هل تهدد أنانية ماني وصلاح طموحات ليفربول؟

تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2019 - 10:33 GMT
ماني وصلاح
ماني وصلاح

دخل التنافس المحتدم بين نجمي ليفربول محمد صلاح وساديو ماني مرحلة الخطر في توقيت مبكر من عمر الموسم الحالي الذي بدأ من حيث انتهى سابقه، فكلاهما على خط واحد من الأضواء، وسباق متواصل نحو "الهدف".

ومن دون أي مقدمات، بدأت حرب النجومية على الطريقة الإفريقية، فبعد أن تقاسم صلاح وماني صدارة هدافي الدوري الإنجليزي الموسم الماضي مع ابن قارتهم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ نجم آرسنال (22 هدفاً)، ارتفع سقف طموحهما الشخصي باعتلاء القمة مجدداً، وإعلان موسم حصاد وافر، لا سيما أن كلاً منهما سجل أربعة أهداف في خمس مباريات محلية حتى الآن.

ويبدو المشهد التنافسي بين صلاح وماني مفرحاً في ظاهره لأنصار ليفربول لإدراكهم أن الأهداف قادمة لا محالة، غير أن باطن الأمر يدعو للقلق، فمباراة الفريق مع نابولي في افتتاح دوري أبطال أوروبا كشفت عن عمق سلبي في المنظومة أسهم في خسارة "حامل اللقب" بهدفين نظيفين، كان ماني أحد أبرز أسبابه، فضلاً عن أحقية الفريق الإيطالي بالفوز قياساً بالأداء القتالي والتكتيك العالي من جانب المدرب كارلو أنشيلوتي.

بالأمس القريب، أظهرت الكاميرات اللاعب السنغالي في حالة عصبية على دكة البدلاء بعد استبداله خلال مباراة ليفربول وبيرنلي، إذ بدا غاضباً بشدة من صلاح الذي تصرف بأنانية ولم يمرر له الكرة داخل منطقة الجزاء مما أثار جنون ماني وسط أجواء مشحونة لم يتدخل فيها المدرب يورغن كلوب الذي لم يقدر حجم الضرر وقتها، وصرح قائلاً: "لا لن أتدخل، هذه حرية اللاعبين، يجب عليهم اتخاذ القرارات داخل الملعب سواء بتمرير الكرة أو لا.. هذه اللقطات تتكرر دائماً، يمكنك خسارة الكرة بأشكال عدة، تسديدها بشكل خاطئ، و أحياناً لا ترى زميلك"!.

ولم تمض سوى أيام على مباراة بيرنلي حتى دفع كلوب ثمن ضعف تقديره لحالة ماني وصلاح، وصافح أنشيلوتي بوجه شاحب وذهن شارد، وحرارة الخاسر، كيف لا وقد شهد لقاء نابولي لقطة فنية تستحق التوقف عندها طويلاً، فعندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي في الشوط الثاني تقدم ماني بالكرة من وضعية شبه انفراد وانطلق إلى جانبه صلاح كالبرق منتظراً الكرة لكن ماني تلكأ بالكرة حين أيقن صعوبة مراوغة مدافع نابولي إلى أن اتخذ قراراً متأخراً للغاية بالتمرير بعيداً عن متناول صلاح لتضيع فرصة هدف محقق كان سيغير مجرى مباراة بالكامل.

وما دفع جمهور الريدز إلى التشكيك في نوايا ماني ومحاولة تفضيل نفسه بالكرة، أن السنغالي كان على موعد مع تحقيق رقم تاريخي في مباراة نابولي، إذ أنه لو سجل لأصبح أسرع لاعب إفريقي يسجل 15 هدفاً في 25 مباراة بدوري الأبطال بالتساوي مع عملاق تشيلسي السابق، الإيفواري ديدييه دروغبا.

وأمام هذه المعطيات، أخذ القلق يتسلل إلى قلوب عشاق ليفربول، فالفريق الناضج تكتيكياً بعقلية كلوب، والفعال هجومياً بأقدام ورؤوس الثلاثي صلاح وماني وروبرتو فيرمينو، أصبح مهدداً بتلقي هزائم مزعجة قد تتطور وتفقده اتزانه وربما يدفع الثمن خسارة لقب الدوري الإنجليزي مجدداً أمام منافس شرس بحجم مانشستر سيتي الذي سلبه لقب الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة فقط.

وتقع على عاتق كلوب مسؤولية كاملة، وبات مطالب بالتخلي عن دبلوماسيته في التعاطي مع أزمة صلاح وماني، والتدخل الحازم من أجل مصلحة الفريق، فوجب التدخل الفني خصوصاً أن كرة ماني بمباراة نابولي غالباً ما تتكرر خلال تدريبات كل الفرق ومصيرها هو التمرير المبكر إلى الزميل المساند أو المراوغة والتسديد.

أما إذا تجاوز كلوب هذه اللقطة واعتبر المسألة "حرية لاعبين" كما صرح سابقاً حول أنانية صلاح بلقاء بيرنلي، فإن ليفربول سيكون الخاسر الأكبر رغم أنه يتصدر الدوري الإنجليزي برصيد 15 نقطة، ولديه متسع من الوقت والمباريات لتعويض نقاط هزيمته أمام نابولي بدوري الأبطال.

يذكر أن صراع ماني مع صلاح لا يتوقف عند حدود ليفربول والملاعب الأوروبية، فالمنافسة تشتعل بينهما دولياً، منذ عامين، على لقب أفضل لاعب في قارة إفريقيا والتي انحازت إلى صلاح، ويتوقع أن يكون كلا اللاعبين برفقة نجم مانشستر سيتي رياض محرز ضمن المرشحين الثلاثة لجائزة الكرة الذهبية في إفريقيا لعام 2019، التي سيقام حفلها في مدينة الغردقة المصرية في يناير المقبل.

أرقام صلاح في الدوري الإنجليزي:

المشاركات: 5 أساسي.
دقائق اللعب: 439
الأهداف: 4
صناعة الأهداف: 2
معدل التسديد: 2.2
نسبة التمرير الناجح: 75.2%
رجل المباراة: مرة واحدة.
درجة تقييم الأداء: 7.78

أرقام ماني في الدوري الإنجليزي:

المشاركات: 4 أساسي وواحدة احتياطي.
دقائق اللعب: 358
الأهداف: 4
صناعة الأهداف: 1
معدل التسديد: 2.2
نسبة التمرير الناجح: 80.6%
رجل المباراة: مرتان.
درجة تقييم الأداء: 7.69