فترة الانتقالات أمل سولشاير لترميم مانشستر يونايتد

تاريخ النشر: 27 أغسطس 2020 - 12:47 GMT
أولي غونار سولشاير
أولي غونار سولشاير

في نهاية أول موسم كامل للمدير الفني أولي غونار سولشاير على رأس القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، أنهى الفريق الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثالث، وودع 3 بطولات من نصف النهائي.

ومع ذلك، أصبحت هذه النتائج المتوسطة معتادة طبيعية من مانشستر يونايتد خلال السنوات السبع الماضية منذ رحيل المدير الفني الأسطوري للشياطين الحمر، أليكس فيرغسون.

وبعد أن احتل يونايتد المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدير الفني ديفيد مويس في 2014، حسن لويس فان خال الأمور بشكل طفيف، باحتلال المركز الرابع ثم الخامس، قبل أن ينجح المدير الفني جوزيه مورينيو في قيادة الفريق لاحتلال المركز الثاني موسم (2017-2018).

وتولى سولشاير المسؤولية في منتصف الموسم التالي، وقاد الفريق لإنهاء الموسم في المركز السادس. لكن حتى مع احتلال الفريق للمركز الثالث هذا الموسم، فإن هذا يعني أن متوسط مركز مانشستر يونايتد في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خارج المراكز الأربعة الأولى.

وخسر مانشستر يونايتد في نصف نهائي كل من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكأس الاتحاد الإنجليزي، والدوري الأوروبي، وهو ما يمثل اتجاهاً مثيراً للقلق يتعين على سولشاير إيجاد حل له بسرعة.

لكن رغم التقدم الواضح الذي أحرزه الفريق خلال الـ 19 مباراة، والذي ساعده على إنهاء الموسم في المركز الثالث، يتعين على النرويجي أن يعمل جاهداً على تجنب ما حدث لمورينيو خلال موسمه الثاني في أولد ترافورد.

وفي ضوء النتائج التي حققها الفريق خلال السنوات الأخيرة، فمن الواضح أن مهمة النرويجي لن تكون سهلة الموسم المقبل.

وفور إقالته من منصبه في ديسمبر 2018، قال مورينيو: «أعتقد أن قيادة مانشستر يونايتد لاحتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز يعد واحداً من أفضل إنجازاتي خلال مسيرتي التدريبية. سأستمر في التأكيد على ذلك لأن الناس لا يعرفون ما يجري وراء الكواليس».

وربما كان مورينيو يشير إلى فشل إد وودوارد، نائب الرئيس التنفيذي للنادي، في التعاقد مع هاري ماغواير من ليستر سيتي في صيف 2018، أو إيفان بيريشيتش من إنتر ميلان قبل ذلك بعام.

ومن الواضح للغاية أن ما يحدث في الإدارة المالية ليونايتد خلال فترة الانتقالات الحالية سيكون عاملاً مؤثراً للغاية فيما إذا كان سولشاير سيكون قادراً على قيادة الفريق للأمام أم لا.

وخلال مباراة مانشستر يونايتد أمام إشبيلية في نصف النهائي للدوري الأوروبي، ظهرت تناقضات الفريق الإنجليزي مرة أخرى، حيث كان من الواضح أن الفريق يمتلك خط هجوم قوي للغاية، بقيادة برونو فيرنانديش ومايسون غرينوود وماركوس راشفورد وأنتوني مارسيال، لكنهم يهدرون كثيراً من الفرص السهلة. وكان ذلك واضحاً أيضاً خلال مباراة الفريق أمام إف سي كوبنهاغن في ربع النهائي، كما كان واضحاً في كثير من المباريات الأخرى هذا الموسم.

ويعتمد سولشاير على خطة هجومية شاملة، ولديه الأدوات التي تساعده على ذلك، حيث أحرز مارسيال 23 هدفاً، وراشفورد 22 هدفاً، وغرينوود 17 هدفاً، وفيرنانديش 11 هدفاً، خلال الموسم الحالي. لكن على الجانب الآخر، يعاني الفريق بشكل واضح في النواحي الدفاعية بسبب بطء وسوء تمركز هاري ماغواير وفيكتور لينديلوف، فضلاً عن سوء تمركز ظهيري الجنب وان بيساكا وبراندون ويليامز.

ويكمن الحل بكل تأكيد في ضرورة تدعيم الفريق لصفوفه بشكل جيد خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. لكن المشكلة التي تواجه سولشاير الآن تتمثل في قلة الأموال اللازمة للتعاقد مع قلب دفاع أو ظهير أيسر بقدرات لاعبين مثل كاليدو كوليبالي أو بين تشيلويل على سبيل المثال، خاصة أن النادي ما زال حتى الآن يسعى لضم جايدون سانشو من بوروسيا دورتموند مقابل 100 مليون جنيه استرليني.

ويتمثل الموقف الحالي لمانشستر يونايتد في أن الاستنزاف المالي الناجم عن تفشي فيروس كورونا يعني أنه لن يتبقى لدى النادي كثير من الأموال لإبرام تعاقدات جديدة، في حال تم التعاقد مع سانشو. وبالتالي، فإن النتيجة الطبيعية هي أن يبحث سولسكاير عن صفقة رخيصة الثمن، على غرار ما فعله ليفربول عندما تعاقد مع الظهير الأيسر آندي روبرتسون مقابل 8 ملايين جنيه من هال سيتي، لكن ذلك لم يعد متاحاً في سوق انتقالات اللاعبين الآن.

ورغم ذلك، فإن إلقاء نظرة على المنافسين الآخرين يجعلنا ندرك أن سولشاير ربما يكون لديه الميزانية الأكبر للتعاقد مع لاعبين جدد.

وفي مدينة مانشستر نفسها، تحرك المدير الفني جوسيب غوارديولا لتعزيز خط دفاعه المهلهل بالتعاقد مع نايثان آكي مقابل 41 مليون جنيه، كما تعاقد أيضاً مع المهاجم فيران توريس مقابل 24.5 مليون جنيه؛ أي أنه أنفق ما مجموعه 65 مليون جنيه إسترليني، ومن المتوقع ألا ينفق الكثير خلال ما تبقى من فترة الانتقالات الحالية.
أما بالنسبة لحامل اللقب (ليفربول)، فقد تعاقد المدير الفني يورغن كلوب مع الظهير الأيسر كونستانتينوس تسيميكاس مقابل 8.1 مليون جنيه.

وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يبرم ليفربول صفقات أخرى، فإنه لن ينفق كثيراً من الأموال، إلا إذا نجح في التعاقد مع تياغو آلكانتارا من بايرن ميونيخ.

وحتى بالنسبة لتشيلسي الذي أنهى الموسم في المركز الرابع، يبدو أن إنفاق فرانك لامبارد لـ 84 مليون جنيه للتعاقد مع المهاجم تيمو فيرنر، والجناح حكيم زياش، قد بلغ الحد الأقصى.

وبالتالي، فالمرجح أنه لن يقترب من إجمالي النفقات المتوقعة لمانشستر يونايتد، باستثناء التقارير التي تتحدث عن قرب ضم كاي هافيرتز من باير ليفركوزن مقابل 90 مليون جنيه.

ورغم ذلك، هناك حقيقة غير مستساغة لسولشاير، ولمشجعي يونايتد، تتمثل في أنه حتى لو تعاقد الفريق مع سانشو وقلب دفاع قوي، فإن الفريق لن يرتقي لمستوى ليفربول الذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، ومن قبله دوري أبطال أوروبا.

وتتمثل المشكلة الأساسية التي يعاني منها مانشستر يونايتد في عدم وجود بدائل قوية في معظم المراكز، وهو ما ظهر جلياً للغاية في عدم قيام سولشاير بأي تغيير خلال مباراته أمام إشبيلية إلا قبل نهاية المباراة بـ 3 دقائق فقط، حيث يعكس ذلك حقيقة أن المدير الفني النرويجي ليس لديه خيارات بديلة قادرة على تغيير نتيجة المباراة.

وقال سولشاير عن سياسته فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة: «الأمر لا يتعلق بضم عدد كبير من اللاعبين، لكنه يتعلق بمدى جودتهم ومستواهم، وبضم اللاعب المناسب والشخصية المناسبة للفريق. يتعين علينا أن نضم اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة للفريق». ويتعين علينا أن نرى ما إذا كانت هذه رسالة موجهة إلى وودوارد للقيام بما هو مطلوب لتعزيز صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الحالية أم لا.