لويس سواريز، بالإضافة إلى المخضرمين الآخرين لاعبي الوسط إيفان راكيتيتش وآرتورو فيدال.
لكن التغييرات التي أجراها كومان، خصوصاً طريقة التخلي عن سواريز بمحادثة هاتفية قصيرة، أغضبت ميسي الذي اغتنم الفرصة لإطلاق سهام جديدة على الإدارة.
وقال كومان "من الطبيعي أن يحزن لاعب عندما يرحل أصدقاؤه بعد سنوات سوياً، هذه طبيعة كرة القدم".
بدوره، قال ميسي أن برشلونة لم يكن جيداً بما فيه الكفاية لإحراز لقب دوري الأبطال الموسم الماضي.
وجهة نظر أُثبتت، لسوء حظ عشاق النادي الكاتالوني، بخسارة دخلت تاريخ المسابقة أمام بايرن الذي توج لاحقاً باللقب في بطولة مجمعة في لشبونة.
يستهل البلاوغرانا نسخة جديدة من المسابقة القارية الأولى الثلاثاء أمام فيرنتسافاورش المجري الذي حمل ألوانه عمالقة الخمسينيات ساندور كوتشيش وزولاتان تسيبور (لعبا لاحقاً مع برشلونة) وفلوريان ألبرت.
بعد تتويجه مرة خامسة وأخيرة في 2015، بلغ برشلونة ربع النهائي ثلاث مرات ونصف النهائي مرة في 2019، لكنه لم يعد "بعبع" الأندية الأوروبية.
وفي ظل تخليه عن مخضرمين ثلاثة، استقدم لاعب وسط تخطى بدوره الثلاثين هو ميراليم بيانيتش من يوفنتوس، في صفقة تضمنت رحيل لاعبه آرتور غير المرغوب فيه في برشلونة، رغم الآمال الكبيرة المعقودة عليه بعد ضمه.
كان بيدرو غونساليس لوبيس المكنى "بيدري" شرارة اللاعبين الجدد القادمين إلى ملعب كامب ناو من لاس بالماس، فتألق لاعب الوسط الهجومي مطلع الموسم وفي المباراة الأخيرة التي خسرها أمام خيتافي 0-1 في الليغا.
لكن بيدري لا يزال يافعاً بعمر السابعة عشرة، ولا يتوقع أن ينجح مع الوافد الآخر الشاب فرانسيسكو ترينكاو (20 عاماً) في قلب المعادلة في تشكيلة برشلونة.
ويتوقع أيضاً أن يظهر أكثر على الرواق الأيمن سيرجينيو ديست (19 عاماً) القادم من أياكس أمستردام.
وقال كومان "النادي يحاول تغيير الفريق. سيحصل الكثير من اللاعبين الشبان على الفرصة".
لم يكن برشلونة قادراً على تحمل تكلفة استقدام المهاجم لاوتارو مارتينيز من إنتر أو ممفيس ديباي من ليون، ما ترك كومان أمام حلول هجومية ضيقة، خصوصاً في ظل الإصابات المتلاحقة لعثمان ديمبيلي.
رغم ذلك، يعوّل عليه لإعادة برشلونة إلى قمة أوروبا واسبانيا التي اعتلاها غريمه ريال مدريد الموسم الماضي.
وفي غضون ذلك، يخيّم شبح رحيل ميسي الموسم المقبل، بعد صراع رهيب مع إدارته في الآونة الاخيرة، إثر تعبيره صراحة عن نيته بالانتقال امتعاضاً من سياسة النادي.
ورغم أزمته الإدارية، حاول ميسي الارتقاء ببرشلونة كعادته، لكنه اكتفى بتسجيل ركلة جزاء يتيمة في أول أربع مباريات لفريقه هذا الموسم.
بعد أكثر من شهرين ونصف على كارثة لشبونة، ستكون انطلاقة دوري الأبطال فرصة مناسبة لتعويم برشلونة، لكن من دون ضمانات مؤكدة في ظل الأزمات المتلاحقة فنياً وإدارياً.
